أذهلتني الكاتبة القديرة الأستاذة سمر المقرن في مقالها (أمراض مجتمعنا) والذي نشر في صحيفة الجزيرة يوم الاربعاء 15 ابريل 2015م وثقتها في طرحها القوي أتشرف باسنادها بأن سنغافورة التي كانت في 1960 شوارعها في قمة القذارة وقمة التخلف الحضاري والأخلاقي وبالرغم من عدم وجود المواد، والشح في المياه لكن بالعزيمة والإصرار وحدوا الدولة بالرغم من وجود أربع جنسيات مختلفة، لكنهم اتحدوا على كلمة واحدة وكان رئيسهم يسعى إلى توحيد الدولة في اتجاه واحد. ووحد اللغة الإنجليزية من أجل عدم التفريق بين الناس بالرغم من أنه صيني الأصل وليس سنغافوريا.
ووضع القوانين الصارمة التي تطبق على الكل لتصبح نموذجا في الدول الأخرى. عكس مانحن عليه الآن تماما رغم الإمكانات التي لدينا، وما زلنا حتى الآن لم نبلغ المستوى الحضاري المرجو، وبعض الدول متقدمة علينا بشكل ملحوظ وهذا كله راجع إلى أفكار المجتمع ومعتقداتهم وطموحاتهم الضعيفة، فالفرد لدينا كل همه أن يتعين في وظيفة مريحة (فوق كرسي وتحت مكيف) ولا يريد أن يتعب أو يجاهد في ترميم وتصليح وتطوير بلده، فهذه بلدنا وواجب على كل شخص أن يبذل جهده ويدعم غيره ونكون مجتمعا حضاريا واعيا، فشبابنا وظيفته أن يسافر إلى الخارج وينظر إلى القوانين المطبقة والحضارات والتنظيم ويرجع إلى بلده وهو غاضب ويقول لماذا لا نكون مثلهم ؟ فالواجب عليك أن تطرح سؤالك على نفسك ولماذا لا تكون مثل شبابهم الطموح الذي يعمل لأجل بلده، في الوقت الذي تعمل فيه لأجل نفسك وتجعل بلدك في المرتبة الثانية.
نحن شعوب تحتاج إلى التكاتف لأن الإنسان هو المورد الاقتصادي الأول، وبالتالي فإن أي تقدم اقتصادي يعتمد على الإنسان بإعداده علمياً حتى يتحقق دوره في الإسهام في نهضة المجتمع. دولتنا بدأت من الصفر ولله الحمد وتطورت تطورا ملحوظا ولكن أي دولة في العالم تحتاج إلى شعب لديه إنجازات وأخلاق حميدة وتفكير سليم، فلا تهدر كل جهدك في توجيه انتقاداتك وحاول أن تبدأ بنفسك وأن تغير تصرفاتك، وتذكر دائما: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
نجوى الأحمد - الرياض - جامعة الأميرة نورا