موسكو - سعيد طانيوس:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يتعين على روسيا والولايات المتحدة الأميركية التعاون بغض النظر عن الشخصية التي ستفرزها الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، قائلاً: «سنعمل مع أي رئيس أمريكي يختاره الشعب الأميركي، فتعاوننا ليس مع شخص بعينه وإنما مع دولة.. وتحديداً مع دولة كبرى ومؤثرة جداً في العالم».
وأقر بوتين في الوقت نفسه بوجود صعوبات في العلاقات الروسية الأميركية: «لدينا اختلاف في وجهات النظر حول عدد من القضايا»، منها في مجال الدفاع، وانسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي من منظومة الدرع الصاروخية، واختلافات في مسائل دولية عدة.
ومع ذلك اعتبر بوتين أن «ثمة قضايا دولية توحد روسيا والولايات المتحدة وتجبرهما على العمل سوية»، من مثل مسألة الحد من انتشار سلاح الدمار الشامل، ومكافحة الجريمة الدولية والإرهاب والفقر، إضافة إلى «الجهود المشتركة الموجهة لجعل النظام الاقتصادي العالمي أكثر ديمقراطية وتوازناً، والنظام العالمي ككل أكثر ديمقراطية».
وحول تلويح إسرائيل بتوريد أسلحة إلى أوكرانيا رداً على رفعه الحظر عن توريد منظومات «اس 300» لإيران, اعتبر أن ذلك لن يزيد إلا عدد الضحايا.. وأن منظومات «إس 300 « دفاعية بحتة. وقال بوتين تعليقاً على تصريحات من تل أبيب حول إمكانية توريد أسلحة إسرائيلية إلى أوكرانيا رداً على عزم روسيا تصدير منظمة «إس-300» الصاروخية إلى إيران: «هذا خيار القيادة الإسرائيلية، وهي تملك الحق بفعل ما تراه مناسباً»، وأضاف: «إذا كان الحديث يدور حول توريد أسلحة فتاكة فأعتقد أن هذا الأمر سيكون له مفعول عكسي، لأن مثل هذه الخطوة لن تفضي إلا إلى جولة مواجهة إضافية، وزيادة الضحايا الإنسانية، وبالتالي النتيجة ستكون هي نفسها».
وجدد بوتين التأكيد على أن منظومة «إس -300» دفاعية» وقال: «ما يخص توريداتنا إلى إيران فإن هذا السلاح دفاعي صرف، ولا يقوض بشكل من الأشكال قدرات إسرائيل الدفاعية».ومن جهته, تعلن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف أنه ليست هناك قيود دولية تحظر على روسيا تصدير منظومات «إس - 300 « الصاروخية المضادة للجو إلى إيران. وأكد في حديث لإذاعة «صدى موسكو» السبت 18 أبريل/نيسان إن «إس- 300 ليست أسلحة هجومية. هي منظومة للدفاع الجوي، والولايات المتحدة تعترف بأن حظر الأمم المتحدة لا يشمل «إس-300»، مبدياً استغرابه من الأصوات التي تقول إن موسكو لا تملك الحق بتصدير مثل هذا النوع من الأسلحة الدفاعية.
وذكر أنطونوف في الوقت ذاته أنه تحدث بهذا الصدد مع مسؤول إسرائيلي، وأن الأخير قال له إن بلاده تعارض توريد مثل هذه المنظومات إلى إيران لكي تكون منشآت إيران النووية مكشوفة أمام «أي تحركات» من قبل تل أبيب.
وتعليقاً على الدعوة التي أطلقها وزير الدفاع الإيراني خلال مؤتمر موسكو الرابع للأمن الدولي لإقامة اتحاد عسكري إيراني، صيني، روسي أكد نائب الوزير أن الرد على اقتراح الوزير الإيراني ليس من اختصاصه بل من صلاحيات وزير الدفاع الروسي، لكن أنطونوف شدد مع ذلك على أن موسكو لا تجد ضرورة في تشكيل مركز ثقل مقابل لحلف شمال الأطلسي، وقال: «لا أعتبر أنه يجب اليوم إقامة أي تحالفات أو اتحادات لإيقاف الناتو». وأضاف: «نحن لا نصادق أي طرف بغرض معاداة آخر، ولا ننوي خوض حرب».من جهة ثانية, ادعى الرئيس الروسي أن بلاده تمارس سياسة مستقلة سيادية على الساحة الدولية، وسياسة داخلية كما يطالب الشعب، ما يسهم في بقائها شريكاً موثوقاً به وغير خاضع للإملاءات. وقال في حديث لقناة «روسيا 24» مساء السبت 18 أبريل/نيسان معلقاً على سؤال حول تصدره تصنيف مجلة «تايم» لأكثر الشخصيات نفوذا في العالم، «بالطبع أنا لا أبالي بمثل هذه التقييمات، لأنه، وقد تحدث عن مثل هذا الأمر مراراً، وأكرر مرة أخرى، بأن نفوذ رئيس هذه الدولة أو تلك ينبغي أن يقيم في المقام الأول وفق قدرات الدولة المعنية الاقتصادية والدفاعية».
واستدرك الرئيس الروسي بالقول: «لدينا الكثير من المكونات التي تسمح لنا بأن نعتبر أنفسنا فعلاً بلداً يمارس سياسة مستقلة سيادية على الساحة الدولية، ويمارس سياسة داخلية تتوافق وتطلعات الشعب».
وأوضح قائلاً «من هذا المنطلق، نحن، بالمناسبة، شريك موثوق به بما فيه الكفاية لأننا لا نخضع لأي إملاءات ولا نركب الموجة». هذا، ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعليق على سؤال حول إمكانية الاعتراف بجمهوريتي دونيسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، معتبراً أن التطرق إلى هذه المسألة في هذا الوقت سيكون له «مفعول عكسي».
وقال الرئيس الروسي: «سنتعامل مع هذا الأمر بحسب الوقائع». وأضاف: «لا أود التطرق إلى هذا الأمر في هذا الوقت بالذات لأنه مهما قلت فسيكون لكلامي مفعول عكسي».