كتب - زيد السبيعي:
يعد «الرمز» الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر من رؤساء الأندية القلائل على مستوى العالم الذي انتشل فريقه من القاع إلى منصات التتويج بتحقيقه ثلاثة ألقاب على مستوى المسابقات المحلية «دوري عبداللطيف جميل للمحترفين مرتين»، وكأس سمو ولي العهد «مرة واحدة»، حيث أصبح للنصر قيمة فنية كبيرة داخل أرضية الملعب.
الرمز النصراوي أعاد هيبة العالمي من جديد بعد أن فقدت على مدار الـ 15 عاماً الماضية، بفضل الشح المالي وغياب الفكر الإداري الاحترافي، وهذا ما أوجده الأمير فيصل بن تركي عندما جاء بفكر وفلسفة أوروبية ساهمت في استقرار النصر وإعادته للأمجاد بعيداً عن الضجيج، حيث كان شعاره «الهدوء والتركيز»، وأكبر دليل على ذلك، التهيئة النفسية للفريق الأصفر في لقاء الأخير أمام الهلال التي يجب أن تدرّس للأجيال بعد أن حول مقولة مهاجم الهلال ناصر الشمراني «هيا تعال» لصالح فريقه وأصبحت عكسية على الفريق الهلالي وهذا مما يؤكّد أن «كحيلان» استفاد من أخطائه السابقة وأصبح يمتلك خبرة كبيرة قادر من خلالها على السعي بالنصر للبطولات في كأس الملك أو حتى في المواسم المقبلة.
ما فعله «الرمز» خلال الموسمين الماضيين لم يفعله أي رئيس ناد سعودي، ليس مبالغه إنما حقيقه، حيث دفع أكثر من 500 مليون ريال، وجلب أكثر من 120 لاعباً خلال خمس سنوات، بالإضافة إلى قربه من اللاعبين حتى كان بالنسبة لهم الأب الروحي للفريق ووفر لهم كافة سبل الراحة من عقود ضخمة ومكافآت لم يسبق لها مثيل في الأندية المنافسة، لم يجامل أي لاعب على حساب الفريق، ولم يتخل عن أي لاعب يحتاجه الفريق، حتى أصبح النصر هدفاً لجميع اللاعبين، بعد أن كان غير ذلك في سنوات العجاف.
ولم يركّز على الفريق الأول فقط إنما ركّز على كافة الفئات السنية «ناشئين وشباب» باختيار أفضل الكوادر الشابة لهم، لتكون داعمة للفريق الأول خلال السنوات المقبلة وعدم الاحتياج لجلب لاعبين من خارج أسوار النصر، وتوّج هذه الجهود بتحقيق هذا الموسم ثلاثة ألقاب دوري «ناشئين وشباب وأول» لم يسبق لأي ناد سعودي تحقيق هذه الثلاثية.
يستحق الأمير فيصل أن نطلق عليه «الرمز الجديد» بعد أن قدّم مهر البطولات من مال وجهد وتضحيات وبيئة صحية لم يتعود عليها النصر منذ رحيل الرمز السابق الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي لو كان حياً لوافقنا على هذا الرأي، بل بادر بتسميته بهذا الاسم.