الجزيرة - واس:
تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية، وفي مد يد العون ومساعدة المحتاجين في معظم دول العالم, حيث أرسى مؤسسها جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - قواعد العمل الإنساني في المملكة، في وقت كانت فيه محدودة الإمكانات، وفي ظل احتياجات ضخمة لتأسيس قواعد الدولة. وكانت أولى المساعدات الإنسانية السعودية في عام 1370هـ - 1950م، حين تعرضت البنجاب لفيضانات مدمرة، فكانت المملكة في موقع الحدث تبذل وتواسي وتساعد ضحايا الكارثة، وفي عام 1371هـ - 1952 م شيدت المملكة مدرسة كبيرة في القدس تتسع لـ 500 طالب يتلقون رعاية كاملة من غذاء وعلاج وتعليم وملبس ومأوى، ورصد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لها 100 ألف دولار سنوياً، كما أنشأت مستشفى حديثا يقدم العلاج والدواء بلا مقابل. ويسجل التاريخ للملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ مواقفه الراسخة في دعم وتعزيز التضامن العربي والحرص على وحدة الصف ونبذ الخلافات والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف. وتأتي مواقف المملكة المستمرة في دعم الجمهورية اليمنية شاهد عيان على ثوابت المملكة التي تدعم نصرة الأشقاء بما يستحقون في مختلف الظروف والأوقات على مدى عقود مضت تأطرت ضمن علاقات الأخوة والمحبة التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين. وتعددت سبل الدعم السعودي لليمن وتنوعت، ففي عام 1397 قدمت المملكة 15 مليون ريال لتمويل بعض المشاريع في صنعاء. وفي عام 1400 هـ قدمت المملكة مساعدات مالية لليمن الجنوبي قدرها 100 مليون دولار. وفي عام 1401 هـ أمر الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بتقديم معونات للجمهورية الديموقراطية اليمنية جراء السيول. وفي عام 1402 هـ قدمت المملكة قروضًا لليمن لبناء المستشفيات والمدارس. وفي عام 1404 هـ قدمت المملكة لليمن الدفعة الثانية من إعمار الزلزال بمبلغ 18 مليون. وفي عام 1410 هـ أرسلت المملكة مساعدات عبر البحر لليمن الجنوبي للتخفيف من آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت اليمن. وفي عام 1416 هـ قدمت المملكة مساعدات غذائية إضافية لليمن. وفي عام 1417 هـ قدمت المملكة لليمن مساعدات للتخفيف من أضرار السيول والفيضانات. وفي عام 1419هـ قدمت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية مساعدات طبية مكثفة للمراجعين من المرضى للمركز الصحي بمدنة جبلة بالجمهورية اليمنية تمثلت في العديد من الخدمات العلاجية لمختلف الأمراض. وأوضح الأمين العام للهيئة الدكتور عدنان خليل باشا أن 5494 مريضاً ومريضة استفادوا من هذه الخدمات. وأشار إلى أن الهيئة وفرت للمرضى مساعدات طبية لأمراض كثيرة مثل الملاريا والبلهارسيا والحصبة والإسهال والتهاب الجهاز التنفسي وأمراض الجهاز الهضمي والطفيليات المعوية والتهاب الكبد الوبائي وفقر الدم والطفيليات المعدية وأمراض الجهاز البولي وأمراض العيون والجلدية وحالات الحميات والروماتيزم واضطرابات الجهاز العصبي وغيرها من الحالات. وأفاد الدكتور باشا أن الهيئة بجانب جهودها في مجال الإرشاد الصحي والتحصينات للمواليد الجدد دعمت المركز بخدمات طبية أخرى في مجال الأمومة والطفولة استفاد منها النساء الحوامل إضافة إلى توزيع كميات كبيرة من العقاقير والضمادات. وتقديرًا لمساعدات المملكة الصحية لليمن أعرب محافظ حجة بالجمهورية اليمنية عن شكره وامتنانه لما قدمته المملكة العربية السعودية من دعم ومساعدات لليمن في المجال الصحي والمجالات الأخرى. وفي منتصف عام 1422هـ وصل إلى صنعاء وفد جمعية الهلال الأحمر السعودي بهدف تسليم المساعدات المقدمة من جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى وزارة الصحة اليمنية لدعم برنامج استئصال شلل الأطفال في الجمهورية اليمنية, عبارة عن حوافظ للقاحات شلل الأطفال حيث تعانى الجمهورية اليمنية وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية من نقص في هذا الجانب، ورأت حكومة المملكة أن تسهم في توفيره لأهميته الصحية. حيث تسلّم وزير الصحة العامة والسكان اليمني المساعدات العينية التي شملت على 176 ثلاجة وحافظة لقاح مختلفة الأحجام والمواصفات قيمتها الإجمالية 105 الآف دولار أمريكي تستخدم في مجال حفظ اللقاحات الخاصة بمرض شلل الأطفال.
وأعرب وزير الصحة والسكان اليمني عقب تسلّم المساعدات عن تقدير وامتنان الحكومة اليمنية لحكومة المملكة على هذه المساعدات الإنسانية القيمة، قائلاً : إن هذه المساعدات ثمرة من ثمار التعاون الأخوي في ظل التنامي المطرد في العلاقات اليمنية السعودية. موضحاً أن هذا الدعم سيسهم بقدر كبير في سد العجز الذي تعانيه اليمن في مجال حوافظ لقاحات شلل الأطفال ويعزز جهود وزارة الصحة لاستئصال هذا المرض نهائياً خلال العامين المقبلين. كما وصل إلى صنعاء وفد من الصندوق السعودي للتنمية في زيارة تأتي في إطار العلاقات المتنامية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية وتعزيزاً لمجالات التعاون التنموي بين البلدين. وتم التوقيع خلال الزيارة على اتفاقيتين لتمويل إنشاء محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية بقيمة 50 مليون دولار كجزء من المساعدات التنموية السعودية البالغة 300 مليون دولار. وفي شهر شوال من العام 1422هـ تسلمت وزارة التربية والتعليم اليمنية 180 طناً من التمور المقدمة من المملكة العربية السعودية عبر برنامج الغذاء العالمي كمساعدات غذائية لطلاب المدارس، التي تمثل جزءًا من مساعدات حجمها 300 طن من التمور مقدمة من المملكة للشعب اليمنى منها 180 طناً مقدمة لوزارة التربية والتعليم و 120 طناً للجمعيات الخيرية ودور الأيتام بالتنسيق مع وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية اليمنية. وأعرب مستشار وزارة التربية والتعليم اليمني عن شكر وامتنان وزارة التربية والتعليم لحكومة المملكة على مساعداتها المستمرة ودعمها السخي لبرامج التنمية بكل جوانبها مشيدًا بإسهامات حكومة خادم الحرمين الشريفين في مختلف المجالات خاصة في ميدان التربية والتعليم اليمني. كما تسلمت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل اليمنية شحنة من التمور مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية في إطار برنامج المساعدات الغذائية للشعب اليمني التي بلغت 120 طناً من التمور.
وأعرب وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل اليمني عن شكر وامتنان الوزارة لحكومة المملكة على مساعداتها المستمرة ودعمها المتواصل والسخي لمختلف الأعمال التنموية والخيرية، مضيفًا أن هذه المساعدات تأتي في وقت تشهد فيه علاقات البلدين نمواً مضطرداً في مختلف المجالات وتتواصل الجهود من أجل تعزيزها لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين. وفي مطلع عام 1423هـ انطلقت في اليمن المرحلة الثالثة من برنامج دعم الناجين من ضحايا الألغام وهو البرنامج الذي تعد المملكة أحد داعميه. وأعرب سفير المملكة لدى اليمن عن إعجابه بما شاهده, مشيداً بالجهود التي يبذلها العاملون في مجال نزع الألغام. وأضاف أن ما تقدمه المملكة من دعم للبرنامج الوطني لنزع الألغام يأتي من منطلق العلاقات الأخوية بين البلدين وتكامل مصالحهما. وفي العام الذي يليه تسلمت الجمهورية العربية اليمنية هدية المملكة العربية السعودية لمكافحة مرض حمى الوادي المتصدع في إطار التعاون والعلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين. وقام بتسليم الهدية مندوبون من وزارة المالية والاقتصاد الوطني ووزارة الزراعة بالمملكة لصالح وزارة الزراعة اليمنية وهى عبارة عن 15 سيارة جيب و/ 14 / سيارة بكب وأجهزة ميكروويف ومبيدات وأجهزة تحديد المواقع / GPS / وأجهزة تنقيب وأطقم ملابس وقاية وأجهزة حاسب بملحقاتها. وتسلمت وزارة الصحة بالجمهورية اليمنية خلال منتصف العام الهدية المقدمة من المملكة من معدات ومستلزمات طبية. وقال وكيل وزارة الصحة العامة للخدمات الطبية بالجمهورية اليمنية عبدالكريم شيبان في صنعاء إن الهدية المقدمة من المملكة تعد لفتة كريمة تعبر عن مشاعر طيبة وتعمق مشاعر الإخوة والألفة بين الشعبين الشقيقين، معرباً عن أمله أن يكون هذا التعاون دائم وان تكون هذه المساعدات مثمرة لتوثيق العلاقة بين البلدين. وأعرب عن شكره وتقديره للمملكة وما قدمته من مساعدات خاصة في مجال المنح الطبية والأمراض المستعصية إضافة إلى ما قدمته وستقدمه من المنح الدراسية التي تحتاجها اليمن في مجال التخصصات العليا الطبية إلى جانب المساعدات الموجودة على مستوى مستشفى السلام بصعدة ومستشفى حجه اللذان يقدمان خدمات كبيرة للمواطنين اليمنيين وكذا مستشفى عدن بمدينة عدن. من جهته أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين في صنعاء أن هدية المملكة للحكومة اليمنية من المعدات والمستلزمات الطبية التي تم نقلها إلى صنعاءهي 44 شاحنة و 12 سيارة. كما قام وفد من الصندوق السعودي للتنمية بزيارة ميدانية لمستشفى عدن العام اطلع خلالها على منشآت المستشفى ومبانيه ومعداته بهدف تقييمها لعمل الدراسات الخاصة بإعادة تأهيل المستشفى وصيانته من حيث المباني والأجهزة الطبية. واستفاد نحو 226 معاقًا من مختلف الجمعيات في اليمن من منحة قدمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - شملت 175 كرسياً متحركاً وميكانيكياً و40 عكازاً وعشر منظومات إجلاس حديثة لشديدي الإعاقة وأجهزة تعويضية منها أجهزة تقويم العمود الفقري تقدر قيمتها بمبلغ 50 مليون ريال يمني. وفي عام 1426هـ تسلمت الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل شحنة التمور المقدمة من المملكة إلى الشعب اليمني البالغة 250 طنا من التمور حيث وزعت على عدد منالجمعيات والمؤسسات الخيرية ودور رعاية الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة. وفي ذات العام وصلت إلى العاصمة اليمنية صنعاء طائرات تحمل على متنها أجهزة ومعدات طبية وأدوية في إطار دعم المملكة لليمن ومسيرة العلاقات المتميزة بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين. وتضمنت المساعدات السعودية عشرين جهازاً لغسيل الكلى وجهازي أشعة متطورة وطاولات حديثة لغرف العمليات والولادة ومواد طبية ولوازم تمريض متعددة ومواد صيدلانية وأدوية. واستقبل وزير التعليم الفني والتدريب المهني اليمني وفد الصندوق السعودي للتنمية حيث بحث الجانبان سير العمل في مشروع 19 معهداً مهنياً وتقنياً يجري تنفيذها في عدد من المحافظات اليمنية بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية بما قيمته 50 مليون دولار. وثمّن وزير التعليم الفني والتدريب المهني اليمني ما يقدمه الصندوق السعودي للتنمية من دعم ومساعدات لليمن في مجال التعليم الفني والتدريب المهني. وتسلّمت وزارة الصحة اليمنية أيضًا دفعة جديدة من المعدات والمساعدات الطبية المقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية دعماً لجهود مكافحة الملاريا في الجمهورية اليمنية والمناطق الحدودية بين البلدين شملت ثلاث سيارات نقل و92 آلة رش مبيدات و1800 لتر من المبيدات بالإضافة إلى 25 مجهراً طبياً. وفي عام 1428هـ سلّم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن الدفعة الأولى من دعم المملكة العربية السعودية لمشروع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بالجمهورية اليمنية لوكيل وزارة الصحة اليمنية. واشتملت الدفعة الأوى من الدعم على مبلغ مليون ريال سعودي بالإضافة إلى دعم عيني عبارة عن 15 سيارة شاص وكمية كبيرة من المبيدات الحشرية تتجاوز 260 عبوة إضافة إلى تسعة طرود تحتوي على 400 برميل مبيدات و32 كرتون مرشات وخمسة أجهزة رش مبيدات مع لوازمها محمولة على السيارات و 5 الآف لتر مبيد للرش الفراني. وسلّمت المملكة العربية السعودية كذلك الدفعة الثانية والثالثة من مساعدات المملكة لدعم برامج مكافحة الملاريا في الجمهورية اليمنية التي تبلغ قيمتها مليوني ريال سعودي. وفي العام الذي يليه 1429 هـ تسلّم وزير الزراعة والري بالجمهورية اليمنية المساعدات المقدمة من المملكة لدعم مكافحة الجراد بالجمهورية اليمنية التي بلغت قيمتها أكثر من 6 ملايين و200 ألف ريال سعودي. وقام بتسليم الدعم القائم بأعمال سفارة المملكة بصنعاء الذي أوضح أن الدعم المقدم يشتمل على 43 سيارة رش و40 آلة رش محملة على سيارات و50 آلة رش يدوية و10 أطنان من مبيدات مكافحة الجراد بالإضافة إلى آلات لرش المبيدات. من جانبه ثمّن مدير المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد بالجمهورية اليمنية دعم المملكة العربية السعودية لليمن في مختلف المجالات ومن بينها الدعم المقدم لمكافحة الجراد باليمن، مفيداً أن هذه المساعدات سيكون لها تأثير بإذن الله في محاربة الجراد باليمن وتقليل تأثيره على المحاصيل الزراعية. وفي نفس العام غادرت مطار الملك خالد الدولي بالرياض أولى رحلات الجسر الجوي الاغاثي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لجمهورية اليمن الشقيقة للتخفيف من آثار الفيضانات التي اجتاحتها. وحملت الطائرة على متنها 87.719 ألف كيلوغراماً تشمل مواد غذائية وطبية وخيام وأغطية. وأعرب وكيل محافظة حضرموت عن شكره وتقديره لحكومة المملكة العربية السعودية على تقديمها هذه المساعدات, مؤكداً أن هذا الدعم ليس بمستغرب من حكومة وشعب المملكة وسيتم توزيع المساعدات الإغاثية بشكل فوري وسريع لمستحقيها. وفي عام 1430هـ قدمت المملكة العربية السعودية مساعدات مادية وعينية للجمهورية اليمنية, بقيمة 4.500.000 ريال سعودي دعماً لجهود مكافحة الملاريا في اليمن. وقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن, وبحضور وفد من المملكة العربية السعودية ممثلاً في مدير عام إدارة التعاون الإنمائي الدولي بوزارة المالية, ومدير الملاريا بوزرة الصحة, بتسليم وكيل وزارة الصحة اليمنية مبلغ مليوني ريال سعودي دعماً نقدياً لبرنامج مكافحة الملاريا بالإضافة إلى شحنة من المعدات والمستلزمات والتجهيزات التي تستخدم في عملية المكافحة بقيمة 2.500.000 ريال سعودي, إلى جانب 500 جهاز للكشف عن أنفلونزا الخنازير مقدمة من المملكة. وفي عام 1431 هـ أعلن عن تنظيم مؤتمر الدول المانحة لليمن واستضافته المملكة بصفتها أكبر المانحين لليمن. وأكد الوزير المفوض في وزارة الخارجية الدكتور زهير الإدريسي، اهتمام المملكة العربية السعودية, بدعم مجالات العمل الإغاثي والإنساني الذي ترعاه المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، ومن ذلك ما تقوم به المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجمهورية اليمنية. وقال الدكتور زهير الإدريسي، خلال اللقاء التعريفي الذي عقدته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن حول جهود المملكة لدعم النازحين اليمنيين ودعم جهود المفوضية في ذلك الشأن، إن المملكة وانطلاقاً من إيمانها بأهمية الدور الإنساني للمفوضية السامية، بادرت بتقديم مبلغ مليون دولار أمريكي دعماً لبرامج وأنشطة المفوضية في مجال إغاثة وإيواء النازحين بسبب الحرب التي وقعت في محافظة صعده اليمنية. وأشار إلى أن المملكة عملت أيضاً على تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية التي قدمتها منظمات دولية عبر أراضيها إلى النازحين في المناطق اليمنية المتاخمة لحدودها كما أسهمت بتقديم 1012 طناً من التمور، ووفرت الرعاية الطبية لـ 549 حالة إسعافية للمصابين، كما سهّلت دخول 4692 مواطناً يمنياً إلى الأراضي السعودية للحصول على خدمات صحية ومعيشية. وأضاف الإدريسي أن اليمن يمثل عمقاً إستراتيجيا للمملكة، وهناك الكثير من الروابط والقواسم المشتركة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكداً حرص حكومة المملكة العربية السعودية على زرع أواصر المحبة والنماء بين الشعبين السعودي واليمني. وفي 1433 قدمت المملكة من خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في الرياض الخاص باليمن مبلغ 3.250 مليار دولار، وذلك لمساعدة اليمن في تخطي الأزمة السياسية والاقتصاديّة التي يعيشها، وتلبية احتياجاته التنموية لتحقيق الاستقرار على أراضيه. وفي العام نفسه بدأ بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض أعمال الاجتماع الخاص بمناقشة الأوضاع الإنسانية في اليمن بمشاركة دول مجلس التعاون الخيجي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وعدد من الدول والمنظمات الفاعلة في مجال المساعدات الإنسانية في اليمن. وأبرز الأمين العام المساعد لشؤون المفاوضات والحوار الاستراتيجي في الأمانة العامة لمجلس التعاون الدكتور عبدالعزيز العويشق خلال افتتاحه الاجتماع جهود المجلس في مساعدة الجمهورية اليمنية للتوصل إلى حل يحقن الدماء ويعيد لليمن استقراره، مشيراً إلى أن اليمن بدأ الدخول في العمل الصعب بعد الانتخابات في إعادة الأوضاع بصورتها الطبيعية في البلاد. وأشار إلى تضرر البنى التحتية في اليمن، مبيناً أن المساعدات الإنسانية كانت تواجه قبل الأزمة السياسية في اليمن العديد من التحديات الكبيرة وأسهمت الأزمة في تفاقمها وأكد أن مساعدة اليمن والوقوف معه مسؤولية دولية تحتاج إلى تضافر الجهود من جميع دول العالم للمشاركة في إعادة استقرار اليمن. وفي نفس العام وصلت إلى مطار صنعاء طائرة شحن سعودية على متنها 70 طناً من المواد الغذائية تمثل الدفعة الأولى من إجمالي المعونة البالغة 200 طن المقدمة من المملكة العربية السعودية للنازحين في اليمن. وأوضح مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين هاشم الحملي أن المواد الغذائية تشمل القمح والأرز والزيت وحليب الأطفال والبسكويت، وقال: «إن هذه المعونة تعد تجسيداً لعمق العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، معرباً عن شكر وتقدير الحكومة اليمنية وامتنانها لقيادة وحكومة المملكة العربية السعودية ولشعبها على هذه المساعدة. كما وصلت إلى مطار صنعاء الدفعة الثالثة من المساعدات الغذائية المقدمة من حكومة المملكة للنازحين في اليمن والبالغة 59 طناً من إجمالي حجم المساعدات البالغة 200 طن عبارة عن مساعدات غذائية موزعة على 9 آلاف سلة غذائية, تحتوي كل سلة على 22 كيلو من الدقيق والأرز والسكر وحليب الأطفال، معرباً عن أمله أن تسهم هذه المساعدات في تخفيف معاناة النازحين اليمنيين. وفي عام 1433هـ قدمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي عبر مكتبها في اليمن مساعدات غذائية للنازحين واللاجئين في محافظتي أبين وعدن، بالتعاون مع فرع جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بعدن. وجرى تقديم المساعدات في إطار تدشين المرحلة الأولى لإغاثة اللاجئين بحضور محافظ عدن المهندس وحيد على رشيد، ومدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة، ومدير مكتب الندوة فاليمن وأمين عام جمعية الإصلاح في عدن. ونوه محافظ عدن بالجهود التي تبذلها الجمعيات الخيرية، ومنها الندوة العالمية في مساعدة النازحين، طالباً بذل المزيد من الجهد والدعم للتخفيف من معاناتهم.
فيما نوه وزير النفط والمعادن اليمني المهندس هشام شرف خلال استقباله لسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن علي بن محمد الحمدان بما قدمته المملكة من مساعدات عينية في مجال المشتقات النفطية، والأثر الذي أحدثته المساعدات السعودية في إعادة التوازن للسوق اليمنية، وتوفر المشتقات النفطية، إضافة إلى الغاز المنزلي وتعزيز الموقف المالي للمالية العامة من خلال عائدات بيع هذه المواد في السوق المحلية ومساهمتها في سد العجز في الميزانية. وفي الجانب الطبي أنهى الفريق الطبي السعودي الذي زار اليمن خلال ذلك العام مهمته الطبية الناجحة التي استغرقت أسبوعين أجرى خلالها (270) عملية جراحة قلب أطفال وقسطرة تشخيصية منها (12) عملية جراحية في علاج تشوهات القلب المعقدة والنادرة التي تُجرى لأول مرة في اليمن. وأوضح رئيس الفريق الطبي حامد بن محمد العمران خلال مؤتمر صحفي أن الفريق أجرى (270) عملية جراحة قلب أطفال وأضاف العمران أن الفريق الطبي كشف على (1000) حالة مرضية لأطفال من مختلف محافظات اليمن خضع (648) طفلاً منهم للأشعة التلفزيونية الخاصة بالقلب كما تم صرف (159) وحدة دم في غرف العمليات بعد أن تم إخضاعها للفحص والتدقيق. وبيّن أن جميع العمليات الجراحية تكللت ولله الحمد بالنجاح وأن جميع الأطفال الذين خضعوا لهذه العمليات غادروا المستشفيات. وفي عام 1434 هـ وزعت منظمة الإغاثة الإسلامية بمحافظة عمران - اليمنية أضاحي العيد على نحو 400 أسرة نازحة من مدينتي القفلة والعشة. وتسلّمت اليمن في عام 1435هـ 15 طناً من مبيدات الآفات النباتية المخصصة لمكافحة الجراد الصحراوي مقدمة من المملكة العربية السعودية لدعم جهود وزارة الزراعة والري اليمنية في مكافحة الجراد الصحراوي بمناطق التكاثر الشتوية بالسهل التهامي. وأوضح وزير الزراعة والري اليمني المهندس فريد مجور، في تصريح صحفي أن الدعم المقدم من المملكة يأتي في إطار التنسيق بين وزارتي الزراعة في البلدين الشقيقين باعتبار أن الجراد الصحراوي مشكلة إقليمية تهدد الأمن الغذائي في المنطقة بشكل عام. وفي التاسع من شهر صفر من عام صفر 1436 هـ وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ بتقديم مساعدات غذائية للجمهورية اليمنية تقدر تكلفتها بـ 54 مليون دولار لإعانة 45 ألف أسرة يمنية. ودشنت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن ووزارة التخطيط والتعاونلدولي اليمنية في صنعاء حملة الإغاثة العاجلة التي تقرر أن تستمر لمدة عام كامل.
كما كان للصندوق السعودي للتنمية دور كبير في المشروعات التنموية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، حيث قدم عددًا من القروض، وأشرف على عدد من المنح، شملت عدة قطاعات عامة. وقدم الصندوق السعودي للتنمية عددًا من القروض لليمن في مختلف المجالات بمبلغ إجمالي قدره ( 2.120.000.000 ) ريال سعودي، للمساهمة في تمويل (24) مشروعًا إنمائيًا تتركز في قطاعات الطرق، والصحة، والتعليم المهني والتدريب الفني، حيث اكتمل تنفيذ الكثير من المشروعات التنموية السابقة وتبقى ( 8 ) مشروعات تحت التنفيذ. وأوضح بيان صحفي أصدره الصندوق أن الصندوق اعتمد خطوط تمويل وعمليات مباشرة لتمويل الصادرات الوطنية بمبلغ إجمالي قدره ( 1.261.346.719 ) ريال سعودي، منها حوالي (مليار ريال سعودي) لصالح مؤسسات القطاع العام بالجمهورية اليمنية وحوالي (261 ) مليون ريال لصالح مؤسسات القطاع الخاص (خطوط تمويل بنوك وعمليات مباشرة )، إضافة إلى تسهيلات ائتمانية لضمان الصادرات الوطنية بقيمة إجمالية قدرها (30 مليون ريال سعودي). وقال الصندوق السعودي للتنمية في بيانه: إن المملكة العربية السعودية قدمت منحتين للجمهورية اليمنية إسهاماً منها في التخفيف من حدة الفقر، ورفع مستوى المعيشة، وتحسين الوضع الاقتصادي، ففي عام 2006 م قدمت المملكة منحة بمقدار ( 3.750.000.000 ) ريال سعودي وذلك خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن، وقد خصصت لتنفيذ ( 27 ) مشروعًا، وفي عام 2012م أعلنت المملكة عن مساعدات بمقدار ( 12.187.500.000 ) ريال سعودي، وذلك في مؤتمر المانحين الذي عقد في مدينة الرياض منها، ( 3.750.000.000 ) ريال سعودي وديعة في البنك المركزي اليمني، وخصصت مبالغ للمساهمة في تمويل ( 25 ) مشروعًا في مختلف القطاعات الإنمائية وفي جميع المحافظات، كما تم اعتماد مبلغ ( 1.631.250.000 ) ريال سعودي للمساهمة في صندوق الرعاية الاجتماعية. وأكد عدد من الباحثين اليمنيين أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة، من المواقف الكبيرة التي يعتز بها الشعب اليمني من قيادة المملكة العربية السعودية التي عودت اليمن على مساندته في كل الظروف، وفتحت الباب أمام المجتمع الدولي ليحذو حذوها. وأوضحوا في تصريحات أن الإغاثة العاجلة التي قدمتها المملكة جاءت في وقتها لتنقذ الشعب اليمنالذي يعيش الآن في أحلك الأوضاع الإنسانية جرّاء اعتداءات ميليشيات الحوثي وأعوانهم ضد الأبرياء دون وجه حق.