طلال الظفيري - (خاص الجزيرة) - الكويت:
استقبلت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت الشقيقة جموع المواطنين السعوديين من المقيمين والزائرين، وذلك لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، واختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.
وفي هذه المناسبة قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت د.عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز في أن الأوامر الملكية التي صدرت فجر الأربعاء لا شك أنها كانت قرارات تاريخية ولاقت صداً إيجابياً واسعاً لدى جموع المواطنين السعوديين في كل مدن ومناطق المملكة وخارجها، مضيفاً أن المواطنين السعوديين أياً كان موقعهم الذي يوجودون فيه هم حريصون دائماً على تأكيد ولائهم للقيادة والوطن، وليس من المستغرب من المواطنين السعوديين القدوم إلى السفارة وتقديم الواجب الوطني رغم مشاغلهم وأعمالهم، معرباً عن فخره بهم والقدوم إلى السفارة للتعبير عن مبايعتهم لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وأكد الفايز في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس الخميس على هامش استقبال السفارة بمقرها في الكويت لمواطنيها لتقديم البيعة، أن الأوامر الملكية جاءت لتؤكد سلاسة ترتيبات السلطة في المملكة، وهي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي وضع خارطة طريق لمستقبل المملكة، مضيفاً أن اختيار خادم الحرمين الشريفين لولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يؤكد النظرة البعيدة والثاقبة له في اختيار الأشخاص الأكفاء، مشيراً إلى أن الأوامر الملكية لاقت على الصعيد الداخلي ترحيباً كبيراً من مختلف شرائح الشعب السعودي، فيما أكدت للعالم الخارجي استقرار بيت الحكم في المملكة، والترتيبات هذه جاءت ضمانة لذلك.
ولفت إلى أن المملكة مستقرة والأوامر الملكية التي تصدر تصدر بعد دراسة وعناية والهدف الأساسي منها المصلحة الوطنية للمملكة، وما يهمنا هو الإجماع الشعبي الوطني الكبير الذي لمسناه ليلة أمس الأول في مراسم قصر الحكم في الرياض من مشاعر مواطنينا، مؤكداً أن المملكة لديها قيادة حكيمة تنظر إلى المستقبل وتعمل على استقرار الأمن في الوطن.
وعن تعيين السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير وزيراً للخارجية السعودية خلفاً للأمير سعود الفيصل، وما إذا كان هذا التغيير سيؤثر على السياسة الخارجية للمملكة، أعرب د. الفايز عن شكره وتقديره وامتنانه لما قدمه سمو الأمير سعود الفيصل للوطن على مدى 4 عقود، حيث كان نبراساً للعمل الدبلوماسي السعودي، لافتاً إلى أن سموه ترك مجال الخدمة العامة بسبب الظروف الصحية بعد أن قدم طلبه لخادم الحرمين الشريفين والذي قدر طلب سموه، مؤكداً أن بصمات الأمير سعود الفيصل كبيرة وقام بجهد كبير خدم فيه وطنه وملكه وهو قامة وهامة دبلوماسية كبيرة.
وأضاف الفايز: لقد تشرفت بالعمل مع سمو الأمير سعود الفيصل فترة طويلة، وكنت أعلم مدى المسؤوليات والأعباء التي كان يحملها الوزير الفيصل على عاتقه.
ورداً على سؤال حول انشغال مواقع التواصل الاجتماعي بتقديم الشكر للأمير سعود الفيصل عن طريق هاشتاق «شكراً سعود الفيصل» والذي وصل إلى ما يزيد عن 150 ألف متابع بعد ساعات من إعلان الأوامر الملكية، قال الفايز أنا أضم صوتي إلى هؤلاء وأقول شكراً يا سمو الأمير سعود الفيصل.
وأشار إلى أن معالي وزير الخارجية عادل الجبير هو ابن وزارة الخارجية السعودية وعمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن وعرف عنه حنكته السياسية ومهاراته الدبلوماسية، متمنياً له التوفيق في مجال عمله الجديد، واختيار القيادة له لم يأت من فراغ.
وفي رده على سؤال عن اختيار وزير خارجية لأول مرة من خارج الأسرة الحاكمة، قال الفايز إن اختيار الوزراء حق أصيل لخادم الحرمين الشريفين الذي يختار الأكفأ دائماً.
وعن زيارة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد إلى الأمير مقرن بن عبد العزيز في قصره بالرياض أمس الأول عقب صدور الأوامر الملكية، قال إن سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز خدم الوطن في مواقع عدة عسكرية وأمنية وغيرها، والأمر الملكي بإعفائه جاء بناء على طلب سموه، مضيفاً أن هذه الزيارة جاءت تقديراً لمكانة سموه عند الجميع ومحبة له ونظرة إليه كأحد العناصر الفاعلة في الأسرة.
وعن تهنئة القيادة السياسية الكويتية لنظيرتها السعودية عقب صدور الأوامر الملكية، قال الفايز إن من يعرف العلاقات الكويتية السعودية وعمقها وتاريخها الطويل يدرك بأن المملكة والكويت من أقرب الدولة لبعضهما بعضاً، مؤكداً أن العلاقات على مستوى القيادات والشعب وثيقة جداً، وما يهم الكويت يهم المملكة والعكس صحيح، مشيراً إلى أن سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد والقيادات السياسية في الكويت بادرت إلى تقديم التهنئة تعبيراً عن خصوصية العلاقات بين المملكة والكويت.
وفي الختام أعرب السفير الفايز عن فخره واعتزازه بالقرارات الحكيمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، متوجهاً بالشكر للمواطنين السعوديين الذين عطلوا أعمالهم لتقديم البيعة، مؤكداً أن المملكة قوية بمواطنيها وبقيادتها وبعقيدتها، لافتاً إلى أن مسيرة التنمية في المملكة لم تتوقف والارتقاء بوضع المجتمع السعودي وتحقيق التنمية على المجالات كافة لم يتوقف، موضحاً أن المعيار الرئيس في اختيار المسؤولين هو قدرتهم على تحقيق ذلك، والمعول عليه قبول المواطنين الذين عبروا عنه في حضورهم إلى قصر الحكم في الرياض لمبايعة صاحبي السمو الملكي ولي العهد وولي ولي العهد، كما تمت هذه المبايعة في سفارات المملكة في الخارج، مشدداً على أن المملكة لن تتخلى عن واجبها القومي والإسلامي بل ضحت وتضحي في سبيل المصالح العربية والإسلامية.