أتفرّس النظرات إلى أبي وأبتسم له فيقبّلني، ودائماً أرى والدي يقف بشموخ مما يوحي إليّ أنه أكبر وأعظم رجل حيث طوفان من الترفيه يخلقه لإسعادي، وكل اللحظات السعيدة أراها في ابتسامات الفرح في عين أمي حيث إرادتها المتوثبة أن تبقى السنين القادمة بلا طفل آخر في أحشائها كي لا تتعثر رغباتها في التركيز على إسعادي ولأنمو في جو أسري رائع، بقيت هكذا بين أم وأب يخلقان الوقت المنمق لفرحتي، لا شيء يثري أمانيهما إلا فرحتي وابتسامتي وأنا لا زلت كذلك، مضت الأيام وصار ترفيهي يذوب لدى أمي ويزداد بأبي حيث خرج أخي الصغير من أحشاء أمي ليسرق اهتمامها، تنظر إليّ وإلى أخي الجديد فتصاب بذوبان عنيف يمزق هواجسها الجميلة في كيفية توزيع الاهتمام لكنها تغرق في تغذية صغيرها الجديد، ولا زلت ألعب مع أبي.
- نهى المطيري