اطلعت على مقال رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الغراء الأستاذ خالد المالك (التحديات لا تنتهي بإنقاذ اليمن) في عدد يوم الثلاثاء 21 أبريل 2015م.. وأعلق عليه: أنه إذا كانت الخارجية الإيرانية تقول إن نفوذ إيران بات يمتد من لبنان إلى اليمن، عن لسان علي أكبر ولايتي، فإني أختلف مع تصريحه المضلل. أسميه المضلل لأن الواقع يقول غير ذلك، وماذا يقول الواقع؟.. يقول الواقع: إن لإيران علاقات واسعة مع دول القرن الإفريقي منها جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وإريتريا وغيرها، إذن كلام ولايتي عارٍ عن الصحة تماماً، ولا نستطيع أن نحدد نوعية العلاقات التي تربط دول القرن الإفريقي مع إيران، لكن هناك مصالح اقتصادية تربط هذه الدول بإيران، خصوصاً إريتريا وجيبوتي، وماذا يعني ذلك؟.. يعني ذلك أن إيران ذهبت بعيداً عن لبنان واليمن، وهذه هي الحقيقة التي يتجنبها البعض لأسباب غير معروفة، وفي النهاية أتساءل: ما هي الخطوة التالية التي ستتخذها الدول الواقعة على البحر الأحمر؟.. وهل سنقول لإيران عفا الله عما سلف أم أن هناك إجراءات صارمة سيعلن عنها العرب لاحقاً تجاه سلوك إيران الهمجي؟ ويعتقد كثير من الناس أن الإنسان الطيب المسالم المتسامح دائماً هو إنسان ضعيف يسهل اقتياده والسيطرة عليه، بل يذهب البعض إلى حد استعباده وإذلاله، وما ينطبق على الإنسان ينطبق أيضاً على الدول، فتعتقد بعض الدول الكبرى أن الدول الصغرى المسالمة التي لا تعتدي على أحد ولا تؤذي أحداً هي دول ضعيفة يسهل احتلالها والسيطرة عليها ونهب ثرواتها، بل قد يحدث الخلاف والشقاق داخل الدولة الواحدة فتطغى طائفة على طائفة أخرى لمجرد أن الطائفة المعتدى عليها طائفة مسالمة تعيش في أمان وسلام ولا تعتدي على أحد، فتحاول الطائفة المعتدية فرض سيطرتها على الطائفة المسالمة اعتقاداً منها أنها طائفة ضعيفة.
ويحضرني بهذه المناسبة حديث الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، حينما بعث معاذ بن جبل قاضياً على اليمن قال له بم تقضي يا معاذ؟.. قال: بكتاب الله. قال فإن لم تجد؟.. قال: فبسنة رسول الله. قال فإن لم تجد؟.. قال: أجتهد رأيي ولا آلو جهداً. قال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله إلى ما يرضي الله ورسوله.
وفيما يتعلق بالمشكلة اليمنية التي خصصت لها المملكة العربية السعودية «عاصفة الحزم» لحلها، أقول إن ما توصل إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو ما يطابق تماماً الحل الذي فرضه الله عز وجل لهذه المشكلة وأمثالها في كتابه العزيز، اقرأ معي قوله تعالى في سورة الحجرات: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، إذن الدول الإسلامية كلها مطالبة بالانضمام إلى «عاصفة الحزم» وليست الدول العربية فقط. إن «عاصفة الحزم» تسير في الطريق الصحيح الذي تسير فيه الأمة العربية والإسلامية وهو الطريق الذي شرعه الله عز وجل.
نجوى الأحمد - الرياض - جامعة الأميرة نورة