الرياض - أسامة الزيني:
فيما يعد انتصاراً دبلوماسياً كبيرا، نجحت الخارجية السعودية في انتزاع قرار مجلس الأمن رقم 2216 بحظر الأسلحة على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بأغلبية 14 صوتاً، ونص القرار الدولي على فرض عقوبات تمثلت في تجميد أرصدة وحظر السفر للخارج، طالت زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وأحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس المخلوع، والقائد السابق للحرس الجمهوري اليمني، لاتهامهم ضمن آخرين من قبل المجلس بـ»تقويض السلام والأمن والاستقرار» في اليمن. في حين جدد القرار تأكيده على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعا أيضا جميع الأطراف اليمنية إلى المشاركة في مؤتمر من المقرر عقده في الرياض تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي.
وجاء قرار مجلس الأمن داعما لإعلان قوات التحالف بدء مرحلة «إعادة الأمل» المواجهة النوعية التي تتكامل فيها العمليات العسكرية من جانب دول التحالف، بعد أن قوضت «عاصفة الحزم» نحو 98% من القدرة الصاروخية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، ودمرت معظم آلياتهم الثقيلة، وإزالة التهديدات وفرض السيطرة الجوية على المجال الجوي اليمني لمنع أي تهديدات محتملة للمملكة أو دول الجوار، مع جهد سياسي ودبلوماسي لدفع اليمن نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار وإعادة الإعمار.
وكانت 15 دقيقة كافية أمام نحو 185 إلى 215 طائرة مقاتلة، وفق أرجح التقديرات، دفع سلاح الجو السعودي بـ100 مقاتلة منها، للهيمنة على أجواء اليمن، تمهيداً لتقويض الدفاعات الأرضية لمليشيات الحوثيين وأطراف ممالئة في الداخل اليمني، مثلت مجتمعة قوة انقلاب على الشرعية، احتلت قصر الرئاسة في صنعاء واحتجزت الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، فيما كانت سفن حربية من مصر والسعودية تضرب طوقاً على السواحل اليمنية، لمنع أي إمدادات بحرية يمكن أن تصل إلى قوات التمرد الحوثي، مع تأهب لقوات برية قوامها 150 ألف مقاتل سعودي على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن، لتأمينها، واستعداداً لأي اجتياح بري يمكن أن يصدر به أمر من قيادة قوة التحالف المشترك لـ»عاصفة الحزم» الاسم الذي أطلق على العملية العسكرية التي انطلقت في الثانية صباحاً بتوقيت السعودية من يوم الخميس 26 مارس 2015 وشارك فيها إلى جانب السعودية قوات من كل من: الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن ومصر والسودان والمغرب، مع دعم لوجستي واستخباراتي من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأسفر أكثر من 2500 طلعة جوية، انطلقت من جميع القواعد العسكرية بالسعودية، ودول التحالف، على مدار 27 يوماً عمر «عاصفة الحزم»، عن شل حركة المتمردين، وقطع إمدادات السلاح، وتدمير ما في حوزتهم من قواعد عسكرية وطائرات حربية وصواريخ بالستية زودتهم بها طهران، عبر الموانئ البحرية، على مدار الأعوام الماضية، الإمدادات التي شهدت تكثيفاً كبيراً قبيل بدء العمليات العسكرية عبر 14 رحلة جوية بين اليمن وإيران، جرى التوقيع عليها قبل الحرب بنحو شهر واحد.
وأعادت المملكة العربية السعودية الأمور بهذه العملية العسكرية التوازن العسكري والسياسي، كما أعادت الأمور إلى نصابها، ليس في اليمن وحسب، بل في الشرق الأوسط الذي عانى كثيراً في السنوات الأخيرة من التمدد الإيراني وتدخلات طهران في شؤون دول المنطقة، وإثارتها القلاقل، فضلاً عن تكشف وجود عناصرها المسلحة ممثلة في أفراد الحرس الثوري على الأرض في كل من سوريا والعراق، أو العناصر الموالية لها ممثلة في أجنحتها العسكرية في لبنان ممثلة في «حزب الله»، وأخيراً في اليمن ممثلة في جماعة الحوثي.