الدوري يحتاج للصبر، والعمل المتواصل، والميزانية المفتوحة، والدكة الجاهزة، والطاقم الإداري والفني المميز، فبدون هذه الأشياء لن تستطيع المنافسة على دوري طويل وشاق ومليء بالمفاجآت والإصابات والأخطاء التحكيمية التي هي جزء من اللعبة. أعتقد أن هذه العوامل لم تتوافر إلا بنادي النصر، ولذلك بقي متصدراً لموسمين كاملين ولم يفقد الصدارة سوى في جولة أو جولتين.
في المباراة الحاسمة أمام المنافس التقليدي اتضح مدى العمل الإداري والتجهيز النفسي للمباراة بالنسبة للفريق الأصفر فالهدوء قابلة عصبية غير مبررة للفريق الأزرق الذي اتضح أنه يعاني فراغاً إدارياً كبيراً، فتصريحات اللاعبين وشحنهم الزائد ألقت بظلالها على الفريق وكان نتاجها ثلاث بطاقات حمراء!!.
إن العمل النصراوي العظيم بقيادة رئيسه الأمير فيصل بن تركي يستحق الإشادة والثناء فقد صرف على النادي مبالغ طائلة بمئات الملايين، وجلب لاعبين من فئة فايف ستار، وجهَز دكة بدلاء هي الأكبر فنياً ومادياً من بين أندية دوري جميل تحسباً للإصابات وفعلاً حدث المتوقع وأصيب أهم ركائز الفريق (غالب والفريدي) ولكن البديل الجاهز سد الفراغ ونفذَ المطلوب، كما أن الفريق البطل لا يتأثر بالأخطاء التحكيمية فرغم استفادة الفريق الأصفر من التحكيم أمام الخليج والهلال تحكيمياً إلا أنه قد بُخس حقه وتعرض لظلم تحكيمي واضح حرمه من نقاط مباريات الرائد والفتح والأهلي بإجماع خبراء التحكيم، وهذه هي شخصية الفريق البطل لا يتأثر بالظروف، بل إنه يطوعها لصالحه، ودليل العمل الإداري بقيادة الرئيس الذهبي هو الفوز ببطولات الدوري لجميع الفئات في سابقة تاريخية لأول مرة تحدث في تاريخ بلادنا، وهذا دليل قاطع على العمل والمثابرة وتجهيز الفريق كما يجب.
ولعل المتابع لمباريات الفريق يلاحظ التدوير الذكي للعناصر التي تعتبر عناصر الصف الثاني فنياً وهذا العامل لم يولد الإرهاق المتوقع وحتى الجولة ما قبل الأخيرة والتي سبقت التتويج.
وهناك نقطة تُثبت أيضاً احترافية الجهاز الإداري بالنادي وهي التغريد بحساب النادي الرسمي وبكل روح رياضية وفي حالة قد تكون الأولى عالمياً وموجه لحساب النادي المنافس على لقب الدوري، ومضمونها أننا نتمنى لكم حظاً أوفر في المرات القادمة، وهي تزرع الروح الرياضية والتنافس بين الأندية.
خالد العطاالله - الزلفي