السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في عدد الجزيرة ما كتبه الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري وكان آخرها في العدد رقم 15549 في 6-7-1436هـ تحت عنوان «بعض الأشجان حول المرأة»، ثم قرأت في العدد رقم 15550 في 7-7-1436هـ اللقاء والحوار الذي أجرته الأستاذة تهاني الغزالي مع الدكتورة سلوى الهزاع أخصائية طب العيون ونشر تحت عنوان «دخول المرأة السعودية لمجلس الشورى قفزة وليست بتقدم». وتعليقاً عليهما أقول إن المرأة مثلها مثل الرجل في الإبداع والتميز إذا أتيحت لها الفرصة وأفسح لها المجال وحظيت بالدعم والتشجيع من أسرتها ومجتمعها؛ لأن الله سبحانه وتعالى خلقها وخلق الرجل ليكونا شريكين متساويين ومتكافئين في عمارة الأرض وتحقيق حكمته في وجودهما في هذا الكون وهو إعمار الكون وتحقيق عبادته وحده لا شريك له قال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ سورة الذاريات (56) وكذلك خدمة مقدساته، ولهذا نذرت امرأة عمران ما في بطنها لله ليخدم في بيت المقدس، وكانت تظن وتتمنى أن يكون المولود ذكراً لأنها تعتقد أن الذكر أقوى على الخدمة من الأنثى ولما وضعت حملها ووجدته أنثى قالت {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} سورة آل عمران (36) ولكن الله سبحانه وتعالى أعلم منها بما وضعت فهو الذي اختارها أنثى ليعلم العالم أن الذكور والإناث متساوون عند الله وأن هذه الأنثى ستكون أماً لنبيه ورسوله عيسى عليه السلام وستكون وابنها آية للعالمين وعبر مسار التاريخ الإنساني وإلى اليوم نجد نساء نابغات ومتميزات والمرأة السعودية أنموذج في ذلك بفضل الله ثم بمساندة ومؤازرة ملوك هذه البلاد الطاهرة لتحقيق طموحها وتفوقها في كل المجالات.
محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاط ص.ب 39