تعليقاً على مقال الباحث الاجتماعي الرائع الأستاذ خالد الدوس المنشور في صحيفتكم الغراء بتاريخ 19 أبريل 2015م والذي جاء تحت عنوان (الشائعة سلاح العاجزين) أود التعليق بالقول أن الشائعة هي نقل كلام غير مطابق للواقع، أو فيه جزء من الواقع، يتم تناقله والزيادة عليه؛ حتى ينسج قصة من الهلع أو الفرح المضلل.
والشائعة حروب نفسية، تفتّ في عضد المجتمع الواحد. والمسلم مأمور بالتثبُّت أولاً، وأن يحذر من نشر ما لم يثبت، وأن يكون مدركاً لأبعاد الأثر السيئ لما ينقله. ولا ينقلها إلا مغفل جاهل أو حاقد أو منافق يريد الإرجاف، فإن سمعت شائعةً فالتزم توجيه الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا... ، ولا تتصف بصفات المنافقين والجهلة الذين يبثون الهلع والخــوف والقلق في نفوس المؤمنين لأي خبر يسمعونه وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ .. والالتزام بتوجيهه عليه الصلاة والسلام «كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع».
ودائماً يهدف مصدرو الشائعات إلى إثارة القلق والحيرة والشتات للمجتمع، بل لهزيمته ونكوصه وتفريق شمله واجتماعه.. وقطع الطريق على هؤلاء يكون بإماتة أخبارهم الكاذبة المضللة. وفي الأحداث تكون الأرض خصبة لنشر الأخبار وانتشارها كالنار في الهشيم؛ وذلك بسبب أن الكل يتابع ما يستجد لفطرة النفس البشرية لمعرفة مستقبل حالها ومآلها.
وكلما كان القرار واحداً، ومصدر الخبر كذلك، فإن ذلك من وسائل القوة المعنوية التي تمتد للقوة المادية. فإذا أوقفتَ الشائعة فإنها تموت عندك؛ ويسلم المجتمع من آثارها السيئة.
عبدالله التركي - بريدة