الجزيرة - عبدالله الفهيد:
أطلق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعالي الدكتور عزام بن محمد الدخيل وزير التعليم صباح أمس الخميس برنامج (عيش السعودية) الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والشركات الوطنية وفي مقدمتها وزارة التعليم.
وتم خلال الاحتفال الذي أقيم في مدرسة الشيخ محمد بن إبراهيم في حي الشفا بالرياض التوقيع على اتفاقية شراكة الوزارة مع الهيئة في البرنامج والتي وقعها سمو رئيس الهيئة ومعالي وزير التعليم، بحضور الدكتور عبدالرحمن البراك وكيل وزارة التعليم لتعليم البنين ومحمد المرشد مدير عام التعليم بمنطقة الرياض المكلف، وعدد من المسئولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وفي لفتة عفوية أشرك الأمير سلطان بن سلمان والدكتور عزام الدخيل، طالبتين وعددا من طلاب المدرسة للتوقيع على الاتفاقية.
وقد أكد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في كلمته بالحفل اعتزازه بإطلاق هذا البرنامج الوطني المهم بمعية معالي وزير التعليم في رحاب مدرسة حكومية وبمشاركة طلابها ومعلميها، وذلك بعد إعلان إطلاقه في حفل تدشين المرحلة الأولى لمشروع تطوير الدرعية التاريخية برعاية ودعم من رجل الحضارة والتاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، منوها سموه أن الطلاب والطالبات هم الشريحة الرئيسية المستهدفة من هذا البرنامج للتعرف على وطنهم كما لم يروه من قبل.
وقال سموه:" أهديكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي أبلغته عن هذا البرنامج وما يتضمنه من رحلات تجوب بالطلبة والطالبات في ارجاء الوطن، فكان - يحفظه الله - سعيدا بانطلاق هذا البرنامج، وأكد على أن أهم ما في الوطن هذا الجيل القادم الذي لابد ان يعرف بلاده كما يجب، لا ان يعرفها من حيث التنمية فقط، ولكن ايضا يعرف تاريخها ومكانتها الحضارية والتاريخية والانسانية وهذا لا يترسخ في ذهن الطالب الا بالرحلات والمشاهدة، ونتطلع إن شاء الله قريباً أن يقابل سيدي خادم الحرمين الشريفين مجموعة من الطلبة بمعية أخي وزير التعليم الذي يشارككم في هذه البرامج".
وأكد سمو رئيس الهيئة أن رسالة البرنامج لا تكتمل حتى يضع المواطن وطنه في قلبه ويفعّل ما يقرأ في الكتب على أرض الواقع، مشيراً إلى ضرورة أن يسافر المواطن إلى أرجاء الوطن ويعيش فعلاً وطنه ويستوعب هذه التجربة ويقابل المواطنين في المناطق ويستمتع بقصص الأماكن ويتعرف على القيم التي كونت هذا الوطن وليست فقط المصانع والطرق والمشاريع.
وقال سموه:" نحن اليوم ملزمون جميعاً أن نؤدي هذه الروح، ولا أقول روح الوطنية ولكن أقول روح المواطنة أيضاً، فكيف لا تكون مواطناً صالحاً وأنت تنتمي لبلاد الحرمين الشريفين وكيف لا تكون مواطناً مميزاً وأنت تنتمي لهذه البلاد التي اجتمعت شملها بعد شتات، وكيف لا تكون مواطناً مخلصاً وقد عمل أجدادك وأجداد أجدادك وكابدوا صعوبات هذه الحياة حتى يهيئوا لنا وللأجيال القادمة هذه الحياة الرغيدة الكريمة، وهذه الدولة الحمد لله الآمنة المطمئنة المتماسكة إن شاء الله دائماً ".
وأوضح سموه أن برنامج (عيش السعودية) يمثل برنامجا وطنيا هاما يجول بالنشء في مناطق المملكة والمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية، ليتعرفوا على تراث وطنهم ومعالمه التاريخية والحضارية والسياحية، وليتعايشوا مع هذه المواقع ويتفاعلوا معها لا أن يقرأوا عنها في الكتب فقط، وليعيشوا بلادهم لا أن يسكنوا فيها وحسب، وليكونوا من خلال هذه الرحلات ذكريات جميلة مرتبطة بمواقع بلادهم.
وأضاف: "يستهدف البرنامج في مرحلته الأولى تمكين مليون طالب من زيارة مواقع في أرجاء الوطن لتعزيز الانتماء لوطنهم، والاعتزاز بتاريخه ومكوناته وأهله واستشعار منجزاته التنموية والإنسانية. وليعرفوا أن وطننا لم ينشأ صدفة ولم يبن فجأة وأن أجدادنا وآباءنا آمنوا برسالة الوحدة الوطنية وأنها حتمية لبقائهم وحملوا راية أعظم دين شهدته البشرية فأضاءوا بعلمهم أصقاع المعمورة فأي فخر يوازي هذا وأي مجدٍ يضاهي ذلك وأي وطن يوازي المملكة العربية السعودية".
ونوه إلى أن برنامج (عيش السعودية) الذي يعد أحد عناصر مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، مؤكداً على دوره في تقوية ارتباط أبناء الوطن بتاريخ وطنهم والمحافظة على مكتسباته ووحدته ومنجزاته والمساهمة في بناء مستقبله.
وقدم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز شكره إلى معالي الدكتور عزام بن محمد الدخيل وزير التعليم على الشراكة الفاعلة من الوزارة في هذا البرنامج، مشيراً إلى أنه وجد منه كل الحماس والعزم على أن ينطلق هذا البرنامج وأن يكون هناك علاقة شراكة حقيقية بين الهيئة والوزارة.
وأشار إلى أن وزارة التعليم تعد شريكا رئيسا وفاعلا في البرنامج من خلال تعاونها في تنظيم رحلات البرنامج الخاصة بالطلاب والتعريف بالبرنامج وتفعيل رسالته في الأنشطة المدرسية، مثمنا سموه تعاون بقية الجهات المشاركة في البرنامج وفي مقدمتها إمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ودارة الملك عبد العزيز، ووزارة الثقافة والإعلام، وشركة أرامكو السعودية، والخطوط الجوية السعودية، وشركة ناس، وشركة الاتصالات السعودية.
من جهته، عبر معالي الدكتور عزام بن محمد الدخيل وزير التعليم عن اعتزاز الوزارة في هذا البرنامج المهم الذي يقرب الوطن للطلاب ويعرفهم عليه خارج إطار المنهج المدرسي.
وأكد معاليه في كلمة ألقاها بمناسبة إطلاق برنامج "عيش السعودية"، أن التعليم والسياحة بينهما دعم متبادل فمن خلال الأنشطة السياحية تتجدد طرائق التدريس ويُثرى التعلم والتعليم وتُربط المعرفة المجردة لدى الطالب بالواقع العملي ويتم التعريف بمكتسبات الوطن الحضارية والثقافية والتاريخية، وبناء هوية وطنية صافية تبني الاعتزاز بالوطن الذي نعيش فيه.
وقال: " إن إدراك سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز لأهمية الشراكة بين وزارة التعليم والهيئة ودعوته الشخصية لذلك، هي رسالة مهمة تؤكد مسؤوليتنا جميعا لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (يحفظه الله) في تعزيز الهوية الوطنية والفخر بهذا البلد ومكانته ورسالته والعمل على تجسيدها في التعليم العام والعالي".
وأوضح معاليه أن برنامج "عيش السعودية" يمثل مبادرة وطنية نوعية يقودها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز لتتكامل مع أهداف التعليم لتعزيز قيم المواطنة لدى أبنائنا وبناتنا وتعريفهم بثقافات مجتمعهم إضافة إلى بناء قدراتهم وتنمية المفاهيم الإيجابية لديهم عن التعريف بالتراث الوطني والحضاري للمملكة.
وثمن الدكتور عزام الدخيل في ختام كلمته دور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الكبير في الهيئة لتعزيز الجوانب الثقافية والحضارية للوطن والحرص على توثيق مواقعنا الحضارية والتاريخية عالمياً والعمل على التعريف بها داخل المملكة وخارجها ودمج ذلك في مبادرات تعليمية تستهدف الطلاب في جميع المستويات وفي مناطق المملكة المختلفة، مؤكداً أن برنامج (عيش السعودية) إضافة نوعية لطلابنا وطالباتنا، وتطويرا لطرائق تدريس معلمينا ومعلماتنا، وإثراءً للأنشطة الطلابية.
وتتضمن الاتفاقية برنامج العمل التنفيذي لمشاركة وزارة التعليم في برنامج (عيش السعودية) ومساهمتها في تطبيق البرنامج على منسوبيها، والتعريف بالبرنامج في مختلف مواقعها، ومشاركة الوزارة في اللجنة التوجيهية التي يرأسها صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة، والتي تتولى اعتماد الخطط طويلة المدى للبرنامج.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أعلن خلال كلمته في حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري بالدرعية التاريخية الذي أقيم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مساء يوم الخميس (20 جمادى الثاني 1436هـ)، عن إطلاق "برنامج عيش السعودية".
ويعد برنامج "عيش السعودية" امتدادا لجهود الهيئة في مجال تعريف المواطنين وخاصة النشء والطلبة منهم بالمقومات التاريخية والسياحية في وطنهم. حيث بدأت الهيئة منذ عام 1426 هـ بتنفيذ برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والذي تجاوز عدد المستفيدين منه 362 ألف طالب وطالبة في كافة مناطق المملكة وتضمن فعاليات تعليمية ورحلات ميدانية.
كما دعمت الهيئة تنفيذ رحلات سياحية مدرسية من خلال بعض شركات تنظيم الرحلات السياحية.
و نفذت الهيئة ثلاث رحلات تجريبية للبرنامج لكل من المنطقة الشرقية ومنطقة عسير ومنطقة حائل، شارك فيها 62 طالبا، قاموا بجولات مع مرشدين سياحيين في عدد من المواقع التاريخية والسياحية والحضارية.
رابط: تقرير صحفي عن الر حلات التجريبية للبرنامج وآراء المشاركين www.scta.gov.s
يشار إلى أن برنامج "عيش السعودية" يهدف إلى عدد من الأهداف من أبرزها: تصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة عن الوطن التي يستقيها الشباب من مصادر غير معتمدة مثل مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتعريف الشباب عن قرب على تراث وطنهم الحضاري الذي تعبر عنه آلاف المواقع التاريخية والأثرية والحضارية والحياة الاجتماعية والثقافات المنوعة التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة، وتعزيز الروابط واللحمة الوطنية من خلال تعرف الشباب على المواطنين الآخرين في أماكن عيشهم، وتعريف الشباب على جهود الدولة ومنجزات الوطن خارج محيط سكن الشباب.
وتشمل الزيارات التي ينظمها البرنامج: زيارة المسئولين بهدف التعرف عن قرب على جهود الدولة لتطوير الوطن والمحافظة على وحدته والجهود التي تبذلها لتوفير الأمن والاستقرار والتنمية، زيارة مواقع الآثار والمتاحف الوطنية والبلدات التراثية ومواقع التراث العمراني للتعرف على التراث الحضاري للمملكة، وزيارة قصور الدولة والقرى التراثية والالتقاء مع المواطنين ممن عاصروا مراحل الدولة للتعرف على تاريخ المملكة ومسيرة توحيدها، وزيارة المواقع التي تعبر عن التطور والتنمية والإزدهار الذي تشهده المملكة مثل المدن الاقتصادية والمستشفيات ومراكز الأبحاث والموانئ والمطارات والمنشآت البترولية والمنشآت الرياضية والمدن الصناعية والوزارات والأمانات والغرف التجارية وكبرى الشركات الخاصة والأسواق والبنوك وغيرها، وزيارة المواقع المرتبطة بأمن المملكة مثل المدن العسكرية ومراكز الشرطة ومقابلة المسئولين فيها، وزيارة المواقع الثقافية والتعليمية وبخاصة الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث ومقابلة المسئولين، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية التي تقام أثناء تلك الزيارات.
ويشمل البرنامج في مرحلته الأولى فئة الشباب وبخاصة طلاب المدارس الثانوية والجامعات، ويشمل الشباب من الجنسين ومن مختلف مناطق ومدن المملكة، ويتم اختيار الشباب المشارك بناء على معايير يتفق عليها مع الشركاء، وسيشمل البرنامج في مراحل لاحقة فئات المجتمع الأخرى.