من بين الحلول اللافتة التي صدرت من وزارة التعليم للتعامل مع الحالات الطارئة - كما حدث أثناء عاصفة الحزم - برزت الحلول الإلكترونية والفصول الافتراضية التي تسهم في تعويض ما قد يفوت من حصص دراسية على الطلبة، وبالتالي تمكنهم من أداء الاختبارات بكل يسر وسهولة لاحقاً، فكان لا بد من تدريب المعلمين والمعلمات على توظيف تقنيات التعليم عن بُعد، ليتمكنوا من إلقاء دروس إلكترونية للطلبة في كافة المواد الدراسية ومتابعتهم في مدارس الحد الجنوبي تحديداً، والتي علَّق عليها وزير التعليم عزام الدخيل، قائلاً: مع المعلمين والمعلمات للقيام بواجباتهم الوطنية، مؤكداً أنه حتى مع تعليق الدراسة، التعلّم لا يحده الزمان والمكان.. وقد قدم المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعلم عن بُعد دورات تدريبية لمدارس الحد الجنوبي، حيث أفاد مدير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد سعادة الدكتور - عبد الله بن محمد المقرن قائلاً: إشارة إلى قرار معالي وزير التعليم د.عزام الدخيّل بتقديم موعد الاختبارات النهائية لمدارس الحد الجنوبي للعام الحالي, وبحسب توجيه معاليه بالعمل على إفادة معلمي ومعلمات المدارس في الحد الجنوبي بما يرفع الكفاءة التعليمية، ويزيد من رصيد المعرفة، قامت الوزارة ممثلة في المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، بإعداد برنامج للتدريب عن بعد يهدف لإفادة المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات في المدارس المعنيّة، وإكسابهم المعلومات والمهارات في مجال التعلم الإلكتروني من خلال إعداد 223 دورة تدريبية عن بعد تقدم عبر الفصول الافتراضية, ويشارك في تقديمها 27 مدرباً ومدربة من أصحاب الاختصاص.
وأوضح المقرن أنه تم التنسيق مع إدارات تعليم جازان, وعسير, ونجران, وصبيا, وسراة عبيدة, لإدخال بيانات أكثر من (16746) من منسوبي الوزارة، في نظام جسور التعليمي الخاص بالمركز وتوزيعهم على الدورات التدريبية التي انطلقت الأسبوع الماضي وتستمر مدة 8 أسابيع.
وتابع المقرن أنه إلى يوم الاثنين 15 رجب قدمت 29 دورة تدريبية, وشارك فيها ما يقارب 4000 متدرب ومتدربة من المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات.
مشيراً إلى أنه سخَّر المركز قنوات عدة للتواصل مع المعلمين والمعلمات عبر الإيميلات وتويتر ومركز «سنيد» للاتصال الموحد لخدمة المستفيدين.. كما أظهرت هذه الدورات التدريبية مدى الإقبال الكبير وشغف المعلمين والمعلمات لهذا النوع من التدريب, ومدى تأثيره في زيادة الرصيد المعرفي مع استغلال مثل هذه الفرص، بالرغم من أن عدداً منهم كان يطالب بتقديم إجازته أسوة بالطلاب والطالبات.
وقد تلقى مركز الاتصال ما يقارب 6320 استفساراً وطلب دعم فني عبر قنوات التواصل خلال الأسبوع الأول فقط، ويواصل المركز الوطني تقديم هذه الدورات صباحاً ومساءً، خلال أيام الأسبوع.. وعدّد المقرن بعض الدورات المقدمة من أمثلة:
تصميم وإنشاء قناتي التعليمية على اليوتيوب، استخدام الآيباد في التعليم، شرح وتقديم الدروس.
كيف تكون معلماً إلكترونياً، استخدام الشبكات الاجتماعية في التعليم، تطبيقات قوقل للمبتدئين.
وبدوره قال مدير عام الخدمات والحلول الإلكترونية بشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور خالد بن محسن الحازمي: تزامناً مع الأحداث القائمة في الحد الجنوبي من المملكة العربية السعودية وتعليق الدراسة في العديد من المدارس، أقامت شركة تطوير للخدمات التعليمية العديد من البرامج البديلة كحلول مساندة للميدان التعليمي، من أبرز هذه البرامج: تدريب معلمي ومعلمات الحد الجنوبي على توظيف تقنيات التعليم عن بعد والذي أُقيم في تاريخ 5-4-2015م واستمر لمدة خمسة أيام على فترتين، لكي يستفيدوا منها في إعداد وتقديم الدروس الإلكترونية لأبنائنا الطلاب والطالبات في الحد الجنوبي بشكل ممتع وجاذب حسب المعايير التربوية التعليمية، مشيراً إلى أنه قد فُتح خط ساخن للتواصل والتنسيق مع المسؤولين في كل من إدارات التعليم بالحد الجنوبي، وعيّن من خلاله منسقو اتصال يمثّلون المعلمين والمعلمات، ووضع آلية لذلك.
وتابع الحازمي إلى أنه تم ترشيح (150) معلماً ومعلمة من قِبل إدارات التعليم، ووضعت لهم خطة زمنية لبرنامج التدريب وحددت ساعات البرنامج التدريبي وفتراته، وإشعار كل متدرب بمواعيد التدريب، وطريقته، والاحتياجات المطلوبة.
وأشار الحازمي إلى أنه شكّل فريقاً لإعداد الحقائب التدريبة وتجهيزها، شملت نبذة عن التعليم الإلكتروني وأنواعه، والتصميم التعليمي، ومعرفة البرامج المشغلة للفصول الافتراضية وتدريب المرشحين بعد توزيعهم على شكل مجموعات على البرنامج المستخدم لتقديم الدروس الافتراضية وخواصه وأدواته بشكل فردي وجماعي، مع تبادل بيانات التواصل بين المتدربين والمدربين، ولسهولة التواصل أُنشئت قروبات للتواصل والإجابة على الاستفسارات.