(إلى ابنتي الأولى)
بشرى تجمّل إحساسي وترتفعُ
تعرّب الضحكة الأبهى وتبتدعُ
شلال أنسٍ على أقصاي منسدلٌ
يزيل وعكة ذاتٍ هدَّها الجزعُ
يعيد شدو مزاجٍ بات منكفئاً
على ابتهالاته.. والفيض ينزرعُ
وقد أتاني ضمير الصبر مستتراً
في راحتيه ثمار الحظّ تضطجعُ
في عينه نزعة الإعجاب قائلةً:
«خضتَ التصحّر لا يأسٌ ولا هلعُ»
أيا ابنتي: جئتِ.. والآمال حافيةٌ
في فقرها يتمادى الشؤم والوجعُ
لمّا رأيتكِ.. صار الفضل عافيةً
ترتّل العمر.. والألعاب تستمعُ
حملتُها.. نهضتْ حلوى المشاعر في
حفاوتي.. وغيوم المرِّ تنقشعُ
إنِّي غدوتُ كنصٍّ بات مرتبكاً
بالمفردات؛ لأنَّ القلب مندفعُ
وبهجتي فاض من محرابها حبقٌ
كأنهُ في صفائي بات ينتقعُ
ودمعة الشكر من خلف المنى بزغتْ
كأنها لنسيج الخوف تبتلعُ
تضمّد الأرق المصفوف في سهري
تجسّم الفرحة الأولى، وتنطبعُ
على فضوليّتي البيضاء منسجماً
في مدرجي.. وحضور الحسّ مجتمعُ
كأنَّ لي من جلال الفخر أجنحةٌ
ألوانها في احتفال الخير تتّسعُ
كأنّما الوقت أعطاني قيادته
حتى رأيتُ بهاء السَّعْدِ يرتفعُ
وهجمةٌ من قطوف التسميات ترى
فوضى التردّد في حرفي فتنخدعُ
حتى تملّك ذوقي كبر ذائقتي
وقال: تلك (مدى).. طوبى لها المتعُ
حاتم الجديبا - الرياض2015م