سعدت، في سبتمبر 1997م، بأول لقاء.. مع ابن الملوك عميد الوزراء.. وتشرفت منذ ذلك التاريخ بالعمل تحت قيادته ضمن اللواء.. والسفر بمعيته محلقاً في الأجواء.. متنقلاً بين مختلف المدن والأرجاء.
عشت، في حضرته، والزملاء كافة.. هيبة وشموخاً.. تصافحنا بجود واحترام، وتواضع ونقاء.. وتشدنا بسعة أفق واطلاع عبقها سمو النبلاء.. ينصت بانتباه، ويقرأ بتمعن مختلف الآراء.. كلماته مقتضبة باتزان، لا يتحدث غثاء.. يأبى الزيف والمظاهر.. صبوراً جلداً، متحملاً العناء.. يهب إذا هتف النداء.. لخدمة دينه، وملكه، ووطنه.. صبحاً ومساء.
تعلمنا منه، أن أساس النجاح.. تقدير أي عمل أو شخص، وعدم الكبرياء.. ودعائمه اللطف والدماثة، وتجاوز الأخطاء.. وتتلمذنا على يديه، أن الولاء للوطن، والوفاء.. يتجسد بصفاء.. عند نكران الذات، والبذل والعطاء.. بنزاهة وسخاء.. وتفان لا يكل، بدون رياء.
شاهدناه سنوات عديدة يقدم دروساً في: كيف يكون الحزم صامتاً.. عندما يتحدث السفهاء؟ وكيف تكون، ومتى مداخلات الحكماء؟ وكيف بالذكاء.. تدع الأشقياء يحصدون الهراء.. وتنال أنت ما تود وتشاء؟ وكيف يتجلى الدهاء.. عندما تغير الأعداء، ليصبحوا أصدقاء؟ وكيف تدافع عن قضايا أمتك، وترسخ موقع بلادك ثابتاً.. في محافل الأقوياء؟
فلا غرابة أن ارتقى درجات المجد.. وأضحى للفخر والعز سناء.. كاسباً المحبة والثناء.. من الناس كافة، والزعماء.. بغض النظر عمن غادر أو جاء.
يندر، يا سعود الفيصل، أن تلد أمثالك النساء.. يسجلك التاريخ واحداً من العظماء.. ضحيت براحتك وصحتك، والهناء.. في سبيل أن يكون وطنك وأمتك في العلياء.. فحق علينا أن نبتهل للمولى بالدعاء.. بأن يجزآك خير الجزاء.. هو الكريم، البارئ، خالق الأرض والسماء.
د. يوسف بن طراد السعدون - وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الاقتصادية والثقافية