الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - أحمد يسري:
أعلنت اللجنة العليا للإغاثة أن عدن والضالع وتعز مناطق منكوبة، وأن الأمور في هذه المدن تحتاج إلى وقفة عاجلة لتقديم الإغاثة والأعمال الإنسانية في هذه المناطق، وأن الحالة الأمنية والصحية والمعيشية خطيرة، وأن ما يمارس في هذه المناطق من قِبل المليشيات الحوثية وجماعة علي صالح يتطلب تدخلا قويا على الأرض لمنع هذه المليشيات من الأعمال الإرهابية التي تقتل الناس وترهبهم وتدمر كل شيء على الأرض وتمنع وصول الإمدادات الإنسانية للمحتاجين.. كما أعلنوا أن الجماعات الحوثية ومليشيات صالح قد حاصروا المستشفى الجمهوري في عدن وأخرجوا المرضى منه وتم رميهم في الشوارع.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للجنة العليا لإغاثة الشعب اليمني داخل السفارة اليمنية وحضره عدد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام الدولية والمحلية.
وقد ألقى الوزير المفوض في السفارة اليمنية زين محمد القعيطي القائم بالأعمال كلمة رحب فيها بوسائل الإعلام ممتدحا الجهود التي تقوم بها دول التحالف لنصرة الشعب اليمني..
كلمة وزير الإعلام
بعد ذلك ألقت معالي وزيرة الإعلام في الحكومة اليمنية مسؤولة الإغاثة نادية السقاف كلمة، حيّت فيها الحضور وقالت علينا أن نترحم على أرواح الشهداء من مدنيين وعسكريين الذين يدافعون عن الحرية والكرامة وندعو للجرحى بالشفاء العاجل..
وقالت الوزيرة السقاف إننا نعبّر عن خالص تقديرنا واحترامنا للمواقف الشجاعة التي يُسطرها أبناء شعبنا اليمني اليوم في ساحات المقاومة في عدن وتعز وصنعاء ومأرب والبيضاء وشبوة والجوف والضالع والحديدة وفي جميع أنحاء بلادنا الحبيبة.
اليمن يعيش كارثة إنسانية متفاقمة، إلا أن مواقف أبنائه وبناته المخلصين تؤكد يوميا صنعها لملاحم الانتصار القادم بعون الله.
وأوضحت أن الحكومة اليمنية تؤكد لأبناء شعبنا الحبيب كافة من صعدة إلى المهرة بأنها تعيش معاناته وآلامه وتعمل ليل نهار لاستعادة الدولة من مجرمي الحرب الذين اغتصبوها ولم يراعوا أي قيم إسلامية أو إنسانية أو حتى وطنية.
وقد حددت في أولوياتها القصوى معالجة الجوانب الإنسانية الطارئة التي يعاني منها شعبنا الحبيب داخل وخارج اليمن دون تمييز ولذا تم إنشاء اللجنة العليا للإغاثة بقرار من فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وبقيادة دولة نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، وبعضوية الوزراء المعنيين، بحيث يكون مسؤول الإغاثة مقررا للجنة وتستعين اللجنة بمن تراه مناسبا من الخبراء والشركاء والمانحين.. بالإضافة إلى العشرات من الجنود المجهولين الذين يعملون من وراء الكواليس سواء من داخل اليمن أو خارجها ويضعون مخافة الله ثم المصلحة الوطنية فوق كل شيء.
مشيرة إلى أن هذه اللجنة تهدف إلى تنسيق الجهود الإنسانية الإغاثية وتحديد الأولويات من واقع المعاناة على الأرض والحرص على وصول المساعدات إلى كل أبناء الوطن لتخفيف المعاناة الإنسانية للمواطنين اليمنيين وتقديم مختلف أعمال الإغاثة وتوفير الاحتياجات الإنسانية للمناطق المتضررة، حيث إن هناك أحداثا دامية يوميا تقع بين المواطنين من الظلم والعدوان من قِبل هذه المليشيات.
وحرصا من اللجنة على التواصل السريع والفعال فقد صممت موقعا على الإنترنت www.yemenrelief.net يحمل أرقام وطرق التواصل مع من يرغب في مد يد العون لإغاثة اليمنيين وإنقاذ اليمن للتواصل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية كافة.
واختتمت الوزيرة كلمتها بالقول: عند الحديث عن الجهات الداعمة والممولة لأعمال الإغاثة تجدر بنا الإشادة بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأجهزة المملكة ورجالها ونسائها كافة الذين هبوا لنصرة الشعب اليمني في قضيته العادلة، مؤمنين بأن اليمن جزء منهم وأن استقرار ورخاء اليمن من استقرار ورخاء المملكة، والإقليم بأكمله.
كما نشيد بالقيادات الخليجية ودول مجلس التعاون والكثير من الخيرين الذين ساهموا ويساهمون وسوف يساهمون في إنقاذ اليمن.
وندعو الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني للاستجابة العاجلة لإغاثة اليمن وكلنا ثقة بأن نداء الإنسانية يتفق عليه الجميع وهنالك من قدم ومن على استعداد لتقديم العون لليمن لتدارك تداعيات هذه الكارثة الإنسانية الحادة والمتفاقمة.
وأهم من هذا وذاك ندعو اليمنيين إلى إنقاذ بلدهم من خلال التعاون مع جمعيات ومنظمات الإغاثة ومنع من يتعرض لها ومنع مليشيات الحوثي وصالح من استخدام المدارس والمستشفيات والمرافق العامة لتخزين السلام أو التمركز فيها. إذا لم نحمِ بلدنا بأنفسنا، لن نستطيع استعادتها مهما كان العالم يساعدنا ويقف معنا في قضيتنا.
داعية الشعب اليمني الحبيب إلى تعزيز التضامن والتكامل الاجتماعي على مختلف المستويات لمواجهة هذه الأزمة، وعلينا أن نتشبث بالأمل فالفرج -بإذن الله- قريب.
وزير النقل
عقب ذلك تحدث وزير النقل دكتور بدر باسلمة عن وضع العالقين والنقل الجوي، وقال نحن نعمل -حاليا- على معالجة 25 ألف لاجئ يمني موجودين في مختلف دول العالم يريدون العودة لوطنهم مثل شرق آسيا جاكرتا.. الهند.. مصر الأردن جيبوتي.. وهم -حاليا- يعانون من العودة ولذلك هذه اللجنة -حاليا- تعمل على خطوات عملية من خلال التنسيق مع المملكة ودول التحالف.. وقد تم الاتفاق مع دول التحالف على وصول هؤلاء العالقين إلى المطارات الموجودة وسيتم بدءا من يوم غد انتقال هؤلاء العالقين عبر طائرات الخطوط اليمنية الموجودة -حاليا- في جيبوتي حيث ستذهب طائرتان يوم غد إلى القاهرة.. وإلى الأردن وهما جاهزتان لنقل الركاب إلى مطار صنعاء مباشرة، ويوم الخميس ستكون هناك رحلتان إلى مطار صنعاء ورحلة واحدة إلى مطار سيئول، بمعنى أنه سيكون هناك ثلاث رحلات يوميا على مدار كل يوم لنقل العالقين على مستوى المطارات المختلفة، ووفقا لتراخيص زمنية تم الاتفاق عليها من طيران التحالف.
وأضاف الوزير باسلمة أن المهمة الثانية هو إدخال السفن إلى المنافذ لإدخال أعمال الإغاثة والسفن التجارة وسفن النفط، وقد تم وضع آلية مع دول التحالف بمواعيد هذه السفن والمنافذ المتجهة إليها.
مشيرا إلى أن لدى لجنة الإغاثة -حاليا- ما يقارب من 180 تصريحا جويا، 48 وبحريا، 89 تصريحا بريا منها 86 تصريحا خاصا بالمنظمات الإغاثية لدخول الموانئ اليمنية.
وأشار الوزير باسلمة إلى أن هناك نقطة ثالثة ومهمة وهي موضوع الخدمات، خاصة بعد هدم المناطق وعزلها في عدن ومنع الخدمات مثل الكهرباء والهاتف والمياه والغاز وهذه الأمور المواطن في حاجة ماسة لها وفي عدة مدن مثل عدن وتعز والضالع، وهي تمر بحالات إنسانية تستدعي السرعة في معالجتها.. ونحن نركز في إيصال هذه الخدمات.. وأغلب مدن عدن ليس فيها كهرباء.. وهناك وضع إنساني خاصة أن المليشيات الحوثية ضربت أبراج المياه وأعطبتها.. بالإضافة إلى الصعوبة في الحصول على الوقود.
مشيرا إلى أن المليشيات الحوثية تقوم بنهب الوقود من المحطات واستخدامه للعمل العسكري وهذا ما سوف نواجهه ونعمل عليه لمنع هذه المليشيات من هذا العبث.. ونركز على توفير الخدمات للمواطنين.
وزير الإدارة المحلية
بعد ذلك تحدث معالي وزير الإدارة المحلية ومسؤول الشبكات المحلية عبدالرقيب فتح الأسودي عن دور السلطات المحلية في الإغاثة فقال: يسرني أن أرحب بكم في هذا المؤتمر الأول لهذه اللجنة وأود أن أطلعكم بأن هناك شبه تدمير كامل للمناطق.. ونحن أصدرنا تعليمات بأن تكون السلطات المحلية في المناطق هي المسؤولة عن تقديم الخدمات واستلام المعونات وربط منظمات المجتمع المدني بالسلطات المحلية.. ونحن دورنا دور إغاثي وإنساني لا ننظر لأي أحزاب بل ننظر إلى المجتمع بالكامل..
داعيا السلطات المحلية في اليمن أن تتعاون مع أعمال لجان الإغاثة المحلية والدولية كافة، وأن تقدم خدماتها دون تمييز وقد أصدرنا تعليماتنا ولا يوجد أي إعاقات ونحن نحمّل المليشيات الحوثية عدم إعاقة أعمال الإغاثة المواطن اليمني يحتاج منا الدعم وتلمس حاجاته وسيتم محاسبة من يقصر من السلطات المحلية.
وزير حقوق الإنسان
بعد ذلك تحدث وزير حقوق الإنسان في اليمن عز الدين الأصبحي عن الوضع الإنساني على الأرض فقال أعلن لكم بأن عدن والضالع وتعز مدن منكوبة وقد اعتمدنا على تقارير من الميدان من السلطات المحلية والتواصل المباشر مع لجان الإغاثة.. للوضع الإنساني الذي تعيشه هذه المدن من الجماعات الحوثية وعلي عبدالله صالح وهناك تقارير المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني تؤكد لنا ذلك من خلال جرائم الحرب التي تقوم بها هذه المليشيات والأعمال التي تقوم بها لإرهاب المواطنين.
وعدد الوزير بأن هناك أكثر من 1000 قتيل وعشرات الجرحى وهناك أكثر من 5 آلاف جريح من النساء والأطفال.. وهناك 15 شخصا في عدن يقتلون يوميا عبر القنص والاعتداء المباشر والسلاح الثقيل.. وكل المدارس استخدمت، والناس دروع بشرية.. وهي جرائم حرب عبر قناصة محترفين وجماعات متمردة.
وهذا التمرد المسلح استهدف المواطنين وليس هناك حرب مع أي دولة أو اعتداء خارجي الحرب زرعها هؤلاء الذين دمروا البلد وأرهبوا الناس وهناك تمرد عسكري واضح تساند المليشيات الحوثية.. في قتل المدنيين.. وهذه الأمور أعاقت عمل اللجان العاملة في الميدان والمنظمات الدولية.. ولم تستطع هذه المنظمات إلى مساعدة الجرحى ونقل الموتى هناك عدوان واضح على مواطنين عزل.. كما أن هناك أكبر جريمة إنسانية وهي زج الأطفال في الصراع وهو موضوع في غاية الخطورة أن يستخدم الأطفال في صراعات هذه المليشيات..
كما أنه تم القبض على عدد من الأطفال القصّر في تعز وهم يحملون السلاح..
وأضاف أن عدد اليمنيين الذين يحتاجون الرعاية الصحية ما يقرب من 9 ملايين شخص وهناك ما يقارب من 12 مليون هم في حاجة إلى الإغاثة والأعمال الإنسانية نتيجة هذه الصراعات..
وقال إنهم يستخدمون المستشفيات كثكنات عسكرية.. وأنهم يستهدفون الأطباء كما تم تدمير 4 مستشفيات للكلى وانعدام التحاليل.. كما تسبب الصراع في تدمير أكثر من 365 منزلا.. والنازحون 250 ألفا والعالقون 25 ألفا.. مشيرا إلى أن هناك ضربا للبنية التحتية وأن هناك نحو ربع مليون فقدوا دراستهم هذا العام.. وهناك أكثر من مليون فقدوا مقاعدهم من أثر تعطل الطرق كافة وقال إن هذه الصورة المأساوية التي يرتكبها علي صالح والحوثيون تعود باليمن إلى 100 عام.. وهناك تضييق لجميع وسائل الإعلام.
وقد وجهت اللجنة العليا نداء للإغاثة العالم باسم القيم الدينية والإنسانية المهم والعاجل الأهم الاحتياجات الملحة التدخل السريع من خلال إرسال فريق طبي إلى عدن ومستشفى عائم مع توفير الأدوية وتوفير وقود ووحدات لغسل الكلى.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) لمعالي وزير النقل باسلمة.. هل يعني أن هذه المدن التي أعلن عنها بأنها مدن منكوبة محتلة عسكريا.
أجاب باسلمة هي ليست محتلة عسكريا.. ولكنها منكوبة لأن جميع الخدمات تم قطعها وهي مليشيات مختبئة داخل المجتمع تذبح وتهدد السكان وتستهدف جميع المنشآت الحيوية مثل الماء والكهرباء والغاز والأغذية وتسرق وتنهب جميع المحلات وتحاصر السكان جوعا.. مؤكدا أن هناك جهودا -حاليا- تبذل لفتح ممرات لإدخال المعونات الإنسانية بالتعاون مع المملكة ودول التحالف.