الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكّد أهل الاختصاص والرأي من القضاة والأكاديميين والدعاة على أن «عاصفة الحزم» جاءت لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتكريس الشرعية باليمن، ولقمع الحوثيين ونصرة الشعب اليمني.
وأجمع المختصّون على ضرورة الوقوف مع ولاة الأمر والدعاء لهم ولجنودنا البواسل المجاهدين المرابطين.. وأنه لا ينبغي التردّد على الإطلاق في دعمهم ومساندتهم ضد هؤلاء الأعداء المهدّدين للوطن المؤذين لإخوانهم.
وحدّد أهل الرأي واجب ومسؤولية العلماء والقضاة وطلبة العلم والدعاة والأسر في المؤازرة، مشيرين إلى أهمية أن يقوم الناس بواجبهم الشرعي لمجابهة كل من يريد المساس ببلاد الحرمين الشريفين.
خطر التخاذل وعدم التعاون
بداية يبيّن فضيلة الشيخ الدكتور - صالح بن عبد الرحمن المحيميد رئيس المحكمة العامة بمنطقة المدينة المنورة.. أن أمة الإسلام اليوم تعيش الظروف نفسها التي عاشتها أول الإسلام وهو تهديد وجودها بسبب إسلامها وإيمانها - {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} - فتكالب الأعداء واتحادهم على إذلال المسلمين وإزالة عزهم وإطفاء نورهم بتولية من يخالفهم في العقيدة والشريعة عليهم يُوجب عليهم النصرة لإمام وبلاد الحرمين الشريفين وكل بحسب حاله، وأضعف ذلك النصرة بالقلب بأن تحب إمام المسلمين وتحب من وافقه على ما حمّله الله من جهاد أعداء العقيدة والشريعة وأعداء الوطن والمواطن، وعلى العلماء الربانين والدعاة المخلصين الجهد الأعظم من المسئولية، فواجبهم التفرغ للجهاد والوقوف مع المجاهدين ليبينوا لهم صحة ما هم عليه وفضله وعظيم أجره ويوضحوا خطر التخاذل وعدم التعاون والاختلاف والافتراق، ويبيّنوا للمجاهدين ومَنْ وراءهم - ممن لم يكونوا في المجاهدة - شرف البطولة والإقدام، وأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، ويحثوا الناس على الالتفاف حول ولاة الأمر، ويوضحوا لهم ما يقوم به ولاة الأمر من الجهود العظيمة في الداخل والخارج من أجل المحافظة على العقيدة والشريعة، وما يلاقون من محادة أعداء الله كالفرس واليهود وغيرهم ممن لا دين له ولا شرع، لأن الدفاع عن العقيدة والوطن لا سبيل إليه إلا بصدق التوجه إلى الله والاعتماد عليه والصبر والاحتساب والبطولة والرجولة، ودور العلماء والدعاة هو الرائد للأمة وقواتها وهو الشعلة التي تنير الطريق للسالكين ليمروا منه آمنين واثقين بربهم، فالعلماء والدعاة اليوم عليهم واجب النهوض والقيام بالواجب وقدوتهم ونبراسهم محمد رسول الله والذين آمنوا معه في جهادهم على امتداد عمر النبوة.. اُنظروا أيها العلماء إلى ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بدر وأحد والخندق والأحزاب وغيرها.. وما أحوجنا الآن للعلم بما أنزله الله في كتابه وما فعله رسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من بعده فيما يتعلق بالجهاد وأسباب النصر والصبر، وما أعده الله للمجاهدين وهذا لا يقوم به إلا العلماء الذين قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يرثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» رواه الترمذيوقد ترجم البخاري في صحيحة قال «وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم». لذا فالعلماء في الأمة هم مَنْ يحمل النور لينير الطريق المستقيم، فواجبهم عظيم وقدرهم كبير وقولهم مسموع وواجبهم يتعين.. حمى الله بلادنا وولاة أمرنا وشعبنا من كيد الأعداء {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
المعتقد الفاسد
ويؤكد رئيس المحكمة الجزائية بمنطقة جازان الشيخ - علي بن شيبان العامري أن عملية «عاصفة الحزم» هي الجهاد في سبيل الله بعينه، لأنها جاءت لدحر الميلشيات الحوثية، وهم الفئة الباغية الضالة والمنحرفة والمارقة والخارجة عن الإسلام، وهم الذين ينتهجون منهج الخوارج المعادي للإسلام.. خصوصاً أن تلك الميلشيات الحوثية، إلى جانب معتقداتها الفاسدة، وقامت بالفساد في الأرض، من تطاول على دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، وتهديد لأمن دول الخليج، مشيراً إلى أن المملكة قامت مع شقيقاتها الدول العربية والإسلامية بالمبادرة في الاستجابة لنداء الإخوة في اليمن والعمل على دحر تلك الفئة الباغية.
ولفت النظر إلى التعاون البنّاء بين الدول العربية والإسلامية ووقوفهم إلى جانب أهل اليمن، وهو ما يعزز وحدتنا ووقوفنا جميعاً معهم في وقت كربتهم، مبرزاً التلاحم والالتفاف الكبير من قِبل أبناء المملكة العربية السعودية كافة مع القيادة الحكيمة لبلادنا المباركة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -. وأكد الشيخ العامري أن الإخوة في اليمن يقدّرون بجلاء موقف المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، وموقف الدول العربية والإسلامية المعاضد والمساند والداعم للشرعية في اليمن، ومساعدة أهله ضد الميلشيات الحوثية، واستعادة الأمن والاستقرار لربوع اليمن.
دعاوى المرجفين
ويحدّد الدكتور - سليمان بن صالح الغصن أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مسؤولية العلماء والدعاة في الوقوف مع الدولة في حربها ضد الحوثيين وأتباعهم المعتدين، وذلك بيان الحكم الشرعي لهذه العاصفة الحازمة وأنها من باب رد الاعتداء، ونصر المظلوم، وأداء حق الجوار، والحفاظ على الأمن، ودحر أصحاب الأطماع والأجندات الخارجية، وتثبيت الجنود المحاربين والمرابطين وتذكيرهم بفضل عملهم وإخلاص نيتهم، وعلو مكانتهم، ودحض الشائعات والشبهات، ودعاوى المرجفين، والخونة المندسين، والرعاع والجاهلين.
وأما الأسر فلها دور في توعية أبنائها في مشروعية هذه الحرب، وفي تنمية شعور الانتماء لهذا الوطن والدفاع عنه ضد المعتدين والمتربصين، وفي تحذيرهم من الاغترار بما يثيره الأعداء من أخبار كاذبة، أو إرجافات جائرة، تهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين بما يتخذه ولاة أمورهم من تدابير في هذه العاصفة المباركة.
وفي بث الأمل في نفوسهم والتفاؤل بما ستسفر عنه هذه العاصفة من نتائج محمودة - بإذن الله تعالى -.
دفع الأذى عن اليمن
ويقول الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم العُمري أستاذ السيرة النبوية وعضو اتحاد المؤرخين العرب إننا ندرك أن ما يُعرف بعاصفة الحزم هو عمل - بإذن الله - مشروع، وذلك أن هؤلاء المجرمين المعتدين على إخوانهم والمثيرين للاضطرابات داخل اليمن بالدرجة الأولى، وكذلك المهددين بصورة مباشرة لبلدنا بما أعلنوه بوضوح وصراحة من خلال مواقعهم الرسمية وتصريحاتهم المباشرة من تهديد مباشر لوطننا وللحرمين الشريفين، نعلم أن كل هذا يتطلب حزماً من دولتنا - رعاها الله ووفقها -، وبالتالي فإن الموقف من هذه الحركة وأمثالها موقف واضح إذ إن من حملَ السلاح وبمساعدة أجنبية لإيذاء إخوانه في بلده أولاً ولتهديد جيرانه وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، لا شك أن كل هذا عمل تطلب هذا الحزم، ولذلك من واجب الجميع الوقوف بكل وضوح دون تردد مع قمع هؤلاء بكل ما نؤتى من قوة، ولذلك فإن هذا واجب على الجميع دون استثناء.
وأكّد العُمري أنه لا ينبغي التردد على الإطلاق في دعم هذا الموقف الواضح البيّن من هؤلاء الأعداء الواضحين المسلحين المهددين لأوطاننا المؤذين لإخوانهم، وأقول وبهذه المناسبة إن اليمن أهلها وبلدها جيراننا وإخواننا وكم نحن سعيدون بما يسعدهم ومتضررون بما يضرهم، ولذلك فإن هذا الموقف ليس ضد اليمن ولا أهلها وإنما هو معهم لدفع الأذى عنهم.
وذكر د. العُمري أن جماعة الحوثيين، ومن معهم وأشباههم في لبنان وسوريا وغيرهما إنما دعموا بالسلاح من قبل إيران المجوسية للضغط والأذى وسفك الدماء باسم تصدير الثورة أو الوقوف في وجه الأعداء وهذا كله هراء في هراء فما نراهم منه كلها أعمال ضد المسلمين، فلم نر منهم إلا الضرب الداخلي في بلاد المسلمين ومحاولة نشر مذهبهم الباطني بالقوة والسلاح على حساب المذاهب الأخرى بكل أنواع الأذى المعنوي والعقدي والديني وكل ما أوتوا، وأؤكد أننا لسنا في حرب طائفية وإنما استدعى الأمر هذه الوقفة في عاصفة الحزم لصد ما حمل هؤلاء وما غذوا به الأشرار من سلاح، وأتساءل ماذا يصنع السلاح.. وماذا يُصنع به؟.. إلا إراقة الدماء، فهم البادئون والبادئ أظلم.
سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يسدد رمي صقورنا، وأن يحفظ المرابطين على ثغورنا، وأن يقيهم شر الأعداء، وأن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين والمسلمين من كل سوء ومكروه، ويسدد قادتنا لما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إرادة الحق والثبات
وتوضح الدكتورة - هدى بنت دليجان الدليجان أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك فيصل بالأحساء أن عاصفة الحزم بأمر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله -، وبقيادة جنودنا البواسل متحدين ومتعاونين مع قوافل الخير من قادة الخليج وغيرهم، التزاماً بأمر ربنا في دفع البغاة الحوثيين الهالكين الذين أفسدوا في البلاد وقتلوا العباد ونهبوا الخيرات واستولوا على زمام اليمن معرضين عن دعوات العقلاء، ومتشبثين بأطماع الفارسية المجوسية وهي شر مستطير، وهي محاولة يائسة وبائسة لتهديد بلاد الحرمين الشريفين وأمنها وسلامة المواطنين والمقيمين والزائرين.
فالواجب الوقوف يداً واحدة وكلمة واحدة مع إرادة الحق والثبات عليه بقيادة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وجيشنا الشجاع الذي دكّ عليهم السماء والأرض بحجارة من سجيل كما حصل مع جيشهم الهالك لما أرادوا هدم الكعبة فردهم كعصف مأكول ورجعوا خاسئين خائبين بحمد الله وفضله.
وقد شجّعت جميع طالباتي في المحاضرات على المشاركة في عاصفة الحزم لصد هجوم الحوثيين الذين امتلأت قلوبهم وأياديهم ظلماً وعدواناً وآلاماً للشعب اليمني الشقيق، وكان مما ذكروه مثالاً لا حصراً في رسالة لطيفة لدعوة الأسرة السعودية للقيام بأدوار متعددة منها:
أولاً: بيان الحقائق لأفراد العائلة ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً في الجلسات العائلية والتحليلات الإخبارية ليكونوا على قدر من الوعي وتكوين حاجز صد ثقافي لمن أراد أن يخترق المفاهيم ويقلبها باسم الحرية للشعب اليمني أو تقرير مصيره أو غيرها. وتنويع ذلك عن طريق القصة والخبر والمشهد التمثيلي والفيديوهات المصورة والرسائل الإلكترونية من مصادر عاصفة الحزم الموثوقة والآمنة ونشرها، ليعي الجميع خطر الحوثيين ونشأتهم وظلمهم وبغيهم.
ثانياً: الوقوف برفق وود ومحبة وطاعة مع جميع جنودنا البواسل أينما كانوا وتوفير التقدير والاحترام لهم، وتخصيصهم بالدعاء بالنصر لهم، ورعاية أهاليهم وأطفالهم سواء كانوا أقارب أم جيرانا أم غير ذلك وتلبية احتياجاتهم المعنوية والمادية في صورة الجسد الواحد.
ثالثاً: محاربة الشائعات والأكاذيب والأحاديث والصور التي تحكي عن أي شي من أطراف عاصفة الحزم أو تحركات القطع الحربية أو أخبارها.
رابعاً: دفع عجلة الحوار الهادئ مع بعض المخالفين في المذهب الذي عليه بلادنا بحمد الله ومجادلتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتغليب اللُحمة الوطنية، وترجيح مصالح الوطن فوق كل مصلحة أو دعوى.
خامساً: أن يكون كل فرد في الأسرة جندياً مخلصاً لوطنه، وأن يحرص كل الحرص على أن يبذل جهده لخدمة دينه ومليكه ووطنه في أي مجال كان، ولا شك أن دور الأسرة كبير وهي جندي من جنود الوطن في الدعوة إلى الثبات على الحق والحزم في تأييده والتربية عليه حباً وطاعة والتزاماً.
المسؤولية مشتركة
ويقدّم الشيخ - عايض بن محمد العصيمي الداعية المعروف مجموعة من الوقفات حول مسؤولية العلماء والدعاة وطلبة العلم والأسر في الوقوف مع الدولة في محاربة الحوثيين المعتدين.. وذلك وفق التالي:
الوقفة الأولى: حب الوطن أمر فطري فطرها الله ومنحه في قلوب العباد.. ولنتأمل قول رسولنا الكريم صلاة الله وسلامه عليه عندما طُرد من موطنه ومسقط رأسه ودياره مكة المكرمة وتوجه للطائف، وقال عن مكة: «ما أطيبك من بلاد وأحبك إليَّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك».. رواه الترمذي.
الوقفة الثانية: أمرنا الله في كتابه الكريم بعمارة الأرض التي نسكنها والتي نعيش فيها فقال تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، وهذا هو الاستخلاف المطلوب بناء الأرض دينياً وعمرانياً وحضارياً، وليس بالعمران والمادة فقط.
الوقفة الثالثة: الوطن: حمايته، عمرانه، نهضته، فلاحه، إنجازه، واجب الجميع بجميع أطيافه الكبير والصغير المتعلم والجاهل الموظف والتاجر والعاطل والأفراد والقبائل والمؤسسات.. الجميع بلا استثناء يساهم في بناء مجتمعنا السعودي، نعم.. الجميع يملك أن يقدم شيئاً ولو كان بسيطاً؛ يشارك مثلاً في عمل خيري ينضم لإحدى الجمعيات الخيرية الرسمية يشارك بحضوره بجهده بماله المهم أن يكون عضواً فعّالاً في بلاده التي تنتظر منا جميعاً الكثير، لدينا ولله الحمد مؤسسات وجمعيات خيرية تدعمها الحكومة تحت مظلة رسمية كالهلال الأحمر، والتبرع بالدم، ورعاية الأيتام، وأصدقاء المرضى، والاحتياجات الخاصة، ورابطة العالم الإسلامي، وجمعيات التحفيظ، وغيرهم الكثير فشارك في الخير هنا وهناك في الأنشطة المجتمعية.
الوقفة الرابعة: علينا أن نقف صفاً واحداً ضد من أراد هدم بنيان مجتمعنا أو قطع أوصر صلتنا ولحُمتنا الوطنية؛ وأن نكون بنياناً مرصوصاً ضد الأعداء كل الأعداء من الداخل والخارج؛ أعداء الأخلاق والسلاح والمخدرات والدين والفكر وغير ذلك الذين يتربصون بمجتمعنا دوائر السوء.
الوقفة الخامسة: ينبغي لنا في مثل هذه الظروف الالتفات حول قادتنا وعلمائنا وطاعتهم الطاعة التي أوجبها الله..{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.. وألا نشق عصا الطاعة ولنكن أصحاب منهج رباني معتدل كما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وأتباعهم، فليس من حب الوطن الفرقة والاختلاف والتنازع.
الوقفة السادسة: على كل فرد القيام بواجبه وأمانته التي وكل بها والقيام بها خير قيام.. وأن لا يُؤتى وطننا من قبله، إذ ليس من الوطنية تضييع الأمانة والمسؤولية التي وكلت بها صغيرة أو كبيرة، الموظف المعلم العالم الداعية الإعلامي الإمام والخطيب والأب وحتى الأم في بيتها راعية ومسؤولة أمام الله عن رعايتها؛ فلا يجوز أن تغش وطنك وأمانتك ودينك قبل كل شيء.
الوقفة السابعة: لا شك أن دور العلماء والدعاة والمعلمين وأصحاب الأقلام والإعلام دور هام في هذا الوقت، وهذا الظرف؛ وإذا لم يكن لهم دور بارز في مثل هذه الأحداث والمحن فمتى يكون دورهم ؟! ومتى ينطقون ؟!
الوقفة الثامنة: الحذر من أعداء الوطن المتربصون لنا من الداخل والخارج وأن نقف صفاً واحداً ولنعريهم بحكمة وحجة، فبناء العقول أهم وألزم من بناء الأجسام.
الوقفة التاسعة: ليست الوطنية كما ذكرت مسبقاً عبارات فقط تتكرر أو أناشيد وشيلات تتردد على الأفواه والقنوات والواتس.. بل.. الوطنية انتماء حقيقي وعمل ونجاح ودفاع وتضحية وإنجاز وفوز للوطن على أيدي أبنائه وبناته المخلصين.
الوقفة العاشرة: وهي أهم وأميز وقفة لنعلم أن بلادنا المملكة العربية السعودية هي قلب العالم الإسلامي وهي غالية علينا جميعاً وعلى كل مسلم؛ فبلاد الحرمين الشريفين: مهبط الوحي والرسالة ومأوى أفئدة الموحدين؛ وقبلة المسلمين في كل صلاة يصلونها لله تعالى في كل أصقاع العالم؛ فلنحافظ على مملكتنا الغالية ولنحميها بالعدة والسلاح والقوة وقبل هذا بالايمان والتمسك بعقيدتنا لله تعالى وبالدعاء له سبحانه أن يحفظ وطننا من شر الأشرار وكيد الفجار وتعاقب الليل والنهار.
الوقفة الحادية عشرة: بلادنا أيها العالم.. محفوظة بحفظ الله لها؛ وسيعيش وطننا شامخاً ضد أعدائه، وإن رغمت أنوفهم، ما دمنا متمسكين بشريعة ربنا تبارك وعز.. كل هذا مصداقاً وتحقيقاً لدعوة أبينا إبراهيم - عليه السلام - عندما قال: {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
الوقفة الثانية عشرة: علينا أن نعلم أن هناك من ينتهز هذه الفرص وهذه المواقف لتفكيك مجتمعنا بلباس يلبسه هو لمصالح خاصة، فلننتبه من هؤلاء مهما كانت أطيافهم ودمعاتهم؛ يسلكون عبارات وكلامات مشبوهة وفتوى باردة وتوجيه ساقط ونقد لاذع وفكر سقيم مريض فلا حاجة للوطن لمثل هؤلاء.
لذا علينا أن نهتم بالنشء والشباب وتوجيههم في بيوتنا ومدارسنا وجوامعنا ومجتمعنا كل يقوم بدوره الحقيقي المنوط عليه.
الوقفة الثالثة عشرة والآخيرة: كم أسعدني.. وكم هو جميل.. وكم غمر قلبي وقلب كل مؤمن.. السعادة عندما شاهد وشاهدت هذا الترابط والتلاحم والتعاون بيننا وفي مجتمعنا.. نعم لقد أثبتنا للعالم أجمع أننا أسرة واحدة من شرق المملكة وغربها، بيت واحد من شمال المملكة وجنوبها؛ صفاً واحداً تحت راية واحدة يقودنا ملكنا - حفظه الله - ونصره وأيد به الإسلام وأهله الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ أثبتنا للجميع أن لحُمتنا واحدة وأننا جسد واحد.