لقد ظل حسن نصر الله يولول عبر وسائل الإعلام اللبنانية والإيرانية ويصرخ متهجماً على المملكة كدلالة على أن ضربات «عاصفة الحزم» المفصلية كانت موجعة، وكانت سياطا تلهب ظهره وظهر حلفائه، وفي إسقاط واضح، يصف المملكة بأنها مصدر المشاكل، فتلك صفة أوليائه الذين يعمل وكيلاً لهم في المنطقة، وإيران تتمدد في أربع دول عربية، وتحتل عددا من الجزر الخليجية، وهذا ليس مجرد إسقاط بل هو الإفلاس وافتقاد المنطق، فهو يدرك قبل غيره أن السعودية تلتزم مبدأ عدم التدخل في شئون الآخرين، ومواقفها الداعمة للقضايا العربية والإسلامية لا تتناقض مع هذا المبدأ، ويأتي تهجمه ضد المملكة كجزء من وظيفته في التغطية على الأطماع الإيرانية السافرة، باعتباره بوقاً إعلامياً إيرانيا لبث الأكاذيب والتدليس وصرف الأنظار عن جرائم الحوثيين ومن ورائهم إيران في اليمن وغيرها، حيث يتبجح مسئولون إيرانيون بأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية.
التاريخ ينبئ بأن المملكة لم تكن معتدية في يوم من الأيام، ولن تكون ذليلة أو مكتوفة الأيدي في الدفاع عن حدودها ومصالحها ومصالح الشعوب الشقيقة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ماذا قدمت إيران لليمن عبر الحوثيين غير الأسلحة، وحفر الخنادق، وجلب الدمار والخراب والفتن وتوقف عجلة الحياة تماماً، في مقابل تقديم المملكة في يوم واحد فقط 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن.
ولولة «نصر الله» لن توقف عمل العاصفة الإستراتيجية. وشتائمه دليل على الانفعال والتوتر والانفلات، وعدم استيعاب صدمة عاصفة الحزم، ونتيجة الهستيريا التي أصابته وأصابت أسياده جراء ذلك.
إن كيل الاتهامات ضد المملكة ناتج عن إدراك حسن وأسياده بأنها الصخرة التي تتحطم عليها أطماع وأحلام الصفويين، فالمملكة قوة اقتصادية وسياسية ودفاعية ضاربة، كما أن مكانتها لدى المسلمين وحكمة قيادتها، تشكل عامل قوة إضافي ملموس يرعبهم.
ليدرك حسن نصر الله أن عاصفة الحزم عمل شجاع، وعودة للوضع الإقليمي، ومطلب مهم لالتفاف الدول العربية حول تحالف عسكري لمواجهة التحديات والمهددات، وإعادة الثقة والأمل للعمل العربي المشترك، لتحقيق الأمن والسلام وتأمين المصالح العربية والدولية.
- فهد بن مشاري بن عبدالعزيز