أصيلٌ نماه أصيلُ الحسبْ
وغذّاه ثديُ العلا المُنْتَخبْ
وكلُّ أصيلٍ إذا ما دعتْه
دواعي المروءةِ قال: وجبْ
وكلُّ أصيلٍ أخو همّةٍ
ويدنو من النّجمِ إمّا وثبْ
وذلك سلمانُ ليثُ الفِدا
أعادَ إلى العُربِ مجدَ العربْ
بعاصفةِ الحزمِ ردَّ البُغاة
توقّفَ زحفُ الخنا وانسحبْ
وكم طال عهدُ المذلّة حتّى
حسبنا دمَ الحزمِ فينا نضبْ
وحتى حسبنا الشهامة ماتتْ
وواروْها في القبرِ تحت التُرَبْ
ولكنّ سلمانَ شهمٌ جسورٌ
حديدُ الفؤادِ إذا ما وثبْ
يهُبُّ ككلِّ أبيٍّ غيُورٍ
ليدفعَ زيْغَ دعاةِ الرّيبْ
فأنعشَ فينا الرّجاءَ القديمَ
وأيقظَ حُلمًا لنا مُستَلبْ
تطاولَ أحفادُ كسرى وربَّوْا
هنا أو هنالك ألفَ ذنبْ
وأعشاهمُ الحقدُ حتى بدا
لهم في بلاديَ ألفُ أَرَبْ
هناكَ همُ في العراقِِ وفي الشامِ
حيث المنايا وحيث العطبْ
وفي يمنِ السّعدِ بَثوا دعِيّاً
فعاث، وقتّلَ، ثم ّ انتهبْ
همُ - حيثُ كانوا - دُعاةُ ضلالٍ
يشبّون فينا جحيمَ اللّهبْ
لقد شوّهوا الدّينَ منذ دهورٍ
حشَوْه بحقدٍ وزيفٍ وسبّ
ولم ينسَ كسرى فتىً يعربيّاً
وبين يديْه سوارا ذهبْ
سِوارا أبيه القديمِ، وتاجُ
الملوك العظامِ، وعزُّ النّشبْ
وأُنسيَ ذكرَ الذينَ هدَوْهُ
إلى نورِ حقٍّ عليه انسكبْ
لقد كان في ظلمة الجهلِ يحيا
وعنه ضياءُ الهدى مُحْتَجبْ
فجاء بنو العُربِ في كفِّهم
مشاعلُ نورٍ لمنْ قد رغبْ
ولكنّ أهلَ الجحودِ نسُوا
فضائلَ قوميْ، فيا لَلْعجبْ!
فما وقّروا للّنبيِ صِحابًا
فسبُّوا الذينَ اصطفى وانتخبْ
وعادوا مجوسًا يريدون ثأرًا
يريدون سفكَ دماءِ العربْ
فخورٌ بقومي، وما الفخرُ أني
تبدّلتُ بالدّينِ هذا النسبْ
ولكنّ قوميَ همْ حاملوه
بهم عزّ شأنًا، بهم قد غلبْ
وأحمدُ منهم، وما أنجبتْ
نظيرًا لأحمدَ أُمٌّ وأبْ
لعاصفةِ الحزْمِ مني التّحايا
وسدّدَ ربيَ سيفًا ضربْ
وعجّل للجندِ فتحًا قريبًا
وهيّأ للنصرِ كلَّ سببْ
- شعر/ أ.د. وليد قصّاب