وقفة لتأمل حائرة لما يحدث في منطقتنا العربية من تدخلات أجنبية لا تمت لنا بصلة لا للعقيدة ولا اللغة حتى تقاليديا وأعني بذلك في العادات والتقاليد، فحينما نرى غيرنا يعيش في أمن وأمان ومنطقتنا تعج بالفوضى والانقسام ولمصالح قوى إقليمية خارجية تريد إرجاع إمبراطوريتها السابقة بعد هزيمتها الساحقة وتفككها، تريد إرجاع ماء الوجه فتحاول بعد فشلها الإيقاع بيننا من خلال حلحلة الداخل وافتعال أزمات داخلية في منطقتنا بالوساطة بإشعال الفتن والقلاقل والنزعات الطائفية لطرف دون آخر لإكمال مخططاتها لتفريق امتنا وتمزيقها.
ومن خلال تقوية الفرس على حساب مصالحنا ومكتسباتنا والتي تتمثل بجمهورية إيران الفارسية بدعم من روسيا التي تحاول استرجاع إمبراطوريتها السوفيتية فلا نجد هناك استغراب وتعجب فكلاهما وجهان لعملة واحدة منيوا بهزائم ساحقة وعلى كل هذا لم يتعلموا من دروس الماضي، إنما أخذتهم العزة بالإثم متناسين أن شعوبنا حرة وحينما تثور لا تقف مكتوفة اليدين بل لا يستطيع أحد بتحديها والتحكم بها.
عندما نطرح ما يحدث من تدخلات روسيا السافرة في شؤوننا العربية الإقليمية وأمننا القومي العربي وتهديده من خلال تحالفها مع النظام السوري وقتل لأمتنا وإخواننا في سوريا من أطفال ونساء وشيوخ لا حول لهم ولاقوة بعمليات جبانة من الجو وتدمير مدنها بمبانيها وبنيتها التحتية لها دون أي رادع أخلاقي فلماذا لا تتوقف عن دعم النظام السوري ودعمها لبشار الأسد.
فعلى مر التاريخ القديم والمعاصر لم نر حاكما يقصف ويبيد شعبه، فلا عجب فهو وأبيه لم يكونا أبدا ممثلين لشعبهما ولا منتخبين من شعبهما إنما تقلدوا الحكم عن طريق الانقلاب والاستبداد منذ ما يقارب الخمسة وثلاثين عاما فماذا ننتظر من انقلابيين؟. فعلينا التمعن جيدا بأن هذا الحاكم الذي لا يحكم سوى نفسه وليس السوريين بكلمة واحدة لا سواها، بشار الأسد بشار الأسد وأبيه ليسوا بعرب في الأساس إنما تعود عائلة الأسد لجذور فارسية بحتة؛ فأهل سوريا أكثر الناس علما بذلك فلا تستغربوا من هذا العلوي وأسياده الصفويون من جمهورية إيران الفارسية حينما يقتل أهلنا من السنة بدم بارد.
وكانوا يعتقدون أن أمتنا نائمة في سبات عميق لا تستطيع فعل شيء فتفاجئوا بظهور المخلص والغيور على أمتنا والذي يتمثل بالملك خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأطال بعمره، الذي لا يرضى للأمة ولا لشعبه، ذلك هو الحكيم والشجاع خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز أسأل الله أن يطيل بعمره آمين.
ليثبت للعالم بأنه ليس بغافل عن ما يدور من حولنا من مخططات لتقسيم الأمة العربية وعدم توحدها فألجم إيران في سعيها لتدمير أمتنا وعدم توحد مواقفها. فنحن كلنا سلمان بن عبدالعزيز معه بأرواحنا ودمائنا فهي فدوة له، أسأل الله أن يطيل بعمرك وأن يجعلك فخرا وحاميا لأمتنا.