بمناسبة إقامة ندوة وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز وسيرته وقصص من حياته في كل مراحلها ومسيرته كقائد له بصمة في تاريخ بلادنا التي اختتمت مؤخراً، يسرني المشاركة بهذه المقالة وإن جاءت متأخرة فقد عاصرته رحمه الله عندما كان وزيراً للمعارف وما أسداه للتعليم وكم يستحضر الذهن منجزاته ومعطياته خلال تلك الفترة وأنشطتها المختلفة اتسمت بالعمق والشمول.. لقد سطر الملك فهد ملحمة نهضة خاضتها المملكة العربية السعودية وقطعت فيها أشواطاً كبيرة، نصف قرن من العطاء الذي أثمر موقعاً متميزاً لبلادنا تنمية داخلية ومكانة عالمية واستثمار في الإنسان السعودي وقد بذل من جهوده وفكره لتستعيد الأمة مكانتها، ونبذ الخلاف بين أبناء الأمة العربية والإسلامية لتلحق بركب الحضارة متى صفت القلوب وساد الحوار وركزت الأمة على تنمية بلدانها وحلت خلافاتها مستندة على شريعتها التي تنبذ العنف والإساءة وتحفظ الحقوق وتأخذ بمنهج الإسلام الذي يدعو إلى التسامح الذي ميزها ونحمد الله أن جميع ملوك بلادنا منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد خادم الحرمين الملك عبدالله حققت في عهدهم منجزات كبيرة على مختلف المستويات، لقد كانت سنوات خصبة وحقبة طويلة وسنوات مضيئة من أعمارنا وتاريخ بلادنا وتطلعاتنا في وطن آمن مستقر ومزدهر.
إن القادة الحقيقيين هم الذين يثرون بلادهم بإنجازاتهم وعطائهم ويغرسون في نفوس أبنائهم ومواطنيهم الآمال الكبيرة والطموحات والمنجزات وكل ما يوفر لهم الحياة الكريمة والعيش الرغيد ومصادر القوة والأمان وأن تكون بلادهم وشعوبهم في سباق مع الزمن طويل حتى بلوغ القمة.
ما زلنا نتذكر أيام الملك فهد حافلة بالخير والعطاء وزاخرة بالحب المتبادل بينه وبين شعبه أصداؤها في القلوب فقد قاد بلداً عظيماً وشعباً طموحاً على ثراه يوجد الحرمان الشريفان، إنها أيام نستذكرها أصبحت تاريخاً وواقعاً حياً ملموساً فالأمم تقدر من وضع تاريخها المجيد ونهضتها الشامخة ومشاريعها وجامعاتها حتى تحقق آمالها وتأخذ مكانها الطبيعي، إن هذه الندوة هي جزء من حب الأمة لقادتها ووفائها لروادها وكانوا منارات إشعاع يضيء طريق المستقبل حقق الله الآمال ولتستمر مسيرة التطور والبناء دامت بلادنا نامية مزدهرة متجددة حافلة بالأمن والسلام والخير والأمان.
- أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق