تشهد المملكة وللمرة الأولى انعقاد مؤتمر التميز في تعليم وتعلم العلوم والرياضيات الأول، الذي يقام برعاية معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل، في جامعة الملك سعود.. وللحديث عن هذا المؤتمر المهم كان هذا الحوار مع الدكتور فهد بن سليمان الشايع مدير مركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات بكلية التربية بالجامعة الجهة المنظمة للمؤتمر..الرياض:2 مايو 2015
• لماذا اختار المركز فكرة إقامة مؤتمر التميز في تعليم وتعلم العلوم والرياضيات للمرة الأولى في المملكة؟
- مركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات بجامعة الملك سعود أحد المراكز المدعومة من وزارة التعليم العالي ضمن برنامج مراكز التميز البحثي المرحلة الثانية. ويعد بيت الخبرة الوحيد في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط المتخصص في تعليم العلوم والرياضيات. وعقد المركز عدداً كبيراً من الفعاليات منذ تأسيسه وحتى الآن، حيث يكمل عامه الثامن مع نهاية 2015، مثل الندوات والورش العلمية، تنوعت ما بين المحلي والدولي. وفكر المركز في إقامة مؤتمر دولي كبير في مجال تخصصه تنظم فعالياته كل عامين في ذات التوقيت بداية شهر مايو في الأعوام الفردية، فكان هذا المؤتمر.
وبعد إقرار عقد المؤتمر تم دراسة العديد من الموضوعات المهمة في هذا المجال، واختير «STEM» العلوم والتقنية والهندسة الرياضيات كعنوان للمؤتمر، فهذا التوجه هو الأحدث في تخصصنا، ولا يخلو مؤتمر عالمي متخصص إلا من وجوده كمحور مهم.
وتتناول موضوعات المؤتمر ثلاثة مجالات أساسية؛ أولها توجه العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، حيث يتم خلال هذا المحور استعراض الممارسات والتجارب الإقليمية والعالمية المتميزة في مجال «STEM»، إصلاح وتجديد التعليم العام، تطوير المناهج الدراسية للعلوم والرياضيات، وإعداد معلمي العلوم والرياضيات وتطويرهم المهني، وتقويم تعليم العلوم والرياضيات.
أما المجال الثاني فيحمل عنوان «تعلم وتعليم ومناهج العلوم والرياضيات»، ويضم أربعة محاور وهي: توظيف التقنية والمصادر الإلكترونية في تعلم وتعليم العلوم والرياضيات، تعلم وتعليم العلوم والرياضيات، إعداد معلمي العلوم والرياضيات في مراحل التعليم العام وتطوير أدائهم المهني، والتطوير في مناهج العلوم والرياضيات. فيما يناقش المجال الثالث البحوث الإجرائية والتجارب الميدانية في تعلم وتعليم العلوم والرياضيات، ويستهدف هذا المجال الممارسين في الميدان التربوي من المعلمين والمشرفين والقيادات التربوية.
• بصفتك رئيس اللجنة المنظمة، كيف تم الإعداد للمؤتمر؟ وماذا عن فعالياته العلمية والمعرض المصاحب؟
- ركزنا في الإعداد للمؤتمر خلال ما يقارب العام على التكامل، وألا ينحصر في استهداف الأكاديميين فقط، بل يستهدف ويربط ثلاث فئات رئيسة وهم: الأكاديميون والمتخصصون التربويون أو في مجال التخصصات العلمية، وطلاب الدراسات العليا، والعاملون في الميدان التربوي والتعليم العام سواء الممارسين من المعلمين أو المشرفين أو أصحاب القرار في وزارة ومؤسسات التعليم.
ويتضمن المؤتمر الذي يقام في مقر الجامعة بالرياض، على مدار ثلاثة أيام، خلال الفترة من 16-18 رجب 1436هـ الموافق من 5-7 مايو 2015م، عدداً من المحاضرات الرئيسة، يحاضر فيها ستة محاضرين وخبراء دوليون وإقليميون ومحليون تم اختيارهم بعناية من الأكاديميين والممارسين، من الولايات المتحدة وكندا لبنان ومصر والسعودية.
وهناك أيضاً مجموعة من الجلسات العلمية التي تم اختيار الأبحاث والأوراق العلمية التي ستعرضها خلالها من بين 142 بحث تقدموا للمشاركة في المؤتمر، 86 منها بحث علمي أكاديمي، 17 بحثاً إجرائياً، 21 ممارسة ميدانية. قبل منها 73 مشاركة.
إضافة إلى 13 ورشة علمية مصاحبة يقدمها الـ»6» خبراء الدوليين والإقليميين والمحليين الذين يتحدثون في المحاضرات الرئيسة، ومعهم خبيران من بريطانيا، وعدد من البارزين في الميدان التربوي المحلي.
بجانب معرض علمي مصاحب يتم عن طريق الراعي الرسمي للمؤتمر شركة تطوير للخدمات التعليمية وهو أشبه بالمركز العلمي المتنقل ضمن برنامج الشركة الرائد للمراكز العلمية، وموقعه في بهو الجامعة، وسيتم من خلاله تقديم العديد من الأنشطة، وتجارب علمية مبسطة لتوضيح مجال«STEM»، ومن المتوقع أن يزوره عدد من المدارس.
• ما الذي تأملونه من نتائج وتوصيات عن المؤتمر من الناحية التعليمية والعلمية؟
- نأمل أن يخرج المؤتمر بعدد من التوصيات والرؤى التي تسهم في تطوير التعليم في المملكة بشكل عام والعلوم والرياضيات خاصة. مع تسليط الضوء على الاتجاهات الحديثة في مجال العلوم والرياضيات، تبادل الخبرات، نقل التجارب، والتقاء المتخصصين والممارسين. حيث يشهد المؤتمر مشاركة دولية وخليجية وعربية وسعودية واسعة للأكاديميين والمتخصصين والتربويين وأصحاب القرار في وزارة التعليم وإدارات التعليم الصديقة للمراكز وفيها 23 إدارة تعليم وغيرهم.
* ما طموحكم في المستقبل القريب بالنسبة للمركز؟
- نطمح إلى إحداث الأثر في التطبيق والميدان التربوي في تعليم العلوم والرياضيات، وتجاوز الأثر في المجال النظري.
وفي هذا السياق نجح المركز في الأربع سنوات الماضية بالتعاون مع وزارة التعليم في مشروع تقييم مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية في التعليم العام، والتطبيق الميداني للمشروع وأداء المعلمين والتطوير المهني لهم، وقد استفادت الوزارة من هذا المشروع في التطوير الجزئي للكتب.
كما أن هيئة تقويم التعليم العام أوكلت للمركز مشروع بناء معايير لمناهج المواد التعليمية في المملكة.
• من وجهة نظرك وبعد ما يقارب ثمانية أعوام من إنشاء المركز.. ما الذي يحتاجه مجال العلوم والرياضيات في التعليم السعودي من أجل التطوير؟
- هناك جهود كبيرة في مجال تعليم العلوم والرياضيات، ولكن أعتقد أننا نحتاج إلى التطوير المهني بالنسبة للمعلمين بمفهومه الواسع والمتكامل وليس فقط الدورات التدريبية، وإعداده بشكل سليم، مع وجود رخصة للمعلم والتقييم الدوري لأدائه.