إني أرى ما لا ترى العينانِ
ويشدني عبق بكل مكانِ
ليس البخور ولا الشميم، ولم أجد
نكهاته في الورد والريحانِ
من ههنا أو من هنا بل إنه
من كل صوب جاءني - يغشاني
ورأيت شيخا في الصفاة يضمه
رجل - بكل حفاوة..، وحنانِ..!!
فسألت من هذانِ..؟ قيل: هما، هما
سلمانُ والتاريخ - يعتنقانِ..!
* * *
أنا شاعر لا أنحني بقصائد
ممهورة بالزور والبهتانِ
سلمانُ في قصر المربع قائم
يجني من الآثار - حكمة باني
سلمانُ في الدرعية انطلقا معا
من مجدها لبناء مجد ثاني
سلمانُ من وادي حنيفة عائد
للتو - يسحبُ واسع الاردانِ
ملك من التاريخ صاغ خطابه
ليقيم مجدا ثابت الأركانِ
يملي، ووالده المؤسس حاضر
في كل بادرة، وكل بيانِ
أرسى قواعدَه على منظومةٍ
عُظْمَى من التارِيخِ، والفُرقانِ
وَسَقَى الرياض، مع الجهاتِ بحُبِّهِ
فَأَحَالَها - ثمراً على الأغصانِ
* * *
سلمانُ.. صاحبة الجلالة عشقه
ويصون ساحتها - بكل تفاني
مرآته الأخرى.. يزيل غبارها
ويظل يصقلها - إلى اللمعانِ
يحنو على الكتاب فهو صديقهم
ويسوسهم - بمشاعر الإنسانِ
ويقيم للأدباء وزنا - راجحا
ويزيد للشعراء - في الميزانِ
كنت انطفأت، وغاب وهج قصائدي
في لجة الإهمال، والنسيانِ
واليوم سوف أعود - خلف نصيرنا
لأشب شمسَ بلاغتي، وبياني
هذا هو الملك المتوج - قارئا
ومؤرخاً - في السر، والإعلانِ
فلترقصي يا أبجديتنا التي
حظيت - بهذا العاشق المتفاني
* * *
سلمانُ في رتل المسيرة قائد
متوشحٌ بالعدل، والإحسانِ
أسدٌ تمرس في السياسة.. صاغه
بيتُ الملوكِ، وَمَنْجَمُ الشجعانِ
جاءت تبايعه البلاد - بقضها
وقضيضها - مصحوبةً بـ (رهانِ)
سيقودنا سلمانُ نحو مدارج
علوية - بمشيئة الرحمنِ
في وجه قائدنا الوضيء ملامح
للعز.. والمضمون في العنوانِ
تَسَوَدُّ أحداثُ الزمان، وموطني
رَغَدٌ وبيتُ تلاحمٍ..، وأمانِ
بوركت يا وطنا - بقادته - استوى
وبأهلهِ - متماسكَ البنيانِ
وإذا تضامن عاهلٌ، ورعيَّةٌ
صَهَلَتْ خيولُ النصر في الميدانِ
* * *
سلمانُ يا أمل العروبة إنني
ثملٌ بكأس النصر حين سقاني
بِمُحَمّدينٍ شَدَدْتَ أَزْرَكَ - هَاهُمَا
قَمَرَانِ.. لكنْ في الوغى سيفانِ
فوليُّ عهدكَ فارسٌ متوثبٌ
بالأمنِ يغرسُ أرضنا - كَجِنَانِ
ووليُّه عند الحدود مرابطٌ
بالعزم يحمي دولةَ القرآنِ
سَيُسجِّلُ التاريخُ أنك رائدٌ
لعروبةٍ - في هيبةِ الإيمانِ
حلمُ العروبةِ في التوحد ماثلٌ
بيديكَ.. حين وقفتَ للعدوانِ
حَرَّكَتَ عاصفةً، فهَبَّ هبوبُها
بالحزم ضدَّ كتائب الشيطانِ
وحشدتَ أنصار العدالة حولنا
وقطعتَ رأسَ الذُّلِّ، والخذلانِ
وأعدتَ لليمن السعيد رجاءه
بشفائه من لدغة الثعبانِ
وَنَسَفْتَ أحلامَ العميلِ، وفاسدٍ
خان العهودَ، ودولةِ الخُسرانِ
ورفعتَ تاجَ الفخر فوق رؤوسنا
وبعثتَ مجدَ القادسية ثاني
وإذا تطاول (يزدجرد) فإننا
أحفادُ (سَعْدٍ) كيف يلتقيانِ..؟!
* * *
يا خادمَ الحرمين أنت المرتجى
- فينا - لردعِ الظُلْمِ، والطغيانِ
دُوَلُ الْجِوَار تفاقمتْ أوضَاعُها
وتُريدُ عاصفةً - بدونِ تَوَاني
إِنْ لم يَكُنْ جارٌ لجارٍ حامياً
ما قيمةُ الجيران للجيرانِ ..؟!
فاصعدْ - بنَا - نحو الذُّرى يا ذُخْرَنا
وَكُنْ النصيرَ لسائر الأوطانِ
واجعلْ عَدوَّكَ مثل نِمْسٍ هاربٍ
متراعدٍ - خوفاً من الطوفانِ
وأعدْ إلى اليمن المناضل حكمةً
ليظلَّ إيمانُ القلوبِ يماني
- شعر/ حمد بن أحمد العسعوس