الفوبيا هي مفردة تعني الخوف الشديد، البغض، النفور والعدائية تجاه شيء محدد. وهذا الشيء يذكر غالبا قبل هذه المفرده كقولنا كلاستروفوبا، ايروفوبيا، سوشال فوبيا ومؤخرا الإسلاموفوبيا. فكيف ومتى اصبح الإسلام مسببا للرعب؟
ظهرت مفردة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية قبل أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر والتي شكلت نقطة تحول في فهم الغرب للإسلام والمسلمين. هذا التاريخ المشؤوم وللأسف لم يسهم في نشر الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية فحسب بل وثبت المفهوم لدى الكثيرين ممن لم يكونوا يعتقدون بأن الإسلام قد يسبب الفوبيا.
ومع مضي الوقت ازداد انتشار الإسلاموفوبيا في العالم وأصبح الخوف سببا للإقصاء، التجاهل، السيطرة، والتحيز وفي أحيان كثيرة العنف ضد كل ما يمثله الإسلام والمسلمين من مبادئ وأفكار. وعلى الرغم من اعتناق الكثيرين ممن بحثوا في أصول وجذور هذا الدين الحنيف الإسلام، إلا أن البغض له لم ينفك يتزايد شيئا فشيئا. وهذا يرى واضحا جليا في الاعتداءات التي تمت ضد الطلبة العرب والمسلمين في الغرب. ولكن ومع ذلك فقد ظهر بصيص أمل حيث أسهمت مواقع التواصل في تخفيف حدة الإسلاموفوبيا حيث ساعدت في نشر الأسس القويمة للدين الإسلامي وأظهرت للكثير أن الدين الإسلامي كما هو اسمه دين سلام ومحبه وتراحم. ثم ظهرت داعش لتقلب الدنيا رأسا على عقب.
أصبح الإسلام بعد داعش التي، و للأسف، تطلق على نفسها دولة الإسلام وتتخذ ختم النبي الأكرم شعارا لها وتنتشر في كل الدول العربية تقريبا مصدر رعب للكل. فعندما نبحث عبر محركات البحث كقوقل و ياهو وغيرها عن الإسلام نجد سوادا ورؤوسا مبتورة وأجسادا تحترق ودماء تسيل. نرى أكواما من الموتى ونرى أشخاصا كهيئة رجل الكهف القديم. نرى الإسلام وقد ارتبط بصورة نمطية محددة. فبعد أن كانت هذه الصورة غير واضحة أو مشوشة. أصبحت الآن سوداء دموية ومرعبة. نعم، لقد تحول الإسلام إلى رعب وأصبح فوبيا للكثيرين. نعم لقد أصبح حتى المسلمين مصابين بهذا الداء. أصبحنا نحن المسلمون مرضى بالإسلاموفوبيا. وأصبحنا نخاف من هويتنا ونبتعد عنها بتقليد ما هو عكسها وبعيد عنها كل البعد. أصبحنا نحتاج إلى علاج يعيدنا إلى إسلامنا الأصلي الجميل وينقي عيوننا وعقولنا من الإسلام الأصولي المنمط الذي شوهت به!!!!