في واقعنا في تفاصيل حياتنا في سلوكنا في كل مناحي الحياة نحن بحاجة ماسة إلى عشرات اللاءات التي بعدها يستقيم بعض الحال وتعود المياه إلى مجاريها لتخضر وتزدهر العلاقات الإنسانية التي بدأت تتجمد. لا أبالغ مطلقاً إذا قلتْ إنّ بعض العلاقات تحوّلتْ إلى (خذ وهات). ولاءات: جمع لاء التي نقولها كثيراً لكن البعض يمارسها في سلوكه اليومي.
لا تستهزئ بمشاعر الآخرين، لا تحد من حرية الآخرين بالتعبير عن آرائهم، لا تعارض حرية الحوار فهو الطريق المستقيم المؤدي للوصول إلى نقطة النهاية بالاتفاق. لا تطلق الشائعات التي تهدم وتُقوّض كل شيء جميل، لا تجامل في مواقف تضر بصحتك وتغير نظام حياتك. كم هي جميلة ومعبرة لاءات الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ لا لكل من (التجسس، التطرف، الغلو، التسلط، الإيذاء، المطاردة)». كذلك هي جميلة لاءات الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة، لاءات يتبناها ضمن مهام عمله تبرز في محاربة التلاعب والغش والتستر التجاري وتقليص المعاملات الورقية.
لاءات اجتماعية، لا للسخرية من بعضنا البعض، لا للتعصب الرياضي المقيت، لا للنظرة الدونية للآخرين. لا لمنع الفتاة من الرؤية الشرعية والفتي من اتخاذ قرار الزواج بنفسه. لا لتنفير مجهولي النسب، لا لقطع إشارات المرور والسرعة الجنونية. نحن بحاجة ماسة إلى عشرات وربما مئات اللاءات.
هناك «لاءات ثلاث» حتمية وليست خيارية لا للتحرش ولا للابتزاز، ولا للعقوق بكل أنواعه وأشكاله. ولا لثلاثي المحرم في الرؤية والقصة (الدين والجنس والسياسة). في الواقع دعونا نرفع شعار لاءات يتفق عليها كل أطياف المجتمع بكل مناطقه الثلاث عشرة وتكون محور اللقاءات والحوارات وفي كل وسائل التواصل الاجتماعي.
ليس بالإمكان أفضل مما كان!! عبارة نرددها حين نصل إلى باب مغلق، في الواقع الأبواب تفتح حين يصر الإنسان على فتحها وذلك بتحكيم العقل والتفكير الجماعي والإصرار، وليس هناك لاءات مع الحلم. سعدت كثيراً حين قرأت لاءات الفيصل الثلاث: لا للتطرف.. لا للتكفير.. لا للتغريب.. هذه اللاءات الثلاث أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمس الأول، ويبدو اختيار سموه لمنبر جامعة الملك عبدالعزيز ليطلق منه لاءاته الثلاث ذات دلالة خاصة باعتبار أن الجامعة هي إحدى مؤسسات التنوير في هذا الوطن، وأنها بين مؤسسات أخرى كثيرة منوط بها قيادة هذا الوطن نحو موقع مستحق في الصفوف الأولى من العالم الأول.
المجتمع بحاجة إلى لاءات إيجابية، لاءات تغرس القيم الإسلامية والوطنية وحب الوطن.. لاءات يمارسها الإنسان السعودي في تفاصيل حياته وحيث يكون، اقتبس: وطني لو شُغِلْتُ بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي - أحمد شوقي.
وفي الختام لا وألف لا لكل الخارجين عن المألوف، نعم وألف نعم لحب الوطن وعشقه والدفاع على كل شبر من أرضه. لا ولا ألف لا للمستهترين بقيادة المركبات وقطع الإشارات، ونعم وألف نعم للإنسان السعودي المخلص.