الجزيرة - محمد السنيد:
وصف صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، المملكة بقيادتها الحكيمة بأنها «قاطرة قوية تقود وترعى وتدعم منظومة من العمل الخيري والإنساني ليس داخل المملكة فقط، بل في أرجاء عدة من العالم».
وأكد أن هذا التوجه المتميز يسانده نخبة من صناع القرار المدركين لأهمية العمل الخيري، ولدورهم في إرساء قواعد التراحم في المجتمع، الأمر الذي نلمسه في الكثير من القرارات والأنظمة المميزة التي تهتم بفئات عدة من المجتمع في مقدمتهم كبار السن ومرضى الزهايمر.
وقال سموه خلال رعايته أمس الاجتماع السادس للجمعية العمومية لجمعية الزهايمر: نعتز بما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية، ومنذ تأسيس الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر من نقلة نوعية في التعاطي مع مرض الزهايمر في المملكة، الأمر الذي نراه متجسداً في منظومة من برامج الرعاية المتكاملة، يواكبها جهود توعوية متميزة، وبرامج غير مسبوقة لحشد المساندة المجتمعية، وشراكات مقدرة مع الكثير من منشآت القطاع الخاص».
وأشاد الأمير أحمد بن عبدالعزيز بتنامي دور الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر على صعيد الوطن، مشيداً بحجم الدور الوطني المتنامي الذي تقوم به الجمعية، وريادة هذه المؤسسة الخيرية في ترسيخ ثقافة الوفاء لأناس قدموا لبلدهم ولأسرهم الكثير، وذلك عبر تبني إستراتيجية علمية متكاملة المحاور تعكس صورة مثلى من صور العمل الخيري في المملكة.
وشكر سموه وزارة الشؤون الاجتماعية نظير ما تتبناه من توجهات إيجابية جديدة فيما يتعلق بتوفير بيئة داعمة لمؤسسات العمل الخيري، وكذلك وزارتي الصحة والتعليم، ولمجلس الشورى وما يبديه من تفاعل مع قضايا المجتمع المحلي.
من جهته، رفع صاحب السمو الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإلى قيادة المملكة لما تحظى به الجمعية من تفاعل ومساندة منذ أن كانت فكرة وحتى اليوم.
وعبّر سموه عن سعادته بانعقاد اجتماع الجمعية العمومية الأول في دورة مجلس الإدارة الثاني في (مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث) واصفاً إياه بـ»الشريك الرئيس» الذي احتضن بدايات الجمعية واجتماعها الأول.
وأوضح أنّ الجمعية قطعت شوطاً نحو تحقيق أهدافها الإنسانية الخيرية العلمية الخدمية، واستطاعت أن تحتل مكانة بين مؤسسات العمل الخيري الرائدة ليس في المملكة وحدها، بل في العالم العربي، وقال «وهذا بالطبع نتاج تكامل جهود قطاعات عدة، ومبادرات نخبة من الخيرين من أبناء الوطن في مقدمتهم الرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وواكب ذلك جهد تطوعي رائع من خبراء في مجالات عدة، الأمر الذي نلمس آثاره اليوم سواء على صعيد برنامج الشراكات الإستراتيجية مع قطاعات حكومية وخيرية وطبية وإعلامية وأكاديمية وبحثية، إلى جانب إحداث نقلة نوعية في برامج الرعاية والخدمات والتوعية وصلت من خلاله أنشطتها المختلفة إلى معظم مناطق وطننا العزيز».
من جهتها، قدمت سمو الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن نائب رئيس مجلس الإدارة، رئيسة اللجنة التنفيذية بالجمعية، ملخصاً عن أداء الجمعية خلال العام المنصرم، مشيرة إلى أن المجلس في دورته الجديدة وضع عدة أهداف على سلم أولوياته، في مقدمتها: تجويد برامج الرعاية والسعي لإيصالها إلى المناطق التي تحتاج إليها, وتوثيق التعاون مع المراكز العلمية والجهات ذات العلاقة, وإيجاد مصادر تمويل دائمة وثابتة تسهم في دعم ميزانية الجمعية.
وقالت: «إن العام الأول في دورة المجلس شهد خطوات متميزة على الأصعدة الثلاثة، ففي مجال تجويد الخدمة وتوسيع دائرتها، نظمت الجمعية المؤتمر الدولي الثاني للزهايمر الذي ناقش عدداً من المحاور المهمة التي اختارتها الجمعية بعناية فائقة، وتوصل إلى عدد من التوصيات، نتطلع إلى تحويلها إلى واقع معاش سواء فيما يتعلق بتقليل الآثار السلبية للمرض، أو توافر برامج الرعاية المتكاملة»، مشيرة إلى أن الجمعية ظلت تتبوأ موقعها كمًا ونوعًا فيما يتعلق بمجالات الدعم لمرضى الزهايمر، وشهدت نقلة توسعية في مجال تقديم خدماتها للمستفيدين منها من مرضى الزهايمر.ونوهت سموها بما حققته الجمعية في مجال تنمية موارد الجمعية على صعيد تأمين وقف الوالدين، والشروع في استثمار مشاريع وقفية أخرى، وسعيها بالبحث عن وسائل متطورة في تنمية الموارد المالية وجلب الدعم المالي، والبعد عن الوسائل التقليدية التي تغلب عليها العشوائية.
وأكدت الأميرة مضاوي بنت محمد أن الجمعية تعمل على توثيق التعاون مع الجهات المعنية، حيث شهد العام المنصرم تتويجاً لجهد الجمعية خلال السنوات الست السابقة باكتمال منظومة الحشد المجتمعي ممثلة في توثيق شراكات مع سبعة قطاعات هي الأكثر حضوراً وتأثيراً في المجتمع، (حكومية، خاصة، صحية، تعليمية بحثية، أكاديمية، تقنية، إعلامية)، وتعتز الجمعية بالتفاعل القوي من قبل مئات المتطوعين الذين أسهموا في نجاح برامج المشاركة المجتمعية.
وكان الاجتماع قد بدأ بكلمة لمعالي المشرف على مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي، قال فيها إنه تحقيقاً لجزء من الأهداف المرسومة لمؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث؛ والمتمثّلة في توفير أرفع مستويات الرعاية الطبية التخصصية، والقيام بالأبحاث العلمية والتطبيقية المتعلقة بالمجالين الطبي والصحي، والتعاون مع الهيئات المتخصصة بهدف تطوير وسائل العلاج وتحسينها، والرعاية الطبية والصحية في المملكة بصورة عامة، والتخصصات الطبية الدقيقة بصفة خاصة، فقد سارعت المؤسسة إلى توقيع اتفاقية تعاون مع الجمعية ضمن برنامج الشراكة الاستراتيجية معها؛ وذلك بمدها بالخبرات، وإنشاء عيادة الزهايمر بالمستشفى، ودعم الأبحاث المتعلقة بمرض الزهايمر، وعقد ورش عمل متخصصة للمرضى وذويهم، ونشر التوعية والثقافة لديهم.
عقب ذلك، استعرض الأعضاء الموازنة العمومية للعام المالي المنصرم، والميزانية التقديرية للعام المالي الحالي، كما أقروا برامج ومشروعات الجمعية للعام الجاري، ومن ذلك دار الرعاية النهارية والمشروع الاستثماري الخيري، بعدها تم توقيع مذكرة تفاهم لتفعيل الاتفاقية بين الجمعية وجامعة الملك سعود.وناقش الأعضاء توصيات المؤتمر الدولي الثاني للزهايمر وأثرها على رفع مستوى الخدمات المقدمة للمرضى مع الجهات المسؤولة عن تنفيذها، ومنها الوعي العالمي بخطورة مرض الزهايمر وأن ظهور الأعراض يمثل مرحلة متقدمة من المرض، حيث سترتكز جهود التوعية على الوسائل الوقائية بجميع أنواعها وعلى اكتشاف المرض في مراحله المبكرة قبل ظهور الأعراض نظرا لأهمية التدخل المبكر, والتركيز على تقديم برامج التدخلات النفسية والاجتماعية التعليمية القائمة على الأدلة لأسر المرضى، خصوصا مع كون معظم المرضى السعوديين المصابين بمرض الزهايمر مقيمين مع أسرهم, ولكون الأدلة العلمية تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن مقدمي الرعاية يعانون ولفترات طويلة من مختلف المشكلات النفسية والجسدية التي يمكن قياسها بشكل علمي ومقنن.