إن مشروع تطوير التعليم الذي اهتمت به المملكة وهو يشمل الابتعاث وتطوير المناهج وكل ما يتعلق برفع مستوى الطالب هو من أجل تحسين مخرجات التعليم وأهمها المواطن المثقف الذي يمثل بلاده في جميع المحافل الدولية.
والخبرة الميدانية التي اكتسبتها من العمل الميداني في دور التربية الاجتماعية والتوجيه التي امتدت لأكثر من ثلاثين سنة عندما كنت على رأس العمال بالإضافة إلى الخبرات النظرية في مجال العلوم والخدمة الاجتماعية وأهمها العلاقة بين الطالب والأستاذ وهي عراقة ليست وليدة يوم أو شهر بل سنوات يقضيها الطالب في مدرسته ويكون الأستاذ بالنسبة إليه بمثابة الأب أو الأخ الأكبر.
أن توصيل المعلومة إلى الطالب أو الطالبة ليس بالعمل السهل فهو يحتاج أولاً إلى جذب انتباه الطالب وشغفه وتحفيز قدراته الذهنية من أجل التعلم ولا شك أن عدم وجود هدف لدى الطالب من أجل التعلم هو من الأشياء التي تبعد الطالب عن تقبل العلم ويأتي إلى المدرسة ويذهب لمجرد تأدية الواجب.
ولقد رأيت العديد من الطلاب طلاب الخدمة الاجتماعية عندما يكتبون التقارير الميدانية أثناء تدريبهم العملي في تلك الدور الاجتماعية يخطئون في تهجئة كلمات سهلة بل إن الكثير يخطئ عندما يلقي كلمة في رفع الفاعل ونصب المفعول وربما كان لغياب دفاتر الخط العربي التي كنا نتعلم فيها صغاراً دوراً بارزاً في سوء خط الطلاب والطالبات الآن.
ولا ننسى وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الشغل الشاغل للصغار والكبار وهي تدمر اللغة العربية حتى أنهم يكتبونها باللغة والحروف الإنجليزية.
فهل الخلل في نظام التعليم الابتدائي الذي يعتمد على التقييم وليس على الاختبارات الفعلية فينتقل الطالب للمرحلة المتوسطة ضعيفاً في التهجئة ثم إلى الثانوية والجامعة وخطه سيء وإملاؤه مليئة بالأخطاء وعدم الالتزام بالقواعد وتعرج في السطور والتاء المربوطة مفتوحة والمفتوحة مربوطة.
إن لدينا أكثر من خمسة وثلاثين جامعة وكثيراً من الكليات وقد بذلت الدولة البلايين من أجل التعليم وسخرت إمكاناتها من أجل هذا الهدف وكما نعلم فالدراسة في جميع مراحل التعليم مجانية ويتم سنوياً ابتعاث الآلاف من الشباب للدراسة في الخارج دعماً للشباب ومن أجل التنمية حيث يوجد أكثر من مائتين ألف مبتعث ومبتعثة يدرسون في أغلب جامعات العالم لأن هؤلاء الشباب هم عدة الوطن والتعليم الجيد يرفع من قيمة الشعوب ويؤهلها للسير في ركب الحضارة والمساهمة في تقديم الاكتشافات والاختراعات للعالم.
وهذا ما أكده رجل التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما استقبل وزير التعليم ومديري الجامعات وغيرهم من رجال التربية والتعليم.
فهل انخفاض مستوى التعليم بسبب انخفاض مستوى المعلم خاصة في المرحلة الابتدائية التي تحتاج لأفضل المعلمين وأقدرهم على الوصول لعقول وقلوب الطلبة الصغار وحثهم على العلم والتعلم أما بالمستجدين من المعلمين ينبغي أن يحصلوا على عدة دورات في التدريس في الداخل والخارج لتأهيلهم للتدريس.
أما نظام التقويم فيجب أن يستبدل بالاختبارات التحريرية وأن لا يخضع لمزاج المعلم مما ينعكس على أداء الطالب فيحاول إرضاء الأستاذ بأن يكون مؤدباً في الفصل أو متعاوناً في مسح السبورة أما التعلم فهو آخر ما قد يفكر فيه.
كما يجب التواصل بين المدرسة والمنزل بصورة مستمرة لمصلحة الطالب والطالبة وتعديل المناهج لكي تناسب المناهج كل مرحلة تعليمية بحيث تشتمل على قصص ومواعظ للطلبة وأن يتم عمل رحلات جماعية مدرسية تحت رعاية الأساتذة والمشرفين وأخيراً وسبق وأن قلنا حبذا لو يتم التفكير في استخدام اللوح الإلكتروني في التعليم بدلاً من حمل الطفل الذي لا يتجاوز عمره السابعة كيلوات من الكتب والدفاتر على ظهره لا سيما أن معظم الطلاب والطالبات يجيدون القراءة والكتابة على هذا اللوح الإلكتروني.