قرأت مقال (ترسيخ خدمة اللغة العربية بالأساليب العلمية ومواجهة التحديات) في عدد يوم الأربعاء 29 أبريل 2015م للكاتب عبدالله بن حمد الحقيل وأود التعليق عليه بأن من تعلم لغة قوم أمن مكرهم.. وبما أن تعلم اللغات هي السبيل لفهم الحضارات وتقدم الأمم كان من الضروري تعلمها حتى تصبح مطلبا نتوق لتحقيقه، لكن أن يصبح العلم بها واجهة اجتماعية واندثارا للغتنا العربية أو حتى وأدها فهذا هو العار.
فالمتجول في داخل الأسواق تلفته اللافتات ذات المسميات الأجنبية دوناً عن العربية حتى وإن تميزت بضاعتهم بالرداءة.
وعبارات البشر وتواصلهم فيما بينهم أيضاً أصبح ملغما بشفرات أجنبية، ورُقي الشخص وتطوره بات محصورا على ثقافته الإنجليزية رغم أن العربية وعلومها بحر لا ساحل له، فهي الثقافة حقاً إن أبحرنا فيها وولجنا داخلها.
وإن كانت الإنجليزية دلالة على الترف فالعربية دُرة تعِب الغواص في اصطيادها، ولو اعتبرنا التحدث بالإنجليزية شرفا فالعربية أشرف منها والقرآن شرّفها، وإذا ما نظرنا إلى الألفاظ والكلمات العُجمى بأنها ذات طابع يكسوه الدلال أو حتى الاختصار فالعربية فاقت الحُسن والدلال بألفاظ ومعان كلها إحساس ورقة، وبتعلمنا للغات العالم نمد جسر التواصل بيننا دون الحاجة لجعل ما تعلمناه يطغى علينا في الوقت الذي تسعى كل لغات العالم إلى الظفر بالعربية ليس لأنها لغة العرب فحسب بل لأنها كنز لا بد وأن يتشبث به.
عبدالله المطيري - الرياض