يكتب بكل صراحة فيراه الآخر وقاحة لا يهم نظرة ذلك الشخص لديه جُل اهتمامه أن لا يتلوث قلمه ويصبح تابع مأجور أمتلك الحس الصحفي وهو موهبة وملكة وتميز بالفراسة وأنفرد بالحاسة السادسة والأمانة والنزاهة ويقظة الضمير.
كُثر هم الإعلاميون البعض أخذها مهنه فأصبحت (مهنة من لا مهنة له) والبعض أخذها أمانة النوع الأول جُل اهتمامه بالفلاشات وتغطية الحفلات والتصوير مع المسؤولين ونقل لغير الواقع واستخفاف في العقول التي أصبحت شبه غائبة مع غياب المصداقية.
النوع الثاني أخذ الإعلام بمهنية عاليه ومارس دوره بمسؤولية واحترام وتقدير إزاء المجتمع فقد أيقن أنه خُلق ليكون لسان صدق.
الإعلامي دوره تنويرياً وليس تغييب للحقائق فكم من شخصيات ارتقت وأصبحت ذات مسؤولية بمراكز في المجتمع وهي بعيده تماماً عن المصلحة العامة بتلميع إعلامي فقد المصداقية والأمانة والشفافية في عمله.
نحن لسنا في مدن فاضلة وإلا لما كانت هيئة مكافحة الفساد حيث وقفت وتقف على حزمة من التجاوزات في بعض مؤسسات الدولة ولكن لابد من تكاثف الجهود أيضا من الإعلاميين في كشف الفساد والوقوف عليه والكتابة عنه.
أما أن تُخفى الحقائق بالتلميع وذلك ما لاحظته هيئة الفساد وحذرت من ملاحقتها لممتدحي المسؤولين والمبالغة في الثناء على إنجازاتهم والتي تُعد من الأعمال المنوطه بهم ذلك لأن مدح المسؤول بغير ما فيه أو المبالغة في الثناء على إنجازاته يعد نوعاً من أنواع الفساد.
كما أن إسباغ المديح والثناء يترتب عليه غرور المسؤول وصرفه عن رؤية الأمور على حقيقتها وبالتالي إفساده في المهام الموكلة إليه.
مشكلة المجتمع والقصور الذي يُصيب مؤسساته تكمن في أشخاص بعيدين عن الأنظار ولكن هم من يديرونها من صغار المسؤولين ممن لا تتحرك كراسيهم قابعين في أماكنهم التغيير ينال غيرهم وهم صامدون إلى إعلاميي تلك المؤسسات هؤلاء من يحتاج النظر في وضعهم فتغييرهم بداية الإصلاح.
من حق كل إنسان أن يتملك بطريقة مشروعة ولكن ليس من حقه استغلال منصبه العام للتنفع أو الكسب أو الثراء نحتاج أقلام نزيهه لكشف الفساد نحتاج ضمائر يقظة نحتاج ولاء لوطن وقيادة لم تذخر شيئاً لخدمة المواطن.