كتب - سلطان الحارثي:
لا يشك كل من يعرف قادة بلاد الحرمين الشريفين ممن عاش على هذه الأرض الطيبة من (مواطنين ومقيمين)، بأن ولاة أمر هذا البلد المعطاء (بلد الأمن والأمان) المحمي من رب العباد، حريصون كل الحرص على وحدة مواطنيه، وعدم التفريق أو التمييز بين مواطن وآخر، بل إن المقيمين فيه يجدون كل الاهتمام، ولا فرق بينهم وبين المواطن سوى بالأوراق والثبوتات الرسمية، وهذه من نعم الله على بلدنا الذي اختار له ملوكا يؤمنون بأن العدل هو أساس الملك، وهم عدلوا، وبذلك نشهد أمام رب البرية.
نقول ذلك كتأكيد على أن الله منحنا ولاة أمر عادلين بين الجميع، عازمين على رفعة بلد الحرمين الشريفين، حازمين على من يريد التطاول على الإسلام وتغيير منهج أهل السنة والجماعة.
بالأمس القريب، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «ملك العزم والحزم» قراره الكريم بإبعاد «أمير» تطاول على مواطن في التلفزيون الرسمي.. حصل هذا في الوسط الرياضي الممتلئ بالمهاترات، فجاء قرار الوالد القائد لينقذ وسطنا الرياضي من انفعالات ومهاترات كانت تستوجب التدخل ليرتدع أصحابها، وليشعرنا جميعا بأن الرياضة حاضرة في ذهن قادتنا مهما انشغلوا بأمور أهم، وليؤكدوا أن الحق دائما يعلو ولا يعلى عليه، ومن تطاول أو سب أو قذف فيسجد من يردعه سواء مواطنا أو أميرا، فالجميع في ميزان واحد لدى قيادتنا الرشيدة.
إن لهذا القرار تبعات لن تتوقف على حدود إبعاد شخص واحد، بل إن هذا القرار سيكون رداعا لكل من تسول له نفسه بالتطاول أو اتهام البشر عيانا بيانا، وسيكون لهذا القرار أثر كبير على مسيري الرياضة السعودية على مستوى تغيير النهج العام، ناهيك عن أن هذا القرار سيكون حاضرا في ذاكرة كل من يخرج عبر الفضاء أو يكتب حرفا، وسيحسب ألف حساب للكلمة قبل أن يقولها.
يأتي ذلك بعد أن فتحت القنوات الفضائية أبوابها لكل من هب ودب ليتحدث عما يجوز قوله وما لا يجوز بدون حسيب ولا رقيب، وبدون محاسبة أو معاقبة من أحد، مما جعل البعض يشعر بأنه يعيش حرا طليقا، يتفوه بما يليق وما لا يليق، وكل هذا يأتي بسبب القائمين على البرامج الرياضية، فتلك البرامج تعد السبب الرئيسي في مثل هذه النقاشات التي لن نجني منها إلا التفرقة بين مواطني البلد الواحد، ولذلك يجب على معدي ومقدمي تلك البرامج أن يعيدوا صياغة برامجهم من جديد حتى نتفادى مثل هذه الإشكاليات، وعلى وزير الإعلام التدخل بنفسه، حتى لا نجد أنفسنا أمام أناس يقولون ما لا يفقهون، ويفسرون (الحرية) حسب أهوائهم.