على اسم ربي الواحد المنانِ
حطّم قلاع الغيِ والبهتانِ
يا خادم البيت العتيق تحيةً
هذي نسورك في حمى أوطانِ
أقررت في حق الجوار ملبّياً
غوثاً لأرض اليُمْن والعُربانِ
وأقمت صرحاً للشموخ على المدى
عضداً قوياً جاد بالأعوانِ
في موكب الفخر المرصّع بالسنا
شمخ العرين إلى ذرى سلمانِ
من قبلة الإسلام من نبع الهدى
هذي حشود النصر كالطوفانِ
أُسْدٌ توقّد بالوثوب زئيرها
حزم البطولة ساحة الشجعانِ
وجعلت من روح الإباء توجهاً
تغدو إليك كتيبة الفرسانِ
من قوة الحزم المدمدم غضبةٌ
ثارت تؤجج بالنفير معاني
كي تبعث النصر المبين مؤزراً
فوق الحصون على رُبى الأركان
بين الطليعة قد توافد فتيةٌ
قاموا لنصر الدين والديانِ
روح الفداء توحّدت بقلوبهم
عزماً يقود السرب للعنوانِ
جعلوا الشهادة نُصب عين رؤوسهم
وتوجهوا للخالق المنان
لبّوا النداء بنفرةٍ الحر التي
تعلو بهام المجد في الأكوان
وثب الأباة على البغاة وكبروا
حملوا لواء الطوع والإذعانِ
هم في السماء كواكبٌ وضّاءةٌ
لاحت بنصر الحق في البلدانِ
هم وجه خيرٍ قد أطل مبشراً
بين الربوع وفوق كل مكانِ
صاحت لأسراب النسور شجاعة
تفدى الثرى بالروح والأبدانِ
للحزم عاصفة تَبدّى وقْدُها
حِمماً تُثير حفيظة البركانِ
وهناك في الأفق الرحيب سواعدٌ
قامت بنبض القلب والوجدانِ
لتزود عن أرض الإباء بروحها
وترد كل منافقٍ طعّانِ
ترمي جموع المعتدين بجمرةٍ
مقتاً يُصَبُّ على بني الشيطانِ
فرسانك الغر الميامن قرة
جادوا لها في السر والإعلان
في كل موقعة تبادر جمعهم
نصراً لدين الله في الميدان
عزمٌ إذا دعت البلاد لوقفةٍ
لم يبق بين جموعهم متواني
سبقوا إلى داعي الجهاد بوثبةٍ
عمدوا هناك لجنة الرضوانِ
لملامح النصر المبين شواهدٌ
شمّاء تودي البغي والعدوانِ
لله في أرض البطولة فتيةٌ
صالوا بمجدٍ عالي البنيان
ولينصرن الله من نصر الهدى
خبرٌ أتى في محكمِ القرآنِ
شعر - رمضان زيدان