اطلعت على مقال للأستاذ سلطان المالك في عدد يوم الأحد (15550) 26 أبريل 2015م وعنوانه (القيادة التحفيزية وأود التعليق عليه: عندما تضيع هوية صناعة القرار الإداري داخل الاستجابة للأوامر والضغوط في بيئة العمل المركزية ذات الطابع البيروقراطي، تأتي أهمية إيجاد علاقات متوازنة في الإدارات المختلفة بين الرئيس والمرؤوس لما في ذلك من آثار مهمة في خلق أجواء عمل تتسم بالتعاون والفاعلية والبعد عن التمسك بالسلطة والتشبث بالرأي والتعقيدات الإدارية، فكلما كانت الضرورة ملحة إلى أحد أهم أدوات الجودة في الإدارة وهي اللامركزية، يمتلك الجهاز الإداري مساحة حرة من الثقـة المطلقة في تبني أفكار الإبداع وممارسة الأنشطة بتميز، فهي المعيار الحقيقي لاستمرارية التطوير وهي الأسلوب الأمثل في التقدم باعتبار أن الإدارة الناجحة تتفاعل مع المعطيات الحديثة بمعايير دقيقة وتتكيف مع الظروف المحيطة وفق برمجة الوعي حيث النظرة العمومية في السعي المتواصل لتحسين الأداء من أجل الوصول إلى الأهداف المرغوب في تحقيقها حسب استعدادات فريق العمل وبتعبير أصح إن المدير لن يصبح صاحب قرار ناجح دون مرؤوسين تنفيذيين يعون تماماً ما هو مطلوب منهم حسب الأنظمة والتعليمات التي تُتيح لهم حرية التصرف وبالأخص أثناء المفاجآت وعلاج المشكلات، فالشخص المتمرس على مواجهة المواقف والأحداث يُعالج الأمور بطريقة عقلانية وبأسلوب تحليلي جيد، حيث يجمع المعلومات ومن ثم يبدأ بوضع البدائل ويستخدم إجراءاته في اتخاذ القرار.
ولا يمكن إغفال أن هناك قرارات روتينية تُتخذ أثناء التعامل مع المشكلات المتكررة لأن خطوات حلها ثابتة وتكاد تكون درجة المخاطر شبه معدومة في التعامل معها، وبالتالي تمنح صاحبها صفة الثبات والقدرة على تخطي حاجز الرقابة الشديدة، فالاستقلال النسبي يقود إلى المرونة والانسيابية في سريان الحل بمنطقية رائعة ويظل الإداري الأكثر ذكاء هو ذلك الذي تمنحه قدرته على التنبؤ في التمييز بما يجب عليه فعله في المواقف التي تُحتم استخدام التركيز الإداري في قراراته والمواقف التي يجب عليه فيها تجنب استخدام المركزية..
لكن حين يُصبح المدير الناجح في موضع اتهام بمركزيته الصعبة ورجعيته الفكرية وحبه للسيطرة مع كثرة الأعباء الملقاة على عاتقه فلا يتسنى له التجديد ولا يتمتع بطرق التحديث وأساليب التعزيز!!! بناء على عدم منحه الصلاحيات لمرؤوسين ليس لديهم الكفاءة العالية أو المهارة الفائقة أو حتى المبادأة ذات الأسس الهادفة، يبحثون عن أسهل طُرق الوصول، فهم أنصار حب الظهور ويُجيدون فقط التسلق عبر قنوات الغرور، لنحترم المركزية هنا فهي الأكثر فاعلية وهي الدواء الشافي من حقد الإنسانية أمام كل أولئك الذين يريدون الوجاهة بعنجهية!!
نجوى الأحمد - الرياض - جامعة الأميرة نورة