أبها - عبدالله الهاجري:
جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صباح أمس الأربعاء 29 أبريل 2015 بقبول طلب صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بإعفائه من ولاية العهد وبتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي لولي العهد ، ليُعلن معها بأن الملك سلمان سيكون آخر أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في تولي مقاليد حكم هذه البلاد والتي وحدها في سبتمبر 1932م، وليعطي الملك سلمان بأمره يوم أمس الفرصة للجيل الثاني من أحفاد المؤسس لقيادة دفة هذه البلاد على أساسها الذي بناه الملك عبدالعزيز والتي قامت على كتاب الله وسنة رسوله ليواصل أبنائه الملوك السير على قيام هذه البلاد وفق الشريعة الإسلامية السمحة.
وبدأت المملكة العربية السعودية بشكلها الحديث وذلك بعد توحيد مناطقها تحت مسمى المملكة العربية السعودية في 21 جمادى الأولى 1351 هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م ، ويعتبر الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أول ملك للسعودية واتخذ لقب «جلالة ملك المملكة العربية السعودية»، وفي عام 1352هـ (1933م) عيّن ابنه الأكبر الأمير سعود بن عبد العزيز وليّاً للعهد بعد الموافقة وأخذ البيعة له، وقد كان يسانده في أمور الدولة، وفي الحجاز كان ينوب عنه ابنه الأمير فيصل بن عبد العزيز. استمر الملك عبد العزيز في الحكم إلى أن توفي في الطائف سنة 1373 هـ (1953م).
بعد وفاة الملك عبدالعزيز تمت مبايعة ابنه سعود ملكاً سنة 1373هـ (1953م)، وفي عهده تمت العديد من الإصلاحات الداخلية والمشروعات العمرانية من أهمها، إنشاء مجلس الوزراء وإسناد رئاسته إلى الأمير فيصل بن عبد العزيز، والنهضة التعليمية التي تم فيها تحويل مديرية المعارف إلى وزارة المعارف وعيّن الأمير فهد بن عبد العزيز وزيراً للمعارف، وعمل على توسعة المسجد النبوي الذي اعُتمد مشروعه في عهد الملك عبدالعزيز، ثم توسعة المسجد الحرام. أما فيما يتعلق بالإعلام فقد عمل على إنشاء المؤسسات الصحافية الأهلية، وأنشأ العديد من الإذاعات، كما أنشأ وزارة الإعلام سنة 1381 هـ وأسس التلفزيون في 1383 هـ.
وفي 1383 هـ (1964م) مرض الملك سعود فتم تعيين أخاه فيصل بدلاً عنه، وبعد أن تولى الملك فيصل الحكم عمل على أمور عدة أبرزها، العمل على ضم جامعة الملك عبد العزيز الأهلية إلى الدولة وتحويل الكليات والمعاهد العلمية إلى جامعة أصبحت فيما بعد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما عمل على تحويل كلية البترول إلى جامعة البترول والمعادن. في عهده كانت تدور الصراعات العربية الإسرائيلية وفي حرب العاشر من رمضان 1393 هـ الموافق السادس من أكتوبر 1973م حيث كانت السعودية إحدى الدول المشاركة في الحرب، وأمر بقطع إمداد البترول عن الدول المؤيدة لإسرائيل، فكان مسانداً لتلك القضية ماديّاً ومعنوياً.
وفي عام 1395 هـ / 1975 تولى الملك خالد الحكم، فشهدت المملكة في عهده تطوراً ملحوظاً في البناء والتنمية، وترأس العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وترأس عدة مؤتمرات إسلامية، ويُعد من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي، وحضر أول مؤتمر قمة له والذي أقيم في عام 1401 هـ (1981م). كان عهده يتميز بالرخاء الاقتصادي فعمل على تطوير عدد من المرافق، فشهدت النهضة التعليمية تطوراً كبيراً، حيث تم افتتاح جامعة الملك فيصل بالدمام وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وفي المجال السياسي فقد اهتم بعدد من القضايا العربية و الإسلامية، من أبرزها القضية الفلسطينية، ودعم المجاهدين الأفغان إبان الحرب السوفيتية في أفغانستان ومساعدتهم في المحافل السياسية منها والإقليمية. توفى الملك خالد في الرياض سنة 1402 هـ (1982م).
في سنة 1402 هـ 1982 تولى الملك فهد الحكم واتخذ لقب خادم الحرمين الشريفين، وفي عهده برزت العديد من الإنجازات على الصعيد الإسلامي، أهمها مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة الحرمين الشريفين، وتوسعتهما كي يستوعب المسجد الحرام أكثر من مليون و نصف مليون مصل و الحرم المدني أكثر من مليون ومائتي ألف مصل، بالإضافة إلى تطوير المناطق المحيطة بها. بالإضافة إلى مواقفه في القضايا العربية والإسلامية التي من أهمها القضية الفلسطينية من حيث الدعم السياسي والمادي والمعنوي، و في عهده نهضت البلاد حضارياً شملت العديد من المرافق، فقد تطور التعليم في عهده وازدهرت الحركة العمرانية، ونمت النهضة الصناعية. كما شهدت المملكة في عهده نهضة زراعية كبيرة إذ قدمت الدولة دعماً كبيراً لوزارة الزراعة بحيث تطورت الزراعة خاصة في مجال القمح. توفي سنة 1426 هـ (2005م)، بعد أن استمر حكمه نحو 24 عاماً.
في 26 جمادى الآخرة 1426 هـ الموافق 1 أغسطس 2005م تولى الملك عبد الله الحكم واحتفظ بلقب خادم الحرمين الشريفين، وعيّن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولياً للعهد ، والذي توفي في 24 ذو القعدة 1432 هـ الموافق 22 أكتوبر 2011، فخلفه الأمير نايف بن عبد العزيز الذي استمر إلى وفاته في 26 رجب 1433 هـ الموافق 16 يونيو 2012،ثم عُيّن الأمير سلمان وليّاً للعهد. في عهد الملك عبد الله تطورت مختلف القطاعات، من أبرزها توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، وزيادة عدد الجامعات والكليات وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بالإضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والأمر بإنشاء عدد من المدن الاقتصادية.
وفي 3 ربيع الآخر 1436 هـ الموافق 23 يناير 2015، توفي الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وتم تعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً على البلاد، كما تم تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وليّاً للعهد.
وصباح أمس الأربعاء 29 أبريل 2015م أعلن خادم الحرمين الشريفين بقبول طلب صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بإعفائه من ولاية العهد ليتم تعين اثنين من أحفاد الملك عبدالعزيز، حيث تم تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان ولي لولي العهد .