الجزيرة - حبيب الشمري:
ستكون الملفات كبيرة، وكبيرة جدا تلك التي سيواجهها وزير الصحة الجديد المهندس خالد الفالح المتسلح بخبرة أرامكو وروحها الوثابة، وديناميكيتها الخلاقة، عندما يباشر عمله اليوم في وزاراته التي تعاقبت عليها الأشخاص والخبرات دون جدوى. الأخطاء الطبية المشكلة الأزلية الأولى، وضحاياها الذين يتكاثرون لأسباب عدة تنتظر تدخله للحد منها، وإعادة الثقة للمستشفى الحكومي الذي أصبح مدعاة للخوف على الرغم من الصرف الملياري الهائل على ذلك، لن تكون بعيدة عن عين ويد رجل مفاوضات الزيت، وبارع مفاوضات الشركات العالمية.
نقص الأطباء والاستشاريين ونفرتهم من العمل في المناطق النائية والبعيدة، وتسرب الكوادر من المسشتفيات الحكومية إلى الخاصة سيكون ضمن (رزمة) القضايا المؤرقة للوزير الجديد.
مستشفيات الـ(50) سريرا التي كان موضع خلاف بين الوزراء الذين تعاقبوا على كرسي وزارة الصحة بين مؤيد ومعارض، ستكون على طاولة الوزير الجديد، حيث شكلت نقطة ضعف واضحة، بسبب عدم توافر الكوادر الكافية لتشغيلها، وقلة أعداد أسرتها التي تنعكس على تدني الخدمة وفقا للأعراف الطبية. ولن يكون بعيدا عن الفالح المولود عام 1960 بمدينة الدمام في المنطقة الشرقية، إشكالية طلبات نقل المرضى (إخلاءهم) خاصة من مستشفيات المناطق البعيدة والطرفية إلى الرياض أو جدة، حيث يمثل ذلك معضلة كبيرة، خاصة أن المستشفيات ذاتها، تطلب نقلهم بناء على حالتهم الصحة، ويصطدم بذلك بنقص الأسرة.
وتعطي السيرة الذاتية للوزير الجديد، تفاؤلا في الأوساط السعودية، خاصة أنه رئيس شركة أرامكو السعودية (حتى فجر أمس) وكبير الإداريين التنفيذيين، وهي أكبر شركة منتجة للنفط الخام في العالم. وكان المهندس خالد الفالح قد التحق بالعمل في (أرامكو) عام 1979م، ثم ابتعث للدراسة في جامعة تكساس (AالجزيرةM) فحصل منها على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 1982م. ثم واصل دراسته بالحصول على درجة الماجستير عام 1991م في تخصص إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.
وفي يوليو 1999م تولى المهندس الفالح وظيفة رئيس شركة بترون (مشروع مشترك بين أرامكو وشركة البترول الوطنية الفلبينية). وفي مطلع عام 2003م عُين نائباً لرئيس (أرامكو) لقطاع تطوير الأعمال الجديدة، وفي أبريل 2004 عُين نائباً للرئيس للتنقيب، وذلك قبل تعيينه نائباً أعلى للرئيس لأعمال الغاز في أغسطس 2004م. كما شغل المهندس الفالح بعد ذلك منصب النائب الأعلى للرئيس للعلاقات الصناعية في أكتوبر 2005م. وفي مطلع يناير 2009 تم تعيينه رئيساً لشركة أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين فيها، ثم صدر أمر ملكي كريم صباح أمس، بتعيينه وزيرا للصحة. ومن العلامات المضيئة في مسيرة الفالح دوره المهم في المباحثات التي تمت مع شركات الزيت العالمية فيما يتعلق بمبادرة الغاز الطبيعي.