كبار السن من الآباء والأمهات نعمة لكل بيت يتنفسون بين أرجائها فهم بركة البيوت ولن نعرف قيمة تلك النعمة إلا بعد رحيلهم عن دنيانا. والتعامل معهم مسألة أخلاقية إنسانية بالدرجة الأولى إذ إن ذلك يعبر عن جوهر الإنسان وحقيقته الصادقة هم شموع مضئية نشتم منها عبق الماضي وذكريات الزمن الجميل يظل وجودهم في حياتنا حياة كاملة تختلف عن زوايا حياتنا الأخرى.
وقد قرن الله سبحانه الإحسان إليهم بعبادته قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (23-24) سورة الإسراء.
البعض يتأخر في زيارة والديه في الاتصال بهم والاطمئنان على أحوالهم مسؤولياته لعائلته الأخرى غطت على تلمس احتياجاتهم وهو شيء من العقوق وفي الجانب الآخر حال تدمع له القلوب وهو حال الكثير من الآباء والأمهات مما نالهم عقوق من أبنائهم بقسوة تقف كثيراً أمام تفسير ما يحدث هل هو ضعف الإيمان؟.. أم قسوة قلوب اجتمعت بين ابن وزوجته بين أخ وأخته بين أخ وأخيه؟.
قصص نسمعها وقضايا تغص فيها المحاكم من عقوق الأبناء باللفظ أو رفع اليد والإهانة قصص تقشعر منها الأبدان فما هي أسباب هذا التحول المجتمعي؟.. هل مؤسسات المجتمع مقصرة في دورها في الجانب الذي يخص حقوق الوالدين وبرهما؟.. أم أن الآباء قصروا في التربية؟.
هل عندما اشتد عودك وأصبحت رجل وكان لك أمراً في الحياة وبيت وزوجة وأبناء تمنح نفسك حق التخلي عن من هم سبب وجودك فيما أنت فيه بعد الله سبحانه؟.. وتستخسر على والديك مكانً في بيتك حيث أمتلأ قلبك بغيرهم؟
هل قوتك على والديك برفع اليد أو التلفظ عليهم بالفاظ نابية أو مجرد تلوح بيديك في وجوههم مع رفع الصوت من الرجولة بشيء؟.
البعض من الزوجات للأسف وراء ذلك العقوق أقول البعض لأن الكثير من البعض الآخر ولله الحمد هن من يساعدن أزواجهن على البر بوالديهم بل وصل الأمر ببعضهن للأسف في وضع الأب أو الأم في مكان بعيد عن البيت كملحق خارجي مثلاً أمام رجل يُنزل رأسه خوفاً من إمراة متسلطة لا تخاف الله رضي أن تكون سيدة البيت ومن فيه!!
السؤال الذي أتمنى أجد إجابة له أنت يا من للأسف نضطر ندعوك (رجل) ونصفك مصاف الرجال يامن رضيت بهذا الوضع لوالديك أمام صمتك المخجل أو رضيت أن تودع والديك في دار المسنين تلبيةً لرغبة تلك الزوجة ألم تُفكر بالله سبحانه وتعالى ألم تقرأ الآية القرآنية التي قرنت رضا الله سبحانه برضا والديك؟.
ألم تفكر بنفسك ومصيرك مستقبلاً وأبناؤك يرون عقوقك لوالديك وتترسخ فكرة أن بر الوالدين بما يرونه للأسف من تعاملك مع والديك ويعتقدون أن ما تعمله بر؟.. كن على يقين بأنك ستنال طعم هذا البر الذي أذقت مرارته والديك، علامات استفهام كثيرة حملها مقالي لأنه لا يوجد على وجه الأرض إنسان يحمل من الإنسانية والرحمة والدين يُقدم على أمر تهتز له كل المشاعر كالعقوق! وتظل الأسئلة ملحة لعلي أجد سبباً لهذه الظاهرة الشاذة على مجتمعاتنا.