أوتاوا - تهاني الغزالي:
برعاية وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين نايف بن بندر السديري لدى كندا تحتفل الملحقية الثقافية في كندا يوم السبت 16 مايو 2015 بتخريج أكثر من ألف مبتعث ومبتعثة.
وأوضح الملحق الثقافي السعودي بكندا الدكتور علي محمد البشري أن حفل تخريج هذا العام يتضمن 1100 خريج وخريجة في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جميع تخصصات الابتعاث بما في ذلك العوم الطبية الصحية والعلوم الهندسية وعلوم الحاسب والعلوم الأساسية والعلوم القانونية والإدارية.
وأشار في حديث لـ(الجزيرة) إلى أنه سيصاحب الحفل عقد أيام المهنة الهادفة إلى تكوين حلقة وصل بين الجهات التوظيفية والخريجين الباحثين عن الوظائف ، وفيما يلي نص حديث الملحق الثقافي السعودي في كندا الدكتور علي البشري لـ(الجزيرة):
** نبارك لكم في البداية حفل التخرج ويوم المهنة للمبتعثين السعوديين بكندا، ونبدأ بسؤالنا عن ما هي أبرز ملامح حفل التخرج لهذا العام؟
- الله يبارك فيكم، وبدوري أبارك لأبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي المبتعثين وذويهم، الذين لم يكن طريقهم مفروشاً بالورد ، بل صاحبته صعوبات جمة. من تلك الصعوبات طبيعة التعليم في كندا وصعوبة متطلباته سواء في القبول أو الاستمرار والنجاح. يضاف إلى ذلك البعد عن أرض الوطن وما يفرضه ذلك من الغياب لفترات طويلة عن الأهل والأحباب. من هذه المنطلقات أبارك وأفتخر بالمبتعثين السعوديين وذويهم بكندا وأتمنى لهم التوفيق في حياتهم المهنية بعد التخرج.
أما بالنسبة لحفل التخرج، فهو تقليد بدأته الملحقيات الثقافية قبل عدة سنوات وأصبح يتكرر كل عام ، وفي حفل هذا العام سنحتفي بتخريج حوالي ألف ومائة خريج وخريجة في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جميع تخصصات الابتعاث بما في ذلك العوم الطبية الصحية والعلوم الهندسية وعلوم الحاسب والعلوم الأساسية والعلوم القانونية والإدارية.
كما سيصاحب حفل التخرج عقد أيام المهنة الهادفة إلى تكوين حلقة وصل بين الجهات التوظيفية والخريجين الباحثين عن الوظائف ، وهي فرصة أن أبادر بتقديم الشكر لجميع الجهات المشاركة في أيام المهنة، على حرصها للحضور وعرض فرصها التوظيفية أمام خريجي برنامج الابتعاث بكندا. وبالتأكيد أقدم شكري وتقديري لمعالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل على دعمه وتذليله لكافة الصعاب التي تواجه الملحقيات في عملها بما يحقق مصلحة المبتعث واستراتيجية الابتعاث التي تبنتها حكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
كما لا أنسى شكر سفير المملكة بكندا الأستاذ نايف السديري وهو الذي عودنا على التواصل الدائم مع أبنائه وبناته المبتعثين وذويهم من خلال زياراته المتكررة لمناطق إقامتهم أو من خلال استقبالهم بالسفارة السعودية، بيت كل السعوديين بكندا.
** مما لاشك فيه أن كندا عرفت لدى السعوديين منذ عقود بتميزها في التدريب الطبي ، فهل تحدثونا عن هذا الجانب تحديداً؟
- هذا صحيح، فعدد الأطباء الحالين والمقبولين للعام 2015م يتجاوز الألف طبيب يلتحقون ببرامج الزمالة والتخصص الدقيق وطب الأسنان والبرامج الأكاديمية الأخرى كبرامج الماجستير المخصصة للأطباء ، ونظرة تاريخية على مسيرة الأطباء السعوديين الدارسين في كندا سنجد أنهم تميزوا وبعضهم حصل على جوائز رفيعة المستوى من كندا، وهم يشكلون النسبة الأعلى من ضمن الأطباء السعوديين المتدربين خارج المملكة فعددهم تجاوز الآلاف على مدار أكثر من ثلاثة عقود ، ونحمد الله بأن الطبيب المواطن السعودي ملتزم بخدمة وطنه وأداء رسالته بالعودة لوطنه، ولولا ذلك الالتزام لانساقوا خلف محاولات الاستقطاب والتسهيلات التي تقدم لهم من دول أخرى، نظير تميزهم ونجاحهم.
** ماهو الدافع وراء انجذاب الأطباء السعوديين لكندا أو بمعنى آخر ما هي الميزة التي تشجع الجامعات الكندية على الترحيب بالأطباء السعوديين؟
- الواقع أن المملكة ومنذ أربعة عقود تقريبا بدأت بابتعاث الأطباء إلى الجامعات الكندية ومن خلال التجربة ثبت للجامعات الكندية تميز الطبيب والطبيبة السعودية وقدرته على تحقيق متطلبات القبول والتدريب، وهي بالمناسبة ليست متطلبات سهلة. بدليل أنه يتقدم لبرامج الزمالة أضعاف ما يتم قبولهم. والسبب الثاني هو التنظيم الجيد للتدريب الطبي في كندا الذي صاحبة تدريب ممتاز من قبل الملحقية الثقافية في آلية التقديم والمتابعة، فعلى سبيل المثال تقدم برامج التعليم الطبي في كندا تحت مظلة الجامعات ومن حسن الحظ أن الملحقية الثقافية وفقت في توقيع اتفاقيات ثنائية مع أغلب تلك الجامعات تمتد لخمس سنوات قادمة. تلك الاتفاقيات تنظم آلية التعامل مع الجامعات وطريقة التقديم عليها وغير ذلك من التفاصيل. ومن خلال تلك الاتفاقيات تمثل الملحقية الثقافية البوابة الوحيدة التي من خلالها يتقدم الطبيب السعودي للقبول بالجامعات الكندية. هذا الأمر أراح الجامعات الكندية وسهل مهامنا هنا في مراجعة تحقق طلبات المتقدمين ووفاءها بالشروط المطلوبة قبل تقديمها. بمعنى آخر الملحقية الثقافية تمثل بوابة للقبول ببرامج التدريب الطبية بالجامعات الكندية. نحن أصبح لدينا فريق مدرب ويربطه علاقة متميزة بمسؤولي البرامج التدريبية بالجامعات الكندية، وهذا الأمر زاد فاعليتنا في الحصول على نسبة متميزة من المقاعد المخصصة للمتدربين الأجانب، بل إن المملكة تستحوذ على النسبة الأكبر من حصة الأطباء الأجانب بالجامعات الكندية كل عام. وهي فرصة هنا لأحث إخواني وأخواتي الأطباء أو طلاب الطب الراغبين في الالتحاق بالبرامج التدريبية الطبية بكندا، زيارة موقع الملحقية الثقافية وقراءة المعلومات المتوفرة فيه ومن ثم اتباع التعليمات المطلوبة للتقديم. إضافة إلى التواصل مع منسوبي القسم المعني بمتابعة الأطباء المبتعثين للحصول على مزيد من المعلومات.
** هناك خدمات مساندة قد لا يلاحظها البعض لأنها لا تتعلق بالعملية الإشرافية المباشرة على المبتعث، حدثنا عن بعض تميز ملحقية كندا في هذا الشأن؟
- هذا صحيح، فإضافة إلى المساندة المالية والإدارية لدينا أقسام أخرى مهمة بالملحقية، مثل قسم العلاقات الأكاديمية المعني بالتواصل مع الجامعات والمعاهد الكندية بغرض تحسين التعامل معها والحصول على التقارير الطلابية وبغرض مساعدة المبتعثين في عملية القبول بالجامعات الكندية، وكذلك البحث في فرص التعاون مع الجامعات الكندية سواء تلك التي تخص الملحقية الثقافية أو التي تخص الجهات الأكاديمية والتعليمية بالسعودية. وهناك قسم تقنية المعلومات وهو معني بدعم المنظومة الإلكترونية كنظام السفير أو نظام التعاملات الإلكترونية ويتجاوز ذلك في مساعدة الملحقية في تطوير بعض برامجها، حيث ساهم القسم في تأسيس بوابة للتقديم الإلكتروني بالنسبة للأطباء فأصبح الطبيب يتقدم للجامعات الكندية عبر برنامج إلكتروني يسمى» ماس» والنظام الإلكتروني الذي أنجز مؤخراً ويعنى بحصر الإنتاج البحثي للمبتعثين السعوديين بجميع الجامعات الكندية، وغيرها من برامج الدعم الفني والتقني. إضافة إلى ذلك أسسنا قسمي الدراسات والمتابعة ونتوقع أن يسهما في وضع الدراسات التطويرية المناسبة والداعمة لعمل الملحقية وكذلك متابعة العمل بمختلف الأقسام.
** لاحظنا الإصدار الذي نشرته الملحقية عن أبحاث المبتعثين خلال العام المنصرم، وهو حسب معلوماتنا عمل فريد تقوم به ملحقية كندا. حدثنا عن ذلك الإصدار؟
- الفكرة بدأت حينما لاحظنا الإنتاجية البحثية الجيدة للمبتعثين في الدراسات العليا وبالذات الأطباء والملتحقون ببرامج ذات مسار بحثي، فجاءت فكرة توثيق تلك الأبحاث وإتاحتها للمهتمين والدارسين. ولا أخفيك أننا سعدنا كثيراً حينما رأينا الأرقام ماثلة أمامنا تؤكد تميز مبتعثينا في هذا المجال وتؤكد تميز الجامعات الكندية في البحث العلمي، فلقد حصرنا حوالي 300 بحث نشرها المبتعثون في مجلات علمية محكمة أو في مؤتمرات متخصصة رصينة خلال عام 2014م ، تضاف إلى رسائلهم العلمية للماجستير والدكتوراه، وهذا الرقم نشره حوالي ألفي مبتعث مما يعني أننا نتوقع من كل مبتعث للدراسات العليا أن يقوم بنشر بحث خلال مرحلة الماجستير وبحثين خلال مرحلة الدكتوراه أو أكثر من ذلك، وهذا ما لا نجده في داخل المملكة أو في بلدان ابتعاث أخرى. وهذا أحد مؤشرات نجاح برنامج الابتعاث حيث إن البحث العلمي هو الوسيلة المثلى لصناعة ونقل المعرفة، كما أن تميز برامج الدراسات العليا يقاس بالإنتاجية البحثية في غالب الأحيان.
** تعتبر الأندية الطلابية عنصرا مهما في دعم المبتعثين، فهل يحدثنا سعادتكم عن دور الملحقية في دعم ورعاية تلك الأندية؟
- كما تعلمين ان الأندية الطلابية عبارة عن جمعيات طلابية تمثل طلبة المملكة العربية السعودية ومرافقيهم في مقر ابتعاثهم بدولة الابتعاث ويخضع النادي لإشراف وزارة التعليم ممثلة في الملحقية الثقافية وله شعاره وموقعه الإلكتروني الخاص به ومقره داخل الحرم الجامعي للرئيس المنتخب للنادي ، ولدينا في كندا حوالي 31 نادياً طلابياً تقوم بمهامها الثقافية والاجتماعية والرياضية. نحن في الملحقية دورنا دعم تلك الأندية ونشاطاتها بما لا يتعارض مع الأنظمة المعمول بها في هذا الشأن، لكن العمل الذي تقوم به الأندية يعتبر عملا تطوعيا من قبل الأعضاء. كما أشرت فإن الأندية تقوم بمناشط عديدة للمبتعثين ومرافقيهم وكذلك ببعض الأنشطة التي تسهم في التعريف بالمملكة وتسهم في تنمية العلاقات مع المجتمع الكندي المحيط بالطلاب.
وتأكيداً لحسن تصرف مبتعثينا وحماسهم في هذا الجانب نجد أن غالبية الجامعات الكندية لا تتردد في دعمهم في بعض الأنشطة عبر توفير مقرات لاحتضانها أو عبر حضور مسؤولي الجامعات للمناشط التي يقوم بها الطلاب. وهي فرصة لأختم هنا بالشكر لأعضاء تلك الأندية من أبنائنا وبناتنا المبتعثين وذويهم المرافقين لهم بمقر الابتعاث على جهودهم التطوعية التي هي مصدر ثقة وتقدير دائم من قبل المسؤولين ببرنامج الابتعاث ومن السفير السعودي بكندا الأستاذ نايف السديري.