لا يخفى على الإنسان العربي مدى تدخل إيران بشؤونه العربية، العربية. ومدى العمل المطرد الإيراني بنشر مذهب التشييع. بما يسمى بالهلال الشيعي، واتجاه مدار هلالها بدءًا بتموضعه بالعراق وفق مذهب الاثني عشري، من عهد إسماعيل الصفوي..لا أقول إن ليس هناك شيعة بالعراق. فشيعة العراق هم عرب عراقيون، لا علاقة لهم بالمذهب الصفوي الاثني عشري المتزمت، مثلما هي الزيدية الاثني عشرية الحوثية باليمن.. شيعة العراق كانوا متوائمين مع النسيج العراقي، حتى إنك لا تستطيع أن تفرق بين شيعي وسني بزمن الملكية من غازي لفيصل. مرورًا بحكومات عراقية متوالية من عهد قاسم، للبكر، لصدام، الأمر الذي فرض وجود حسينيات ومرجعية شيعية - للسيد السيستاني.. الديانات الأخرى لها مرجعياتها ودور عباداتها.. من مسيحية وصابئة متدانية ويزيدية وأشورية ويهودية وشبك وكاكانية وغيرهم من سائر الطوائف العراقية التي لديها الانتماء لعراقها. وهم المتعايشون تقلهم أرض العراق وتظلهم سماؤه. وليس هناك ما جلب النكد على حيواتهم ومعيشهم غير تدخل إيران ببلدهم وشؤونهم، بتواجد خونة موالين لطهران. وهذا ما يحصل بالعراق حاليًا.
بمجيء الخميني لحكم طهران، أضحت الحال بالعراق من سيء إلى الأسوأ. قلبوا ملالية طهران موازين التعايش بالعراق مما نجم عنه فرز طائفي ما بين شيعة اثني عشري تصدر المشهد الشيعي العراقي، بمقولة الانتماء لـ -آل البيت- هذه واحدة. الثانية عملت طهران على خلط أوراق اللعب بالورقة الشيعية بالزعم أن الشيعة عمومًا ينتمون لبلاد فارس. مجرد توظيف سياسي للمذهب الشيعي لضم شيعة العرب إليها وتحريضهم على السنة في العراق لأعمال القتل والتهجير من بلدانهم مثلما يحدث الآن من فرق الموت - ميليشيات الحشد الشعبي - الشيعية. ورفض المالكي والحكيم، بتسليح العشائر السنية.
خامنئي سار على نفس نمط الخميني في بناء محطة - نووية- غير سلمية. وترسانة من الأسلحة وإنشاء الحرس الجمهوري الثوري الموازي لـ -السافاك- قديما. وعمل على تصدير الثورة والتشييع. في الوطن العربي. لكن بطريقة تختلف عن سالفة الخميني، وفق أساليب وطرق ملتوية، عبر وكلاء حروب وتشييع دسيس من الفرات حتى القرن الإفريقي.
الآن. خامنئي يمتلك أربعة أحزاب محاربة ومشيعة.. في العراق عمار الحكيم وفي لبنان حسن نصر الله وفي اليمن عبدالملك الحوثي. وفي إفريقيا وبالذات في نيجيريا. إبراهيم الزكزاكي، رئيس شيعة - نيجيريا- الذي كرمته إيران أخيرًا في ذكرى قيام الثورة الإيرانية الـ 36.. ليس لدينا اعتراض على تكريم الزكزاكي كرئيس شيعة - نيجيريا - لكن لدينا ثمة ملاحظة وهي ألا تقدم إيران شيئًا لسواد عيون الآخرين على سبيل الدعوات التي توجهها بكافة احتفالاتها، ما لم ترجو من الدعوة المقابل لها، والزكزاكي هو الخدين النشط بنشر مذهب التشييع وباذل الجهد المضاعف في الحصول على القدر الأكبر من التشييع بين السكان النيجيريين البالغ عددهم 150 مليون نسمة... ولو تأملنا ولو من بعيد عمّا يجري بنيجيريا فليس من المستغرب فيما تقوم به المنظمة الإرهابية- بوكوحرام- من إبادة بشرية ضد مسلمي نيجيريا والذين معظمهم من المذهب المالكي.
هذه هي إيران وطموحاتها التوسعية في حروبها الدسيسة عن طريق وكلائها الأربعة القائمين بمهام الحرب والتشييع عنها وما خفي كان أعظم.. الذي لولا قيام - عاصفة الحزم- وكسر الحزب الحوثي لاكتمل مدار الهلال الشيعي وقر قراره باليمن. لا سيما وهو الناشط باليمن الذي كاد أن يكون النسخة الثانية لحزب اللات في لبنان.
نحن لا ننكر أن إيران دولة - مسلمة- لكننا نؤكد أنها دولة غير مسالمة. فروح الإسلام السمح يدعو للمحابة والألفة واحترام الجار وعدم الأضرار بالمسلمين. لكن إيران الصفوية هي المدرة بالضرر البالغ للاسلام. مستخدمة الإسلام لمآربها- ككلمة حق أريد بها باطل- وها هي أباطيلها الشيطانية التوسعية في نشر هلالها الشيعي عبر أحزابها الأربعة من الفرات للقرن الإفريقي التي تتمتع بدعم إيران سخي. تلك هي طهران العدو المبين للإسلام والمسلمين.