لا تزال اليمن حبلى بالخيرات فما تحتضنه أرضها في باطنها كفيل بإنعاش اليمن وتحويلها إلى درة الشرق الأوسط فكل يوم تؤكد الأرقام المؤكدة أن اليمن غنية بينما تشير أرقام الفقر والبطالة إلى أن اليمن من أفقر الدول في العالم، ورغم ذلك فاليمن غنية بثرواتها وتمتلك قدرات وعوامل تفتقر إليها اكبر واغني دول العالم ولكن لم توظف.
وتعد المعادن أحد أبرز الثروات المنسية في اليمن والتي لم توظف توظيفاً كاملاً باعتبارها ثروة كفيلة بتحقيق الرخاء الاقتصادي وقلب معادلة الفقر والتعاسة إلى القوة والثراء والرخاء الاقتصادي، حيث أكد رئيس جمعية منتجي ومصدري الرخام والجرانيت أحمد الشليف بأن اليمن يمتلك أكبر مخزون احتياطي من الرخام على مستوى الشرق الأوسط، وهو أجود أنواع الرخام على مستوى العالم، لميزتين اثنتين ينفرد بهما على الرخام الموجود في كل دول العالم وهما: القوة والصلابة، ووجوده في اليمن بألوان مختلفة ومتنوعة تتراوح ما بين (عشرة إلى خمسة عشر لوناً).
وكشف عن امتلاك اليمن 21 مليار متر مكعب حجم الاحتياطي المكتشف من المعادن الصناعية التي يحتويها (197) موقعاً موزعة على عدد من المناطق في اليمن.و14مليار متر مكعب هو الحجم المكتشف من احتياطي مواد مهمة عالية النقاوة من معادن اللفت والبازلت والدولاميت تم اكتشافها في 130 موقعاً.-بالإضافة إلى وجود أكثر من 40 موقعاً للذهب والفضة في اليمن، وباحتياطي مشجع ومغرٍ في الوقت نفسه وبنسب مرتفعة في كثير من المواقع المكتشفة.كما أشار انتشار تمعدنات الزنك والرصاص بشكل واسع في اليمن خاصة في صنعاء وشبوة وحضرموت وبدرجات تركيز عالية. وقال يزخر اليمن بتواجد الحديد والتيتانيوم والفناديون في منطقة بمحافظة مأرب بنسبة تركيز 94 % أكسيد حديد، ويقدر احتياطي الخام في منطقة مكيراس في البيضاء 860 مليون طن بدرجة تركيز 15.55 % حديد و46 مليون طن تيتانيوم بنسبة 5.3 أكسيد تيتانيون و150 ألف طن فناديوم بنسبة 0.02 % أكسيد فناديوم.وحول الخامات الموجودة في صعدة أوضح الشايف إلى أن ألف طن احتياطي الخام في منطقة صعدة بنسبة تركيز 34 % حديد، وفي منطقة صباح البيضاء 800 ألف طن بنسبة 74 % أكسيد حديد، وفي منطقة مورا 53.8 مليون طن بنسبة تركيز 12 % حديد، و4.4 % أكسيد تيتانيوم وهي مناطق مفتوحة.وفي مقابلة تنشرها صحيفة الجمهورية اليوم أشار الشليف إلى أن الجبس يتواجد بكميات تجارية في محافظات: الحديدة، شبوة مأرب، ويقدر احتياطي اليمن من الجبس بـ 4.6 بليون طن، وبنقاوة بنسبة 97.5 %، وكذا يوجد الرخام بمحافظات تعز ، حجة، مأرب، أبين، وصنعاء باحتياطي مليار متر مكعب، إلى جانب 500 ألف متر مكعب احتياطي صخور الترافرتين في صنعاء وإب.. وتبين الدراسات توفر الخامات الأساسية لصناعة الخزف والسيراميك وبكميات كبيرة، حيث تتواجد معادن الفلدسبار في حجة وأبين باحتياطي أكثر من 23 مليون متر مكعب، وتنتشر الأطيان الصناعية في عدة محافظات باحتياطي أكثر من 120 مليون متر مكعب.. كما تشير الدراسات الاستكشافية إلى وجود أكثر من ستة مليارات احتياطي الرمال الزجاجية في عدة مناطق، واحتياطي أحجار الجرانيت والجابر و بـ 1.6 مليار متر مكعب، واحتياطي يقدر بـ13 مليون متر مكعب من الكوارتز، فضلاً عن 75 مليون متر مكعب احتياطي خام الزيولايت، فيما يصل احتياطي الصخور البازلتية أكثر من 121 مليون متر مكعب، و345 مليون متر مكعب احتياطي صخور الأجنمبرايت والتف.. وكشفت الدراسات وجودكثر من 1.7 بليون متر مكعب احتياطي خام الخبث البركاني (أسكوريا) بمحافظات: صنعاء وذمار ومأرب وأبين وعمران وشبوة، إضافة إلى الكاؤلين باحتياطي أربعة ملايين متر مكعب، وأكثر من 335 مليون متر مكعب احتياطي صخور البرلايت ومليار متر مكعب للبيوميس. وحول الزجاج البصري أضاف أن الدراسات تشير إلى مستقبل واعد لصناعة الزجاج والبصريات في اليمن، نظراً لوفرة رمال السيليكا التي تعتبر المادة الخام الرئيسة في صناعة الزجاج وبمواصفات عالية باحتياطي يقدر بستة مليارات متر مكعب، بالإضافة إلى تواجد الملح الصخري باحتياطي يقدّر بـ 390 مليون متر مكعب.
وحول صناعة الإسمنت قال بان ما تمتلكه اليمن من احتياطي المعادن الصناعية الخاصة لصناعة الإسمنت يؤهلها لتصبح الدولة الأولى في إنتاج وصناعة الإسمنت على مستوى الشرق الأوسط، ويختلف الإسمنت من منطقة إلى أخرى بحسب خاماته، وللعلم أي إسمنت مقاوم للرطوبة خاماته موجودة عندنا، وأهم المواد الموجودة: الحجر الجيري ويتواجد بنسبة 70 - 80%، والأسكوريا والطين والجبس والحديد.وحول الذهب أكد بان قطاع الذهب غني ولم ينقب عن الذهب حتى سوى 10% فقط مشيرا بان الذهب يتواجد بشكل رئيسي في وادي مدم في منطقة الشحر بحضرموت بنسبة عالية في الطن الواحد 16جراماً من الذهب. كما يوجد أيضاً في الجوف ومأرب وحجة والبيضاء، وللأسف قطاع المعادن لم يبحث عنه سوى 10 %.وأكد بان المعادن الثقيلة في الرمال توجد العديد من مواقع الرمال السوداء الحاوية للمعادن الثقيلة التي تدخل في العديد من الصناعات كصناعة هياكل الطائرات، وصناعة السيراميك والأدوات الصحية، والحراريات، ومواد الصنفرة، على طول ساحلي البحر العربي والبحر الأحمر، حيث يصل احتياطي الرمال السوداء الحاوية للمعادن الثقيلة إلى حوالي 500 مليون طن. وتعد مواقع الرمال السوداء من الفرص الاستثمارية الواعدة، نظراً لاحتوائها على نسبة مشجعة من المعادن الاقتصادية، وتواجدها بالقرب من الموانئ البحرية.مؤكدا بان قطاع المعادن في اليمن هو القطاع الواعد وهو طوق النجاة لاقتصادنا المهدد، وهو ثروة لم تستغل، ويمكننا أن نسميه القطاع اليتيم؛ لأن ذلك هو حاله وجوداً وواقعاً؛ ثروة هائلة كثيفة التنوع وعالية القيمة ولكنها يتيمة منسية تشكو الإهمال والتجاهل.