يلاحظ الجميع ما تمر به منطقتنا العربية من عواصف وزوابع مدبرة عصفت بعدد من هذه الدول وأصبحت تتخطف بلادنا من هنا وهناك، أصبحنا لم نعد نعرف الصديق من العدو، فمن كان لنا معه علاقات إستراتيجية تخلى عنا وقت الجد ووقت المُدلهمات فأمريكا أدارت ظهرها عن منطقة الخليج لتنشغل بمغازلتها لإيران، وباكستان أحجمت عن تقديم المساعدة فهي وتركيا مجرد ظاهرة صوتية لا أكثر ولا أقل، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن بلادنا وبقيادة سلمان الحزم سلمان المنعة والقوة استطاعت خوض حرب ضروس عسكرياً ودبلوماسياً فأنهت وقضت على الحلم الفارسي الصفوي بجزيرة العرب، حيث إن ما تقوم به إيران اليوم باليمن ليس المقصود به اليمن فاليمن لا يوجد به ثروات لتطمع بها الدولة الصفوية ولكن اليمن مجرد جسر عبور لبلاد الحرمين الشريفين، فجاءت الصفعة القوية المباغتة لإيران بدك معاقل الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح.
إستراتيجية «الفجر» هي إستراتيجية الملك سلمان قرارات حاسمة حازمة في فجرٌ متجدد لخدمة هذه البلاد.
تداعى الحلم الفارسي أمام أعين «بني صفيون» الذي اشتغلوا عليه لأكثر من ثلاثة عقود تداعى أمام فجر ساحق ما حق بعزم عنيد لا يلين ولا يستكين، واليوم تهب نسائم إعادة الأمل لليمن الجديد كي يكون يمناً مستقراً نحو تنمية مستدامة.
عاصفة الحزم لم تنتصر لليمنيين فقط وإنما عزمها انتصر للشعب السوري الجريح الذي ما إن بدأت عاصفة الحزم حتى بدأ يحقق انتصارات ساحقة على الأرض ضد نظام القهر والاستبداد ما جعل وزير دفاع النظام السوري يهرول إلى أسياده بطهران طالباً العون والمدد وأنه على حافة السقوط ولكن هيهات ثم هيهات فإيران قدمت كل ما لديها وليس بجعبتها ما تقدمه فقد قدمت السلاح والرجال والمال والخطط ولكن لم ينفع ذلك كله فقد أصبحت تتصرف بتخبط و»تلبط» فلا تعي ما تقوم به مما أصابها من صفعة قوية بعثرت كرامتها فهاهي بالأمس تقوم بحجز سفينة شحن أمريكية اقتادتها من المياه الدولية وهاهي بنفس اليوم ترسل طائرة شحن محملة بالأسلحة راغبة بكسر الحظر الجوي رغم التحذيرات الموجهة لكابتن هذه الطائرة مما اضطر معه التحالف إلى قصف مدرج مطار صنعاء لمنع الطائرة من الهبوط، تصرفات رعناء هوجاء تقوم بها إيران ومن ورائها قوى عظمى لإبدال وجه المنطقة!
فكل الشرور التي تتخطفنا من هنا وهناك للنيل من استقرار هذه البلاد جعل الملك سلمان حازماً وعازماً إلى أن يصدر قرارات قوية لها مدلولات مهمة بأن المرحلة المقبلة مرحلة الحزم والعزم لتجنيب بلادنا ما يحاك ضدها من مخططات وما هذه القرارات بتعيين سمو الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد وتعيين سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد إلا لما يتمتعان به من قدره واستطاعة وحنكة وقوة في قيادة دفة البلاد لبر الأمان سلماً لمن سالم هذه البلاد حرباً وناراً حارقة لمن أراد بها الشر والضرر، فلديهم القدرة بعد توفيق الله بمعالجة كل ما يستجد ويطرأ من ملمات تأتي من الخارج للنيل من هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين وهم يعملون ليل نهار مجابهين من يعمل أيضاً ليل نهار للإضرار ببلدنا العظيم.
منذ أن اعتلى الملك الشجاع العادل سلمان الحزم سدة الحكم بهذه البلاد حتى تغيرت نظرة العالم للسعودية من حالة ترقب الوضع بصمت إلى الحالة الفاعلة القوية التي يُسمع لها صوت ويُخشى من غضبتها حتى أصبحت كل الشعوب العربية والإسلامية تهتف لها مناصرةٌ إياها بالسر والعلن وأصبحنا نحن المواطنين السعوديين نغبط أنفسنا على هذا القائد العظيم الذي أعاد للعرب هيبتهم وكرامتهم وقيمتهم ما بين الأمم وبعث فيهم الروح والأمل كي يكونوا مؤثرين وفاعلين لا مفعولٌ بهم، اليوم وكل يوم صدق بيت الشعر الذي قاله الأمير خالد الفيصل (ارفع راسك أنت سعودي).
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من كل مكروه.. ولتخسأ أبواق الشقاق والنفاق.