القاهرة - الجزيرة:
تستأنف آلية الحوار الوطني بالسودان، المعروفة اختصارًا بـ (7+7)، اجتماعاتها، اليوم السبت، بقاعة الصداقة بالخرطوم، وذلك بعد التوقف الذي فرضه جدول العملية الانتخابية التي جرت مؤخرًا بالبلاد. وكان عدد من قيادات القوى السياسية المكونة لحكومة الخرطوم، أو التي في جانب المعارضة من الأحزاب المختلفة، قد أكدوا من قبل على استئناف نشاط الآلية عقب انتهاء الانتخابات التشريعية والرئاسية بالبلاد، مشيرين إلى أن الحوار الوطني هو خط استراتيجي، ويعد الوسيلة الوحيدة لحل المشكلات التي تواجه السودان.
وسبق أن أعلنت آلية الحوار الوطني بالسودان عن إجماع سياسي وحزبي كاملين على أهمية الحوار الوطني وتفعيل آلياته في المرحلة القادمة، وذلك عبر اجتماع التأم مؤخراً، أكد على قيام الحوار بإرادة داخلية وطنية باعتباره مطلباً شعبياً. وكشف الأمين السياسي بحزب المؤتمر الشعبي، عضو آلية الحوار الوطني، كمال عمر عن اجتماع عقدته الآلية مع عدد من الأحزاب أمنت جميعاً على الموقف الموحد لقيام الحوار بإرادة داخلية.
واتفقت أحزاب سياسية بالسودان على أن قطاع الشمال ومتمردي الجبهة الثورية لم يقرءوا الواقع السياسي الداخلي جيداً، وأنهم يسعون للتقوية بأحزاب داخلية عبّر عنها اتفاق «نداء السودان» بالطموحات الشخصية والبحث عن الوزارات. وقال عمر «نحن في أمس الحاجة لحوار حقيقي يجمع كل الأحزاب لقضايا تطاول حلها»، وأضاف أن تباين المواقف من حزب لآخر أدى لتعطيل قضايا الحوار، ونريد أن نعرف الآن ماذا بعد الانتخابات». وأشار عمر إلى أن حزبه قدم شرحاً وافياً للموقف من قضايا الحوار في كل ولايات السودان، ولمس رغبة حقيقية وشعبية لأهمية الحوار السياسي، وأوضح أن الحوار أنجز القضايا الأساسية في خارطة الطريق، بما فيها اللجان والشخصيات القومية مشيراً إلى أن هنالك العديد من المحاولات التي تحاول إضعاف الحوار وهي معلومة لدينا.
من جانبه قال عضو الوفد الحكومي لمفاوضات المنطقتين، حسين حمدي، إن الحركة الشعبية وتحالف الجبهة الثورية كانوا يعتقدون أنهم سيحققون نصراً عسكرياً وأرادوا أن يوقفوا الانتخابات بالعنف ولم يستطيعوا. وأكد حمدي أن الانتصارات الأخيرة لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة، يجب أن تجعل الحركة الثورية تغير منهجها التكتيكي، وتوقع أن تستفيد الآلية من تجارب الجولات السابقة في تأسيس منهج جديد خاص بالتفاوض، وأضاف «تطاول أمد المفاوضات وعدم إحراز الآلية الأفريقية نتائج خلال الجولات الماضية يجعلها أكثر حرصاً على التفاوض مستقبلاً». وأشار حمدي إلى أن المؤتمر التحضيري الذي تم الاتفاق عليه مع أمبيكي، باعتبار أن الحوار الوطني يشمل جميع الأحزاب، وضع له قطاع الشمال العديد من العراقيل التي حالت دون قيامه.