الحمد للوهاب ذي الأنعام
وصاحب المعروف والإكرام
أهديكم منظومة مطيرةْ
جامعة مانعة مثيرةْ
أسميتها (منظومة الأمطار)
مدوِّنا ما كان من أخباري
إذْ عشتُ يوماً لا كيوم ماطرا
نعمتُ فيه، وسُررتُ خاطرا
فزارني العميمُ والصويلحُ
بمثلهم قلبُ المحبِّ يفرحُ
جاءا كمصداق لرؤيا مثلما
رأيتها، سبحان رباً أكرما
أهلاً بصاحبي أبي مشاري
هو ابن أمٍّ لي ومستشاري
كذا أبو بدر سعودٌ شرَّفا
أنعم به فإنه رمزُ الوفا
سبقتهم نحو المكان أنتظرْ
قدومَهم، والجوُّ صحوٌ مزدهرْ
جلستُنا في البدء كانت رائقة
لكنما شمس السماء حارقة
ثم انطلقنا نحو ذاك الغار
غار قد ارتوى من الأمطار
فأرضُه غدت بساطاً أخضرَ
فعشبُهُ يسر كلَّ من يرى
في سقفه قد عشش العصفور
مرفوفاً مغرداً يدورُ
ثم نزلنا ولقينا مسجداً
ومدّ صحبي في بنائه اليدا
فشمروا جميعُهم واهتموا
في لحظة بناءَه أتموا
يصحبنا في الرحلة الفرعوني
فإنه والله خيرُ عون
مطيّةٌ مطيعةٌ مذللة
لله ما أسمحَه وأجملَه
ثم اتجهنا نحو وادٍ آخرا
والغيمُ بالغيث العميم أنذرا
وادٍ حظيتُ فيه بالمأمول
يقال: في اسمه (أبا الحمولِ)
تجمَّع الغيم هناك وارتكمْ
والحسن زاد عند ذاك وازدحمْ
والرعد هز صوتُه الجبالا
والجوُّ فاق وصفُه الخيالا
وازداد صب الماء فوق الراس
وانتعشت بهطله أنفاسي
وبعدها تدفق الشلالُ
واختلفت هنالك الجبالُ
وحان عند ذلك التصويرُ
وارتفع التحميدُ والتكبيرُ
وانهلَّ فوقنا غزيرُ المطر
حتى خشينا من عظيم الخطر
والغيم زاد غيثُه غزارةْ
حتى اعتصمنا منه بالسيارةْ
ثم قفلنا والسماءُ بالبردْ
قد أرسلت، والعقل منَّا قد شرد
ثم حثثنا السير نحو الخيمةِ
نسابق الأمطار تحت الغيمة
ويا له من مشهد رأينا
فرشاتُنا تغيّرت علينا
قد ارتوت بالماء حتى الغرق
والسيل دونها ذراعا قد بقي
فلملم الجميعُ ما تبعثرا
والخطوُ في مسيرة تعثرا
بسرعة أشعلت نارا للدفا
وكلُّنا بلفحها قد احتفى
ونارُنا قد أنجبت أطفالها
جمرا كمثل الدرِّ لونا يا لها
فأحكم الأمرَ لنا (سعودُ)
بقهوة، طاب بها القعودُ
والغيث يهمي والسماءُ تقصفُ
والرعد يُرغي والبروق تخطفُ
والسيل يجري والرياح تعصفُ
في مشهد ومنظر لا يوصفُ
ثم اطمأن الوضع رحباً للمسا
والغيم بعد كربة تنفسا
تزورنا سحابة وترتحل
عيونُنا بالبر منها تكتحل
فبرقها يضيء في النواحي
ونحن حول النار في انشراح
وطابت الأوقاتُ والأجواءُ
وطاب حينها لنا الشواءُ
في خيمة تقبع جالَ الوادي
محمية بالشوكِ والأعوادِ
مكاننا بحمد ربي آمنُ
لكن ماءً في الشراع كامنُ
تمتاز بالثبات والصمود
مدعومةٌ بالحبل والعمود
قريبةٌ بعيدةٌ من الخطرْ
قصتها نقولها لمن حضرْ
مكانها جرى به الرهانُ
وفُرضت من أجله الخرفانُ
ثلاثُ خرفان فَرضْتُ إن علا
سيلٌ على مكانها ودخلَ
لعام قادم وفاءُ وعدي
وينتهي ما كان من تحدِّي
ومرت الساعاتُ والليلُ انتصفْ
وما جرى يفوق وصفَ من وصفْ
والسد فاض والسيول تجري
بخيرها حتى طلوع الفجر
ودعتهم والحمد ختمٌ بينَنا
لله إذ بفضله أكرمنا