باريس - واس:
استقبل فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس في باريس معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير، وأوضح معاليه في تصريح عقب اللقاء أنه نقل لفخامته تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.
ونوه معاليه بالعلاقات المميزة بين البلدين موضحاً حرص قيادتي البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات.
من جهة ثانية أوضح الجبير أن الهدنة الإنسانية في اليمن ستبدأ يوم الثلاثاء القادم وتستمر خمسة أيام.
وقال معاليه في كلمة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في باريس أمس: إن قرار الهدنة يتطلب التزام ميليشيات الحوثي وحلفائه بما فيهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والقوات الموالية له بأن تلتزم بهذه الهدنة, وأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون في عموم اليومين، وأضاف معاليه قائلاً: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- سبق وأن أمر بالإسهام بمبلغ 274 مليون دولار بجهود الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في اليمن وهذه الإضافة للمساعدة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لليمن, مشيراً إلى أنه سيكون هناك الكثير من المنظمات الأخرى والدول الأخرى التي تود أن تشارك في توزيع المساعدات في اليمن. وقال: إننا نأمل من الذين يدعمون الحوثيين يجب عليهم في هذه الفترة بأن يدعموا القادة من أجل أن ينتهزوا ويلتزموا بهذه الفرصة المهمة والمعبرة, مؤكداً أن وقف إطلاق النار لا يعني السلام وعلى جميع الأطراف أن تجد طريقها للعودة إلى طاولة المفاوضات وعليها أن تقوم بخيارات صعبة أكثر من وقف إطلاق النار.
وأعرب معاليه عن شكره لمعالي وزير الخارجية الأمريكي على استضافة وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج في باريس، وقال لقد كانت المحادثات مثمرة بشأن محادثات 5+1 المتعلقة ببرنامج النووي الإيراني. وأضاف معاليه قائلاً «كذلك أجرينا إحاطة شاملة حول الأبعاد الفنية للمحادثات فيما يتعلق باجتماع كامب ديفد وأهدافه والقضايا التي يتم مناقشتها التي لها علاقة بالتعزيز الأمني بين أمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى التعامل مع التحديات التي نواجهها في المنطقة وفي مقدمتها التدخل الإيراني في دول المنطقة، وقال نحن سعداء بهذه المحادثات التي كانت بناءة ومثمرة ونحن على قناعة بأن لدينا حالياً شعورا واضحا أكثر مما قبل بشأن ما سنناقشه أو ما سيناقشه قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال قمة كامب ديفيد والمزمع عقدها في مدينة واشنطن في 13و14 من شهر مايو الحالي».
من جانبه, قال وزير الخارجية الأمريكي: إن وقف إطلاق النار مشروط بموافقة الحوثيين بألا يكون هناك إطلاق النار أو تحريك قواتهم أو الأسلحة الثقيلة وإذا التزموا بهذه القضايا فإن ذلك سيفتح إمكانية للتمديد وإمكانية قيام العملية السياسية لحل الخلافات.. مشيراً إلى أن أي طرف يمني يجب أن يدرك بشكل واضح الحقيقة بأن هناك كارثة إنسانية، واليمنيون ينقصهم الأدوات الطبية والغذاء والوقود.
وأضاف كيري أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, بادر بالإعلان عن مؤتمر في الرياض تحت رعاية الأمم المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة يتم فيه دعوة الأطراف اليمنية كافة, وقال «نحن ندعم ذلك المؤتمر ونأمل بأن يؤدي إلى خطوات إلى الأمام من أجل التوصل إلى حل سياسي, للوضع في اليمن, ونحن ملتزمون بالعمل من أجل التوصل إلى استعادة لكافة الأطراف للمحادثات دون شرط وبشكل فوري يسمح لليمن أن يعيد عملية سياسية شاملة».
وأكد أن وقف إطلاق النار لا يعني السلام وعلى جميع الأطراف في اليمن أن تجد طريقها للعودة إلى طاولة المفاوضات, وقال نحن سعداء بأن المملكة العربية السعودية وافقت على دعم جهود الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل سلمي للوضع في اليمن, ونحن ملتزمون بالعمل من أجل التوصل إلى استعادة لكافة الأطراف للمحادثات دون شرط وبشكل فوري يسمح لليمن أن يعيد عملية سياسية شاملة. وقال: إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كانوا في مركز المصالح اليمنية الأمريكية لفترة طويلة واليوم نحن نجد أنفسنا نتعامل ونتعاون بشأن الكثير من التحديات داخل المنطقة وأنها منطقة تواجه تهديداً خاصة في هذا الوقت, وبالتالي وبحكم الضرورة ستكون لدينا مصالح مشتركة بشأن أمننا المشترك والمصالح الأخرى التي هي على المحك. وأضاف: لقد وجدنا أنه من الضرورة بالنسبة لنا أن نتمكن من أن نعلق علاقتنا وذلك بشأن سبل التعاون وأن يكون لنا تقدير أكبر على التهديدات المشتركة التي نواجهها والولايات المتحدة الأمريكية ممتنة لكون أن لها شركاء مستعدون لأن يقفوا إلى جانبها في تحالفها ضد ما يسمى بتنظيم «داعش» الإرهابي وغيرها». وأوضح أنه حظي يوم أمس الأول بمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان لديه القرار بوقف إطلاق الناركاملاً في اليمن لمدة خمسة أيام, والذي أكدنا عليه اليوم من باريس.
وفي الشأن النووي الإيراني, قال كيري: إن الجهود الرامية لإيجاد حل دبلوماسي لبرنامج إيران النووي لا ينبع من أي تخفيف من دواعي قلقنا بشأن هذه الأحداث الأخرى في المنطقة التي تؤدي إلى عدم الاستقرار, حيث بات واضحا بأنه من الأسهل أن نتعامل مع هذه الأحداث بإمكانية وجود سلاح نووي تم القضاء عليه بالمعادلة المتعلقة بالتحديات التي نواجهها». وأضاف كيري: نحن ركزنا وبشكل كبير ومستمر بشأن التحديات التي نواجهها مما يسمى بتنظيم «داعش» الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية ومعاً نحن نعتقد بأننا نحرز تقدما حقيقاً, وإننا نجتمع اليوم بالإضافة إلى الأسباب التي تحدثنا عنها لأنه يتعين على الجميع أن يجتمع لنواجه هذه التحديات الجديدة في هذه اللحظة التاريخية والرئيس باراك أوباما يفهم حق المعرفة ما هو على المحك».
وقال وزير الخارجية الأمريكي «سنقوم بصياغة المزيد من الالتزامات التي ستخلق بين أمريكا ومنطقة الخليج سهماً أمنيا جديداً وكذلك مبادرة أمنية جديدة ستتجاوز كل ما كان في السابق وتجعلها مطلبا من شركائنا أن يعملوا معنا وهم سيسهمون ونحن سنسهم، ولم يعد الأمر من ناحية واحدة وإنما من الناحيتين. وأضاف أن هناك مصالح مشتركة يجب التعامل معها لذلك فإننا معاً نعزز المعارضة في سوريا ضد «داعش» وضد النظام الذي ارتكب ونظم مجهوداً للتعذيب بشكل عام واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه وأسقط القنابل المتفجرة على النساء والأطفال والمشافي والمدارس ومنع الناس من الحصول على الغذاء وكذلك المساعدات الإنسانية والطبية. وبين كيري أن في قمة كامب ديفيد ستتبلور هذه الأفكار بالشكل الذي سيعزز مقدرتنا في الاستجابة لاحتياجات شعبينا وكافة الشعوب التي ترغب في مستقبل خال من الإرهاب خال من الإكراه خال من العنف مستقبل تعكسه الفرص التي يوفرها عالمنا المتمثلة في السلام وذلك ما نعمله وسنواصل العمل من أجله.