وضعت مؤسسة الملك خالد الخيرية بناء قدرات منظمات القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية بمقدمة أولوياتها، وأولته جل اهتمامها، وعملت على بناء قدرات تلك المنظمات بشكل مؤسسي، عبر إنشاء برنامج بناء قدرات المنظمات غير الربحية متضمناً مسارين رئيسيين، هما: الاحتضان والدعم المالي والفني، وورش العمل التدريبية.
وبداية من العام الماضي 2014م انتهجت المؤسسة نهجاً جديداً في برنامج بناء قدرات المنظمات غير الربحية، وجاء هذا النهج الجديد بعد أن أجرت المؤسسة دراستين في العام 2013م، الأولى حول تحديد الاحتياجات التدريبية للمنظمات غير الربحية، والثانية لتقييم أثر البرامج التدريبية، وبناءً على نتائج الدراستين تم تغيير التوجه للبرنامج بداية من خطة عام 2014م، حيث أصبح البرنامج يتضمن مسارين هما «الاحتضان» و «البرامج التدريبية»، وليس مساراً واحداً.
وقد التزمت مؤسسة الملك خالد الخيرية بمعايير محددة وواضحة لاختيار المؤسسات المُحتضنة، حيث قامت في هذا المسار النوعي الذي استحدثته بتنفيذ دراسة خلال عام 2014م على خمس منظمات غير ربحية مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية من مناطق المملكة المختلفة بهدف تحديد الاحتياجات المؤسسية والتدريبية لكل منها على حده، ليتم اختيار إحداها واحتضانها احتضاناً كاملاً.
ووفق نتائج الدراسة اختارت المؤسسة جمعية «مودة» لاحتضانها لمدة عامين، بهدف تطوير الجمعية من جميع النواحي ودعمها مادياً وفنياً لبناء قدراتها، وقد استفادت «مودة» من مزايا الاحتضان الكامل من تقديم الاستشارات وتغطية التكلفة المالية لمعالجة الفجوات التي تكشفت من خلال دراسة تحديد الاحتياجات، علاوة على حضورها جميع ورش العمل التي تنظمها المؤسسة.
أما بالنسبة للجمعيات الأربع المتبقية في مسار الاحتضان والتي لم يتم احتضانها احتضاناً كاملاً، فقد خصصت المؤسسة لها مبلغًا ماليًا كمنحة لها لتغطية احتياجاتها المؤسسية والتدريبية والاستشارية، بحيث تختار كل منظمة إحدى نقاط الضعف التي ظهرت من خلال التقييم المؤسسي لتعمل على تطويرها، كما تتحمل المؤسسة تكاليف حضور العاملين فيها ورش العمل التي تعقدها المؤسسة للعاملين في القطاع الخيري. وتعمل المؤسسة من خلال مسار الاحتضان على تطوير المنظمات الخمس التي شملتها الدراسة بحيث تكون مثالاً جيداً لغيرها من المنظمات، وأن تنقل خبراتها للمنظمات الأخرى الموجودة في مناطقها.
وبالتوازي مع مسار الاحتضان، عملت مؤسسة الملك خالد الخيرية في المسار الثاني وهو وُرش العمل التدريبية، حيث تم وفق معايير محددة، اختيار 52 منظمة من مختلف مناطق المملكة خلال عام 2014م للانضمام لهذا المسار، بهدف بناء وتطوير قدراتها من خلال خمسة برامج تدريبية مختلفة استهدفت جميع المستويات الوظيفية في المنظمة.
وتضمنت البرامج الخمسة في مسار البرامج التدريبية للمؤسسات الـ52 التي جرى اختيارها عقد ورش عمل في التخطيط الاستراتيجي، والحوكمة الفعالة لمجالس الإدارة، والمالية لغير الماليين، والبحث السريع بالمشاركة والتخطيط والمتابعة والتقييم، وتنمية الموارد المالية والتسويق الاجتماعي.
وأكدت المؤسسة أنها تواصل العام الجاري 2015م العمل في برنامج بناء قدرات المنظمات غير الربحية، من خلال مساري الاحتضان ووُرش العمل التدريبية، حيث تستمر في الاحتضان الكامل لجمعية «مودة»، كما انضمت إليها هذا العام جمعية «الجنوب النسائية»، إضافة إلى تقديم منح مالية تطويرية لـ16 منظمة غير ربحية لتغطية احتياجاتها المؤسسية والتدريبية والاستشارية بهدف تطويرها ومعالجة نقاط الضعف لديها.
يذكر أن مؤسسة الملك خالد حققت الكثير من الإنجازات في برنامج بناء القدرات للمنظمات غير الربحية، وقامت منذ عام 2009 وحتى نهاية عام 2013، ببناء قدرات المنظمات غير الربحية عن طريق وُرش عمل تدريبية استهدفت العاملين في القطاع غير الربحي على مستويات مختلفة تشمل مجلس الإدارة، والمديرين التنفيذيين، ومديري الإدارات والعاملين في المشاريع. وتضمّنت إنجازات المؤسسة في هذا المجال منذ العام 2009م إلى 2014م تدريب 1032 شخصاً يعمل لخدمة المواطن السعودي، علاوة على استهداف 332 جهة تشمل منظمات غير ربحية، و(قطاع خاص، وقطاع عام) ومجموعات تطوّعية.