الجزيرة - الرياض:
أكد الأمين العام للاتحاد العربي للإدارة والتنمية البشرية، أهمية قيام كل شركة بإنشاء وحدة للاستشراف الإستراتيجي تكون مهمتها قراءة المؤشرات في البيئة الخارجية، حتى يتم التعامل معها والتفاعل مع متغيراتها قبل حدوثها، أو توظيفها لصالح الشركة إن حدثت.
وأشار الدكتور ماهر خضر، إلى أن الاستشراف الإستراتيجي يعني القدرة على التفكير المنهجي حول المستقبل، وذلك لتنوير الفعل الإستراتيجي، وتوفير البيانات اللازمة لصنع القرار في الحاضر.
وقال، خلال محاضرة (قيادة الاستشراف الاستراتيجي) التي نظمتها غرفة الرياض ممثلة في مركز الرياض لتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبالتعاون مع الجمعية السعودية للإدارة مساء أمس بمقر الغرفة، إن الاستشراف الاستراتيجي ملكة نحتاج إلى تطويرها كأفراد ومنظمات وكمجتمع، مبيناً أن التحولات والأحداث التقنية ما بعد الأزمة المالية في 2008 تتحرك بسرعة وأصبحت أكثر تأثيراً على الوضع الاقتصادي مما يعني أن البقاء في ظل هذا الوضع سيكون للشركات الأكثر قدرة على التكيف مع هذه المتغيرات.
ومضى قائلا « في هذا الوضع فإن التخطيط الإستراتيجي لا يستطيع أن يوفر الآلية التي تُمكن الشركات من مواجهة تلك المتغيرات والعيش في أجوائها، مضيفاً أن هناك شركات كبيرة كانت ناجحة ولكنها اختفت من السوق بالرغم من أنه كان لديها تخطيط استراتيجي مؤكدا أن السبب هو أن خططها لم تسعفها للتكيف مع المتغيرات وكانت النتيجة الفشل موضحا أن الشركات التي ظلت باقية هي التي أدركت أن الاستثمار في المستقبل هو الحل والمنطق لتحقيق النجاحات.
وأوضح أن الاستشراف الاستراتيجي يعد ممارسة فكرية تنفتح على المستقبل في شكل رؤية وظيفية تحقق الاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة والاستعداد لكل المخاطر المحتملة، كما أنه يساعد على بناء موقف استباقي يمكن من استباق الأحداث والفعل في المستقبل، وهو بذلك يميز بين الفعل واللا فعل و بين القدرة والعجز وبين الحركة والسكون.
وأضاف، أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد مزيداً من التوجه نحو الاستثمار في بناء قيادات ذات بعد استشرافي استراتيجي، مشيرا إلى أن شركات عالمية خطت في هذا الاتجاه، وحققت نجاحات كبيرة بسبب هذه القيادة الاستشرافية. وتابع: الاستشراف الاستراتيجي يحتاج إلى مهارات يجب أن يكتسبها القياديون، وكل مؤسسة تريد أن تطبق الاستشراف الإستراتيجي فهي في حاجة إلى أن تكون لديها إرادة للتغير وقيادة استشرافية وحوكمة رشيدة.
المحاضرة التي شارك فيها أكثر من (80) من المهتمين والمختصين شهدت جدلاً وتباينا في الرؤي حول أوجه العلاقة والتقارب بين التخطيط الاستراتيجي والاستشراف الاستراتيجي من حيث استهدافهما للمستقبل، وهو ما يعني رفض مبدأ موت التخطيط الاستراتيجي، وذلك بالرغم مما طرحه المتحدث من أمثلة لتوضيح أبعاد الاختلاف بين التخطيط الإستراتيجي والاستشراف الإستراتيجي، لتنتهي المحاضرة باتفاق الجميع على إنشاء مجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواصلة النقاش حول الموضوع.