ففي ظهر يوم السبت 22-6-1436هـ عند الساعة الثانية إلا ربعاً بلغنا نبأ وفاة الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز حسن اليمني - رحمه الله - فإن قلتَ: مَن الأستاذ عبدالله اليمني - رحمه الله؟
قلتُ: هو رجل حمل بين جنبيه قلباً طاهراً نقياً صافياً، وفكراً علمياً سامقاً، جمع الله تعالى له الفضائل الجمة،
ففي الكرم يفتح باب داره العامرة من الصباح حتى المساء، فترى هذا داخلاً لطلب شيء ما، وترى ذلك جالساً عنده، ثم ترى آخر مغادراً وعلى محياه الرضى.
وفي الوفاء: هو شيمته الوفاء، فهو يسأل دائماً عن أصدقائه ومعارفه - وهم كثر- فإذا غاب أحد قلق لذلك واهتم له، ففي إحدى المرات كنت حاضراً مؤتمراً من المؤتمرات - خارج المملكة - لبضعة أيام، وعندما عدت وجدته - رحمه الله - قد سأل عني جميع المعارف - فضلاً عن الاتصالات المتعددة. ومن وفاته - رحمه الله - أن صديقاً له توفي في إحدى مناطق المملكة فما كان منه إلا أن ركب سيارته وذهب إلى أهل صديقه معزياً ومشاركاً في العزاء.
من وفائه أيضاً - رحمه الله - أنه في إحدى الليالي رافقته في زيارة رجل طاعن في السن، فقال لي: هذا من معارف الوالد - رحمه الله.
وأما الأخلاق: فقد كان -رحمه الله- رأساً فيها، فإذا صلى في المسجد القريب من داره سلم على هذا، وصافح ذاك، ووسع في الصف للآخر، مهما كان مستواه الاجتماعي، لذا أحبه أهل الحي أجمعون، وبكوا عليه ودعوا له - رحمه الله.
وأما حبه للوطن وولاة الأمر: فلا ريب أن وطناً شرف بوجود الحرمين فيه فذلك من السعد بمكان، لهذا فقد كان يدعو لولاة الأمر بالتوفيق والإعانة، علماً أنه كان ضمن أعضاء مجلس منطقة الرياض، في الدورة الأولى. ومن حبه لبلد التوحيد أنه يكاتب المسؤولين كثيراً في الشأن العام، ويقول: هذا الوطن يستحق منا كل جهد نبذله.
وبعد: هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، وإشارة في حق رجل هو - رحمه الله - كتلة من القيم والفضائل، أسأل الله الكريم أن يرحمه ويدخله الفردوس الأعلى.
د. شريف بن علي حسن - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام