المنامة - سلطان المهوس:
الدولة الآسيوية الجديدة.. يمكن أن يكون ذلك المسمى لائقا على مشهد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ففي حقبته الجديدة (2015-2019) نفس مختلف ووجوه مختلفة ورغبة واضحة وقلوب متوحّدة لم تقترب من البطاقة الحمراء أبدا طوال اجتماع الجمعية العمومية الـ 26 الذي استضافته المنامة مؤخرا ليكون حكيم (آسيا) الشيخ سلمان بن إبراهيم الخليفة قائداً للدولة الجديدة ومستحقا لعاصفة التصفيق الطويلة التي واكبت إعلان تزكيته لمنصب الرئيس جامعا كل شرايين القارة داخل جسد التوحد ولا غيره..
في المشهد التاريخي قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر مخاطباً سلمان الخليفة: منذ عام 2013 قمت باستعادة القارب، ومن العدل أن تقوم الجمعية العمومية بإعادة انتخابك في قيادة الاتحاد الآسيوي لكرة القد حيث تستحق إشادة كبيرة جداً.
مضيفاً: أظهرت روحاً عالية من التنظيم والدبلوماسية من أجل استعادة مركب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في وقت صعب، حيث لم تكن فيه المياه صافية( يقصد عدم الاستقرار).
كان ذلك التعليق كافياً لإظهار رضا الفيفا وسعادته بتوجه القارة الآسيوية واتحادها من جديد ولعل كواليس المشهد الآسيوي التي لم تطف على السطح تثبت أن تغيراً كبيراً سيجتاح القارة الآسيوية بهيكلتها الانتخابية الجديدة بعد أن سبر حكيمها سلمان الأغوار الآسيوية طوال عامين سابقين..
حكمة القائد
مونغ غيو- تشونغ (كوريا الجنوبية، منطقة شرق آسيا) كان متوتراً جداً أثناء اجتماعات الجمعية العمومية انتظاراً لمراسم الانتخابات، حيث أن الكوري الجنوبي ينافس على مقعد الفيفا بين سبعة مرشحين تمهيدا لاختيار ثلاثة انسحب منهم قطري وعماني وتايلندي لصالح الكويتي أحمد الفهد ليفوز بالتزكية بعضوية عامين بالفيفا (2015-2017) فيما حسم الصراع لمقعدي الفيفا (2015-2019) لصالح الماليزي الأمير عبدالله الشاه والياباني كوزوتاشيما..!!
توتر الكوري الجنوبي أوصله حد الوصول لمنصة الاجتماع الرئيسية ليقدم احتجاجاً على قيام لجنة الانتخابات بعدم دمج انتخابات المقاعد الثلاثة لعضوية الفيفا بورقة انتخابية واحدة بدلا من فصل عضوية الفيفا لعامين عن عضوية الفيفا لأربعة أعوام.
كاد الأمر أن يحدث شوشرة لكن حكيم آسيا سلمان الخليفة قابله بهدوء بالغ وأفهمه بأن القواعد الانتخابية نظامية مطمئنا الكوري بأن الخسارة لا تعني النهاية ضاربا بنفسه المثل عندما خسر (2009) وعاد اليوم رئيسا بالإجماع..
هدوء الكوري الجنوبي وعودته لكرسيه حدثت خلا اقل من دقيقتين كشفت أن قيادة آسيا تحت ظل رجل لا يقبل سوى الوحدة ويرفض المشاكل ويستطيع إيجاد الحلول بكاريزما مقبولة من كل القارة..
آسيا الجديدة للكل
فلسفة الدولة الآسيوية لخصها الشيخ سلمان الخليفة بكلمته أمام الكونغرس الآسيوي.. قال: فلنتضامن معاً، لأننا معاً نكون أقوى.. قمت بعقد اجتماعات دورية مع الاتحادات الوطنية الأعضاء، وقمت بإرسال خطابات مستمرة من أجل اطلاع الاتحادات الأعضاء على نشاطات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث أننا نتقدم معاً إلى الأمام من خلال الحوار وليس من خلال الخلاف، ونحن الآن أقرب من أي وقت سابق.
وأضاف: ربما لا نتفق دائما، ولكن في النهاية نحن 47 اتحادا وطنيا في قارة متنوعة، وكما هو الحال في فريق كرة القدم الذي يضم لاعبين مختلفين، فإننا معا نكون أقوى.
أما فيما يتعلق بالتضامن فقد أوضح الشيخ سلمان: كيف قمنا بتحويل كلمة التضامن إلى فعل؟ التضامن على أرض الواقع يعني أن دوري أبطال آسيا اعتبارا من هذا العام أصبح مفتوحا لأفضل 24 اتحادا وطنيا، وليس لأفضل 10 أو 11 اتحادا.
وتابع: التضامن على أرض الواقع يعني أنه الآن أصبح هناك 24 منتخبا بدل من 16 سيشاركون في نهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات، وأن ثمانية اتحادات وطنية جديدة يمكن أن تحصل على فرصة التأهل للنهائيات، وهذا يحمل فرص تطوير كبيرة.
وكشف: التضامن يعني أيضا أن برنامج المساعدات المالية AFAP سيكون أكثر مرونة الآن، وسيسمح لمزيد من الاتحادات الوطنية بالاستفادة منها بصورة مباشرة.. التضامن فعليا هو أننا معا في كل هذا، سواء كنا كبار أو صغار، أغنياء أو فقراء، نحن فريق واحد.
وختم: أنا أتطلع للعمل مع المكتب التنفيذي الجديد، ومع كل الاتحادات الوطنية، من أجل مساعدة كرة القدم الآسيوية على الوصول إلى مستوى مقوماتها سواء هنا أو على المستوى العالمي، ونحن معا سنحقق ذلك.
ساوباولو.. انطلاقة تاريخ جديد
شكل اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم المنعقد بساوباولو البرازيلية يوم الاثنين التاسع من يونيو (2014) منعطف الانطلاقة التاريخية للدولة الآسيوية الجديدة بقيادة سلمان الخليفة بعد أن كسر قواعد اللعبة بشجاعة تامة ممتطيا قيادة تعديل النظام الأساسي للإتحاد بدمج منصب رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم مع منصب نائب رئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا وذلك اعتبارا من الدورة الانتخابية التي انطلق من البحرين (ابريل 2015 ) وهو القرار الذي لم يستطع أي رئيس اتحاد آسيوي سابق الاقتراب منه لدواع انتخابية بحتة لكن الخليفة فعلها رغم مرارة الاختلاف مع الأمير علي بن الحسين شاغل المنصب لكن القارة ومستقبلها كان الهدف الأسمى ليحظى القار ببصمة آسيوية جماعية.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل اعتمدت الجمعية العمومية مقترح الإتحاد الإيراني بفصل منطقة جنوب ووسط آسيا إلى منطقتي: وسط آسيا وتضم اتحادات: إيران، أفغانستان، أوزبكستان، قيرغزستان، تركمنستان وطاجيكستان، وجنوب آسيا وتضم اتحادات: بنغلاديش، باكستان، بوتان، سريلانكا، الهند، جزر المالديف ونيبال، وصادقت الجمعية العمومية على تعديلات النظام الأساسي المقدمة من المكتب التنفيذي من أجل تحديث النظام الأساسي وجعله يتوافق مع النظام الأساسي في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بما في ذلك تأكيد الوضع القانوني لعدد من الهيئات التي تم استحداثها خلال العام الماضي، مثل نظام انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، واستحداث نظام السلوك في الاتحاد، وتشكيل غرفتين للجنة الأخلاق، وتطبيق تعليمات النظام الداخلي في الاتحاد. كل تلك التعديلات التاريخية أفرزت حراكًا حقيقيًا وأعطت كل الاتحادات فرصا متساوية للإبداع والتطوير والمنافسة..
مستقبل آسيا
بوجود أعضاء مكتب تنفيذي توحّدت القارة على انتخابهم ورؤية حقيقية للإصلاح الداخلي للجان والإدارات والأقسام والدوائر داخل مبنى الاتحاد الآسيوي وبنبض مملكة البحرين التي أصبحت قبلة التوحد الآسيوي سيكون مستقبل آسيا مشرقاً شرط أن لا تطغى الأهواء الشخصية أو الأطماع وهو ما يتجنبه قائد آسيا الجديد سلمان الخليفة بالتأكيد الدائم على أن الفرص للجميع ولن يكون هناك تضامن حقيقي سوى بفتح المجال العادل للجميع.. آسيا الجديدة ستكون مختلفة تماماً والتاريخ سيكتب كل شيء وسينصف كل شيء..
الأمن الرياضي
وقّع الشيخ سلمان آل خليفة اتفاقية شراكة مع المركز الدولي للأمن الرياضي بحضور محمد حنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي.
وبموجب الاتفاقية، سيقوم المركز الدولي للأمن الرياضي بتقديم خدماته المهنية لتعزيز مختلف جوانب ومجالات السلامة والأمن الرياضي في البطولات والأحداث الكروية التي تقام تحت مظلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكذلك تقييم الأوضاع المتعلقة بهذه الجوانب في الاتحادات الوطنية وعددها 47 اتحاداً آسيوياً.
خطوة أكثر من رائعة بناها الاتحاد الآسيوي لتعزيز البيئة الكروية ومنافساتها بقوة التنظيم والأمان تكشف أن آسيا تسير حيث الجودة الاحترافية المكتملة.