الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا
والصلاة والسلام على إمام المتقين وحبيب رب العالمين وبعد
فإن فقد الحبيب أمر صعب على النفس فكيف إذا كان المفقود هو الأم.
وقد فجعت وفجع غيري من المحبين بوفاة الوالدة الغالية والأم الحنون يسرى بنت عبدالرحمن البلالي أنزل الله عليها شآبيب رحماته وجعلها في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فاضت روحها إلى بارئها في دولة ألمانيا في أرض غريبة عنها لتشهد لها بإذن الله بدعائها واستغفارها وصلاتها... بعد معاناة مع مرض السرطان في المرارة والكبد وكما جاء الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله.
وأحسب الوالدة الغالية من الشهداء بإذن الله،،،
منذ أن علمت بالمرض وهي صابرة محتسبة بل متفائلة بربها عز وجل.
لا أنسى كلماتها حين أصابها المرض وهي تقول (ربي يحبني أصابني بهذا المرض لينبهني قبل الموت)
ولا زال في مخيلتي شربها لحليب الإبل بعد أن تشوبه بشيء من بوله مطبقة بذلك الهدي النبوي الوارد في ذلك.
لم أحزن لوفاتها فقد قدمت على رب رحيم، ولكن الحزن يعتصر القلب حين أتذكر فقدها.
صوتها، خطواتها، عنايتها بمن حولها من زوج وأم وأبناء
الكل فقدها.. حتى أوانيها، ومكينة خياطتها،،،، بل حتى مصلاها..
اللهم أنزل على أمي شآبيب رحماتك وأنزل على قبرها الضياء والنور والفسحة والسرور
والملتقى الجنة بإذن الله يا أماه.
كتبه ابنها عبدالله بن خالد الحماد - القاضي بالمحكمة الجزائية بمكة المكرمة