قال ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان):
السُّدَيرُ: بضم أوله بلفظ تصغير سِدر قاع بين البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان، وقال الحفصي ذو سُدَير. قرية لبني العنبر وقال في موضع آخر من كتابه بظاهر السخال واد يقال له ذو سدير. قال نابغة بني شيبان.
أرى البنانة أقوَت بعد ساكنها
فذا سُدَير وأقوى منهم أُقُر
وقال القتَّال الكلابي:
لعَمرك إنني لأحب أرضا
بها خَرقاءُ لو كانت تزارُ
كأنّ لِثَاتَها علِقت عليها
فُرُوع السدر عاطيةً نَوّارُ
أطاعَ لهما بمدفع ذي سدير
فروعُ الضَال والسلمُ القصار
وقال عمرو بن الأهتم:
وُقوفاً بها صحبي عليَّ مطيهم
يقولون لا تجهل ولست بجهّال
فقلت لهم عهدي بزينب ترتعي
منازلها من ذي سدير فذي ضال
وذكر إبراهيم الحربي ت (285ـ) في كتابه مناسك الحج:
إن بني (ضبه) هم سكان (وادي الفقي) الذي يمر به أحد طرق الحج إلى مكة المكرمة عبر اليمامة فقال:
والطريق الآخر يتياسر عن طريق (مرأة) فأول منبر يلقاك بالفقي وأهله بنو (ضبه).
قلت: وبنو ضبه هم سكنة سدير قبل بني عمومتهم بني العنبر بن عمرو بن تميم وقدر رحل بنو (ضبه) إلى شرق (الفقي) سدير وسكنوا (نطاع) و(طويلع) و(اللهابة) و(اللصافة) و(الشيطيين) و(الأدواء) وهو ماء لبني (ضبه) إلى ما يصل (نطاع) وكل ذلك في (الصمان) وهذه الأماكن تقع شرق وادي (الستارين).
وقد حل بنو العنبر مساكن بني عمومتهم بني (ضبه) عندما انضم (بنو العنبر) إلى جيش القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد قتال (بني حنيفة) وقتل مسيلمة في حروب الردة في اليمامة فقد وطنهم القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه منطقة (سدير) وذلك لتغيير التركيبة السكانية في إقليم سدير.
وقال الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس رحمه الله عن إقليم سدير في كتابه (معجم اليمامة):
(إقليم سدير من أكبر أقاليم اليمامة يحده من الجنوب العتك ومن الشمال المرتفعات والقفاف المشرفة على روضة السبله وتنتظم سدير من الأودية الكبار (وادي الفقي) و(وادي المياه) و(وادي جوي) و(وادي المشقر) و(وادي الكلبي) و(وادي تمير) و(وادي الغاط) والمجمعة قاعدة إقليم سدير، وقال عنه الأستاذ حمد بن محمد الجاسر رحمه الله:
(سُدَير بضم السين المهملة وفتح الدال المهملة وإسكان الباء وآخره راء، منطقة واسعة ذات قرى كثيرة.
وقال فيه الشاعر المتلمس:
ألك السدير وبارق ومبايض ولك الخَوْرَنْق
والقصر من سنداد ذو الكعبات والنخل المُنَبَّق
والغمر والاحساء واللذات من صاع وديسق
والقادسية كلها والجَوْفُ من عَان وطلق
ووادي سدير يسمى وادي الفقي إذ ذكره الأصفهاني وهو من علماء القرن الثالث الهجري والذي قدر وفاته السيوطي سنة 310هـ، وقال إن بلدة جلاجل في ناحية الفقء والذي قال عنه الشيخ حمد الجاسر رحمه الله بأنه وادي سدير ذو القرى الكثيرة وقد اعتبر جلاجلاً من ناحية الفقء.
ثم غلب على وادي الفقء وادي القرى حيث أن أقدم خريطة عثمانية لشبه الجزيرة العربية قام بإعداد أصلها (حاجي خليفة) المتوفى سنة 1068هـ - 1657م ويظهر فيها وادي (القرى) وادي الفقي سدير والعرب تطلق سديراً على وادي الفقء كما أنها تطلق وادي الفقء على سدير.
قدر فليكس مانجان سكان سدير سنة 1234هـ بما يلي:
عدد الرجال القادرين على حمل السلاح 6000 رجل.
وعدد النساء والأطفال والشيوخ والمعاقين 21000
وذلك في جدول عن تعداد سكان نجد.
وقدرهم لويس بلي الذي زار الرياض سنة 1282هـ قدر عددهم بحوالي 12000 نسمة.
وإقليم سدير من أكبر أقاليم اليمامة وهو يشكل القسم الشمالي منها ويتكون هذا الإقليم من أكثر من مائة وسبع (107) ما بين مدينة وبلدة وقرية وهجرة ومورد.
الباحث والمؤرخ/ عبدالعزيز بن محمد بن سليمان الفايز - جلاجل - سدير