الجزيرة - محمد الغشام:
دشَّن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض صباح أمس الأول حفل انطلاق الحملة التوجيهية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (شموخ) لمكافحة الابتزاز، وذلك بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض، بحضور معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند.
وشكر سمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز في كلمة معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند والعاملين في «الهيئات»، مشيراً إلى أن آفة الابتزاز أمر جلل، ويفتك بعفاف الشباب من أناس لا يخافون الله.
وقال سموه: «أشارككم هذا الصباح افتتاح هذه الحملة المباركة حملة «شموخ»، وهي بلا شك شموخ في بلد الشموخ، ومع أبناء بلد شامخٍ دائماً في العزة والكرامة، ومع ملك له دورٌ كبير في الشموخ والعمل المفيد في بناء الإنسان. وإن اختيار هذا الموضوع ليكون منطلقاً لأعمال مفيدة على مدى عامٍ كامل لهوَ عملٌ جليلٌ، أقدم من خلاله الشكر لمعالي الرئيس وأصحاب السعادة وكلاء الرئيس، وكذلك للزملاء جميعاً في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة. وكلمة الابتزاز كلمة سيئة على أذن المسلم؛ لأنها في الواقع ذات صدى سيئ جداً، ورائحة نتنة، ولون سيئ وطعم أسوأ. وديننا الإسلامي يوجهنا وينهانا عن الوصول إلى هذا المستوى المتدني. ومن يرضى على نفسه أن يكون مبتزاً هنا يجب أن نقف، ونضع خطوطاً تحت هذه الكلمة، ويجب أن يعيها كل مسلم، فما بالك بالأجهزة التي هي مسؤولة عن هذه النواحي وعن صقل الأخلاق وعن التوجيه السليم للمسلمين جميعاً».
وأردف سمو أمير منطقة الرياض: «حقيقة أيها الإخوة، ديننا الإسلامي يحثنا دائماً على المحافظة على الضرورات الخمس، وهي (الدين، النفس، العرض، العقل والمال)، فإذا تركنا لها مجالاً مفتوحاً لكل من أراد العبث بها فسنصل في يوم من الأيام وصولاً فارغاً من الأخلاق والقوة والتمكين. ويجب أن نتوجه إلى النص الإسلامي الصحيح، وأن نأخذ به وبكل عناصره في مدارسنا وفي جامعاتنا وفي إداراتنا».
وأضاف سموه: «الابتزاز له صور مختلفة، يجب أن تكون بعيدة عنا وعن أعمالنا. أنا لا أريد أن أوجِّه هنا توجيهات معينة؛ فأنتم لديكم العلم، والحملة لديها العناصر الجيدة والبناءة، وأرجو إن شاء الله من حملتكم وانطلاقة هذا البرنامج الخير الوفير، وأن نكون دائماً دعاة خير ورسل سلام للمسلمين جميعاً، وأن نحافظ على أعراض المسلمين، فالعرض ليس بعده شيء، هو الأساس؛ لذلك يقال لا تنازل عن العرض والأرض، فالأرض هي الوطن، والعرض هو ما يمس الإنسان دائماً في منهجه وأسرته وعمله».
من جانبه، أكد معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند أن تدشين سمو أمير منطقة الرياض لهذه الحملة يعني اهتمام القادة بهذه الآفة التي تشكّل خطراً حقيقياً على الشباب والفتيات. وقال معاليه: «في وطن الإسلام والسلام والأمن والإيمان والرخاء والاستقرار ينعم الجميع بالأمن الأخلاقي والعقدي والسلوكي والفكري في هذه البلاد المباركة، ويقف الجميع شامخاً عزيزاً بعقيدته ثم بولائه لولاة أمره ولوطنه؛ لذا يقف الجميع دائماً وأبداً في وجه كل معتدٍ أثيم، يريد الانقضاض على أمن الناس في عقيدتهم وفكرهم وأخلاقهم وسلوكهم. والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأجهزتها كافة والعاملين فيها يقفون موقف المواجهة لكل مبتز يريد انتهاك الأعراض والسطو على حقوق الناس وخصوصياتهم وأسرارهم ومعلوماتهم ويريد أن يبتز الآمنين على أنفسهم وأعراضهم ومعلوماتهم وخصوصيتهم؛ لأن ذلك مما دعت إليه الشريعة، وحثت عليه أن يبقى الناس في مأمن على أعراضهم ومعلوماتهم وأسرارهم. ونحن ننعم في هذه البلاد بالقيادة الراشدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يقف دائماً وأبداً في مساندة وتشجيع الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق رسالتها وأهدافها، يسانده ويعاضده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهم الله جميعاً- في قيادة هذا البلد الأمين الذي يبقى فيه الناس آمنين على عقيدتهم وآمنين في أفكارهم وآمنين على أخلاقهم وسلوكهم وأعراضهم وأموالهم في أمن وإيمان». واختتم معاليه بقوله: «صاحب السمو، الشكر لكم على حضوركم وتشريفكم الحفل الذي تنطلق فيه الحملة ضد المبتزين في حملة شموخ، التي تنطلق لمدة عام كامل في مناطق المملكة كافة، ويشاركنا فيها شركاء استراتيجيون من مؤسسات الدولة التعليمية من الجامعات ومدارس المملكة، وكذا شركاؤنا في النجاح من وزارة الداخلية وهيئة التحقيق والادعاء العام، وأيضاً إمارة منطقة الرياض والعاملون كافة في الأجهزة الحكومية التي تساند انطلاق هذه الحملة المباركة». بعد ذلك ألقت معالي مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الدكتور هدى بنت محمد العيل، كلمة صوتية قالت فيها: «في البداية يسرني أن أتقدم بالشكر لمعالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند وجميع المسؤولين في الهيئة على جهودهم في توعية المجتمع، كما أهنئهم وأهنئ نفسي على انطلاق هذه الحملة المباركة الهادفة إلى توجيه وحماية المجتمع النسائي. وتأتي هذه الحملة مكملة وداعمة لجهود جامعة الأميرة نورة وسعيها الحثيث لبناء مجتمع نسائي معتد بدينه وخدمة وطنه؛ إذ تعمل الجامعة على استشراف المشكلات التي تعاني منها الطالبات وتكثف برامج التوجيه والإرشاد، وتعزز الجانب الديني والخلقي في مناهجها وأنشطتها، وتخلق مجالات إبداعية لإشغال الطالبات بما يعود عليهن بالنفع، ويشركهن في بناء الوطن، ويحميهن من الوقوع في براثن المفسدين، وأين كان الإفساد الذي تتعرض له المرأة، سواء في دينها وخلقها وسمعتها أو في ولائها لوطنها، فإنه إفساد موجه للوطن الذي يحتاج إليها مكملة للرجل مسهمة في تنمية الوطن. ومن هذا المنطلق فإن جامعة الأميرة نورة يسعدها أن تكون شريكاً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تهيئة البيئة المناسبة للمرأة وتوعيتها وتوجيهها لمصلحة دينها ووطنها».
عقب ذلك تسلم سمو أمير منطقة الرياض درعاً تذكارياً من معالي الدكتور السند، ثم قام سموه بتكريم الجهات المشاركة، وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة الدمام، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك خالد، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وسعادة الدكتور سليمان العيدي.