الشجاعة من الصفات التي لايتمتع بها معظم الناس لأنها تحتاج إلى جرأة وإرادة صلبة ومراس على مقارعة الخطوب واحتمال الصعاب ومواجهة الأخطار دون تهيب والشجاعة تعطي صاحبها وإن كان ضعيف البنية قوة إضافية وثقة زائدة بالنفس فهو لايعرف التردد ويتسلح بالعزيمة والتحدي ويستنكر العوائق ويستخف بالمستحيل ويغريه المجهول لاكتشافه وتشحذ همته التجارب فيشعر بقوة اليقين في نفسه لأداء الواجبات الكثيرة التي تترتب عليه ومغالبة المشاكل حتى يصل إلى غايته المنشودة فهو قوي العزيمة متفائل لايستسلم وإن هزم لايتعثر في عقبات الماضي بل يتطلع دائما لمستقبل مشرق..
لذا يجب تعليم الطفل على الشجاعة والإقدام لأنها خصلة حميدة من شيم الرجل وبداية يجب على الوالدين عدم تخويف الطفل من أي شيء كالظلام والحيوانات والأفاعي وعدم تهديده بالطبيب أو الحقن حتى لاتصبح عنده عقدة عندما يكبر فتعرقل مسيرة حياته السوية, ونلاحظ أن بعض المربين يعتمدون أسلوب التخويف للسيطرة عل الطفل وردعه وإخضاعه لأوامرهم وهذه طريقة خاطئة لايلجأ إليها إلا من افتقد أساليب التربية الصحيحة وحتى يتعلم الطفل الشجاعة يجب ألا يكون جبانا أو يهاب من أمر معين وإن كان كذلك فعلينا أولا أن نخلصه من هذه السلبية فعندما يخاف من زملائه مثلا علينا البحث عن السبب فإن كان ضعيف البنية أو صغير الحجم بحيث يعتدون عليه فيجب أن نعوض ذلك بأن نزرع الثقة بنفسه وندعه يمارس لعبة رياضية كالكاراتيه وإن كان يخاف من الماء فعلينا أن نعلمه السباحة عن طريق اصطحابه إلى البحر فيلعب بداية على الشاطئ ثم نستدرجه أو يذهب إلى المسبح برفقة الأطفال الذي يتقنون السباحة حتى يشعر أنهم يتفوقون عليه فيغار منهم ويصبح لديه دافع أقوى وكذلك عدم تخويفه في الظلام كأن نأخذه في رحلات ليلية أولصلاة الفجر والعشاء ويجب أن يتعلم الطفل الشجاعة في الكلام وعدم الخجل في قول الحقيقة والأمر بالمعروف كأن يطلب من شخص مدخن الإقلاع عن التدخين وكذلك يجب على الطفل التمتع بالجرأة الكافية للاعتراف بأخطائه أمام الآخرين والاعتذار عنها.
وتاريخنا مليء بالقصص والمواقف الشاهدة على شجاعة رجاله وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أثبت الناس قلبا لايخاف التهديدات ويخوض المعارك بنفسه ويعرض روحه للمنايا .. وعلى الأسرة أن تفرق بين الشجاعة والتهور فالشجاعة لاتعني أن يلقي الإنسان نفسه إلى التهلكة كأن يرمي نفسه في الماء لإنقاذ غريق وهو لايتقن السباحة وعلى الشجاع ألا يستخدم شجاعته في مايضر الناس ولا يتعدى على حقوقهم أوينتهك المحرمات بل يوجهها إلى مافيه الخير والنفع للصالح العام.